إسلام آباد - (أ ف ب): تعهدت باكستان وإيران أمس الإثنين بتعزيز الحوار بينهما وتبادل ضباط ارتباط في وقت تسعى الدولتان لخفض التوتر بعد ضربات متبادلة عبر الحدود أثارت تشنجا في العلاقات الدبلوماسية. وأثارت الغارات المتبادلة التي وقعت في وقت سابق من هذا الشهر في منطقة بلوشستان الحدودية التي يسهل اختراقها -المقسمة بين البلدين- توترا اقليميا أشعلته اصلا الحرب بين إسرائيل وحماس.
وأكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان أمس الاثنين خلال زيارة لإسلام آباد أنه لا يمكن وصف الأعمال العدائية بأنها «أزمة» لأن العلاقات كانت قوية دائما بين البلدين. وأضاف: «كان من الطبيعي أن نتمكن من تجاوز ما حصل». وتابع: «من خلال التعاون المشترك بين اسلام اباد وطهران لن نسمح للإرهاب بتهديد العلاقات بين بلدينا».
من جهته أعلن وزير الخارجية الباكستاني جليل عباس جيلاني أن الجانبين اتفقا على تعزيز الحوار على كافة الأصعدة وسيعملان على تسريع وتيرة خطة لنشر ضباط اتصال في كلا البلدين. وقال: «تمكنا من إعادة الوضع إلى طبيعته في وقت قصير للغاية».
ونفذت طهران ضربات ضد جماعة مناهضة لإيران في باكستان في 16 يناير، في الاسبوع نفسه الذي استهدف فيه الجيش الإيراني العراق وسوريا. وبعد يومين ردت باكستان بالمثل من خلال شن غارة قبل الفجر «مستهدفة مسلحين» في محافظة سيستان بلوشستان الإيرانية، وهي من المناطق القليلة ذات الأغلبية السنية في إيران حيث الغالبية الشيعية. وقد شهدت اضطرابات مستمرة مع عصابات تهريب المخدرات عبر الحدود والمتمردين من أقلية البلوش فضلاً عن الجهاديين.
وأثارت أولى الضربات الإيرانية التي قالت باكستان إنها قتلت طفلين على الأقل توترا شديدا من قبل باكستان التي استدعت سفيرها من طهران ومنعت المبعوث الإيراني من العودة إلى منصبه. كما استدعت طهران القائم بالأعمال في إسلام آباد بسبب الضربات الباكستانية التي أسفرت عن سقوط تسعة قتلى على الأقل. لكن البلدين أعلنا الأسبوع الماضي أنهما قررا وقف التصعيد والسماح للسفيرين بالعودة إلى منصبيهما.
وقتل مسلحون يوم السبت تسعة أشخاص في سيستان بلوشستان وقال سفير إسلام آباد إنهم باكستانيون. وحتى الآن لم تعلن أي جهة مسؤوليتها. وأثار تبادل إيران وباكستان الضربات الجوية في وقت سابق قلق الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، اللذين دعيا الى ضبط النفس، بينما عرضت الصين وساطتها.
لكن وزيري الخارجية أكدا أمس الاثنين أن العلاقات المتينة القديمة واحترام كل بلد حدود البلد الآخر كفلا التوصل إلى تسوية سريعة. وقال جيلاني إن العلاقات الطيبة بين باكستان وإسلام آباد هي «مصدر مهم للاستقرار في المنطقة برمتها». وقال إن الجانبين اتفقا على تسريع تنمية الأسواق الحدودية على طول الحدود لتشجيع المبادلات التجارية والتبادل الثقافي.
كما سيعمد البلدان إلى إنشاء «آلية تشاورية» جديدة على المستوى الوزاري وعقد اجتماعات دورية في العاصمتين. وأضاف: «طغى على مباحثاتنا تقارب في وجهات النظر بشأن كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك