قطاع غزة - الوكالات: تواصلت المعارك بين جيش الاحتلال الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية أمس في قطاع غزة رغم مؤشرات «أولى» إلى إمكان التوصل إلى هدنة جديدة وإطلاق سراح رهائن بعد نحو أربعة أشهر من العدوان الإسرائيلي على غزة.
ويزداد الوضع الإنساني تدهورا في القطاع المحاصر ولا سيما في ظل أحوال جوية سيئة وأمطار تتسبب بسيول تسبح فيها خيم النازحين ولا سيما في الجنوب، وفق ما أفاد مراسلون لوكالة فرانس برس.
ويحتدم القتال خصوصاً في محيط مستشفيي ناصر والأمل اللذين يكتظان بالجرحى والنازحين، وفق ما ذكر شهود والهلال الاحمر الفلسطيني.
وقالت جمعية الهلال الأحمر أمس في بيان إن القصف وإطلاق النار يتواصلان في محيط مستشفى الأمل التابع للجمعية في خان يونس.
وأشارت الى «تسرّب مياه الأمطار على النازحين» داخل بعض أجزاء المستشفى بسبب تضرّر المباني نتيجة القصف.
وحذّرت من «دخول مرضى الكلى في خطر جراء تعذر نقلهم الى مستشفيات أخرى» بسبب استمرار تطويق الآليات الإسرائيلية للمستشفى.
وأفاد شهود ليل الخميس الجمعة بحصول غارات إسرائيلية في وسط قطاع غزة وجنوبه، وخصوصاً في خان يونس حيث تتركز العمليات الإسرائيلية منذ أسابيع.
أعلنت وزارة الصحة بغزة أمس ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 27131 شهيدا غالبيتهم من النساء والأطفال، منذ السابع من أكتوبر.
وأكدت الوزارة استشهاد 112 شخصا على الأقل في الأربع والعشرين ساعة الماضية، بينما أصيب نحو 66287 شخصا منذ اندلاع العدوان. وأكدت الوزارة أن عددا من الضحايا مازالوا تحت الركام وفي الطرقات و«يمنع الاحتلال وصول طواقم الاسعاف والدفاع المدني إليهم».
في القطاع الذي أعلنت الأمم المتحدة أنّه «بات غير صالح للسكن»، نزح 1,7 مليون شخص، وفق الأمم المتحدة، من حوالي 2,4 هو عدد السكان. وبات 1,3 منهم عالقين في مدينة رفح قرب الحدود المغلقة مع مصر، ومهدّدين بالمجاعة والأوبئة.
في مدينة غزة في شمال القطاع الذي نزح معظم سكانه، وجد عدد من الفلسطينيين ملجأ بالقرب من مستشفى الشفاء الذي كان محور عمليات عسكرية إسرائيلية في نوفمبر.
وقالت عبير المدهون لوكالة فرانس برس: «أسقطوا (جيش الاحتلال) منشوراً يطلب منّا الإخلاء، إلى أين نذهب؟ هُدّم بيتنا وأولادنا استشهدوا».
وقال الطبيب محمد غراب إنّه الطبيب الوحيد الموجود في المستشفى الذي يعدّ الأكبر في قطاع غزة، بالإضافة إلى عدد قليل من الممرّضين.
وإزاء الأزمة الإنسانية الكبرى والخسائر الفادحة في صفوف المدنيين، تنشط الدبلوماسية لمحاولة التوصل إلى هدنة ثانية، أطول من الهدنة التي استمرت أسبوعا في نوفمبر وأتاحت إطلاق نحو مئة رهينة كانوا محتجزين في غزة ونحو 300 معتقل فلسطيني في إسرائيل.
وفي هذا الإطار، قُدّم مقترح هدنة جديد إلى قيادة حماس عقب اجتماع عُقد الأسبوع الماضي في باريس وجمع رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وليام بيرنز ومسؤولين مصريين وإسرائيليين وقطريين. ويُتوقع وصول رئيس المكتب السياسي لحماس المقيم في قطر اسماعيل هنية إلى القاهرة خلال الساعات القادمة لمواصلة هذه المحادثات.
استناداً إلى مسؤولين في حماس، تدرس الحركة مقترحاً من ثلاث مراحل، تنص الأولى على هدنة مدتها ستة أسابيع يتعين على إسرائيل خلالها إطلاق سراح 200 إلى 300 أسير فلسطيني في مقابل الإفراج عن 35 إلى 40 رهينة، فضلاً عن إدخال 200 إلى 300 شاحنة مساعدات إنسانية يوميا إلى غزة.
وأكد المتحدث باسم وزارة خارجية قطر التي تساهم في الوساطة ماجد الأنصاري الخميس أن «الجانب الإسرائيلي وافق على هذا الاقتراح والآن لدينا تأكيد إيجابي أوّلي من جانب حماس». وأضاف: «لا يزال أمامنا طريق شاق للغاية. نأمل أن نتمكن خلال الأسبوعين المقبلين من إعلان أخبار جيدة حول هذا الموضوع».
إلا أن مصدراً مطلعاً على المحادثات في غزة أكد لوكالة فرانس برس أنه «لا يوجد اتفاق على إطار الاتفاق بعد، والفصائل لديها ملاحظات مهمة والتصريح القطري فيه استعجال وليس صحيحاً».
ويتعرّض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لضغوط من عائلات الرهائن للتوصل إلى اتفاق، ومن وزراء يهدّدون بالانسحاب من الحكومة في حال التوصّل إلى اتفاق يقولون إنه سخيّ للغاية تجاه الفلسطينيين.
ومساء الخميس، تجمّع متظاهرون في تل أبيب للمطالبة باتفاق يتيح الإفراج عن الرهائن.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك