روما – الوكالات: تواصلت تعبئة المزارعين الأوروبيين أمس للمطالبة بتحسين دخلهم، لكن بشكل متفاوت بين الدول، مع خروج تظاهرات في ألمانيا وسويسرا وإيطاليا، حيث أعلن المحتجون الزحف إلى روما.
في إيطاليا، تظاهر مزارعون وقادوا نحو 150 جرارا في أورتي الواقعة على مقربة من روما، وأعلنوا وصولهم الوشيك إلى العاصمة الإيطالية، بحسب ما أفاد صحفي في وكالة فرانس برس. وسار المزارعون الغاضبون في موكب قرب طريق سريع رئيسي، وطالبوا بتحسين ظروف عملهم ودخلهم.
في ألمانيا، عطل مئات المزارعين المعارضين لخطة خفض الدعم لوقود الديزل، بجراراتهم الوصول إلى مطار فرانكفورت الأهم في البلاد حتى بداية بعد ظهر أمس، بحسب ما أعلنت شرطة المدينة.
وشهدت سويسرا أول تظاهرة للمزارعين أمس، وجاب موكب يضم حوالي ثلاثين جرارا شوارع جنيف للتعبير عن مطالب المزارعين السويسريين.
وقالت الأمينة العامة لاتحاد «يونيتار» الذي نظم التظاهرة إيلين مولر «هذا هو أول تجمع للمزارعين في سويسرا بعد التظاهرات والإغلاقات التي تشهدها جميع أنحاء أوروبا».
وأضافت في تصريح لوكالة فرانس برس «في سويسرا، يقول كثيرون إن الوضع مختلف وإننا لا نخضع لسياسات الاتحاد الأوروبي، لكننا رغم ذلك ما زلنا في الإطار نفسه».
في إسبانيا، أعلنت النقابات الزراعية الرئيسية الثلاث يوم الجمعة مواصلة تعبئتها عقب اجتماع مع وزير الزراعة. ومن المقرر تنظيم سلسلة من التظاهرات في الأسابيع المقبلة في البلاد، إحداها في برشلونة في 13 فبراير. وأدانت نقابات المزارعين «الإحباط والقلق المتزايد» في القطاع الزراعي في إسبانيا، الدولة الأوروبية الرائدة في تصدير الفواكه والخضراوات.
وفي هولندا، نفذ المزارعون تحركات احتجاجية على طرق سريعة مساء الجمعة وأغلقوا طريقا سريعا شمال أمستردام لفترة وجيزة، وفقا لوكالة الأنباء الهولندية.
ورفعت معظم الإغلاقات يوم الجمعة في بلجيكا، بما في ذلك في ميناء زيبروغ، لكن العديد من مراكز التوزيع التابعة لسلاسل المتاجر الكبرى ظلت مغلقة أمس، بحسب الوكالة البلجيكية. وكان المزارعون الفرنسيون الذين بدأوا الحركة الاحتجاجية الواسعة، قد رفعوا معظم حواجز الطرق يوم الجمعة غداة إعلان الحكومة الفرنسية تقديم مساعدات بقيمة 400 مليون يورو و«الإيقاف المؤقت» لخطة خفض استعمال المبيدات.
لكن قوات الأمن أخلت أمس السبت آخر موقعين احتجاجيين لنقابة الفلاحين، لكن ذلك لم يمنع تنظيم تظاهرات أصغر نطاقا، وتم أمس مثلا إغلاق مركز تجاري في فار (جنوب)، بينما قام مزارعون بإلقاء السماد أمام اثنين من المتاجر الكبرى في إندر- إي- لوار (وسط)، حيث قاموا «بفحص» المنتجات للتحقق من منشأها.
في رومانيا، بدأ المزارعون وعمال النقل البري، وهم من بين الأوائل في أوروبا الذين قالوا «طفح الكيل» وبدأوا إغلاق الطرق، في إنهاء احتجاجاتهم أمس السبت بعد إعلان اتفاق مع حكومتهم.
وفي محاولة لإخماد الغضب الذي يتزايد في القارة، وعدت المفوضية الأوروبية يوم الخميس باتخاذ إجراءات للدفاع عن «المصالح المشروعة» لمزارعي الاتحاد الأوروبي، لا سيما من خلال تقليل «العبء الإداري» الذي تفرضه السياسة الزراعية المشتركة.
وأسباب احتجاج المزارعين الأوروبيين متماثلة في كل البلدان: السياسة الأوروبية معقدة للغاية، والدخول منخفضة للغاية، والتضخم، والمنافسة الأجنبية، ورفع سقف المعايير، وارتفاع أسعار الوقود.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك