الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
جمعية المحامين.. أوقفوا هذا الأسلوب
يقول المثل الفرنسي: «اثنان سيدافعان عنك باستماته.. حتى وإن كنت مخطئا.. أمك والمحامي».. لذلك يلجأ البعض إلى المحامين من أجل الدفاع عنه، وإن كان ظالما.. لا مظلوما.
من الملاحظ اليوم أن أحد الأساليب الدعائية «الترويجية» التي يلجأ اليها «بعض» المحامين في بلادنا، نشر القضايا التي كسبوا أحكاما لصالح موكليهم وعملائهم، في الوسائل الإعلامية، ونشر الدفوعات والمرافعات، والتركيز على «شطارة» المحامي أو المحامية.
وهذا الأسلوب تسبب في أن البعض من الناس، تكونت لديهم فكرة أو «شبه قناعة»، بأنك إذا أردت أن تكسب قضية ما، «خلافات أو نزاعات أو حتى مخدرات وغيرها» فعليك أن تلجأ إلى ذلك المحامي أو تلك المحامية، لأنهم يملكون الكثير من «الشطارة» في كسب قضيتك.
ولعل تلك الظاهرة «الترويجية» لفئة من المحامين محل استهجان من شريحة كبيرة من المحامين الأفاضل ومكاتب المحاماة العريقة، التي لا تلجأ إلى ذلك الأسلوب، لأن سمعتها، واحترامها لقدسية المهنة، وقوة حجتها، ورصانة أدائها، كفيلة لإبراز وتسويق أدائها ومكانتها.. فضلا عن أن تلك الأساليب تتسبب في ضرب «سوق وأتعاب المحاماة».
ربما كان على جمعية المحامين البحرينية، وهي تستعد لخوض انتخابات مجلس إدارتها الجديد، أن تضع لائحة وميثاق عمل، من أجل «ضبط» الأمور، وحماية مهنة المحاماة من تلك الأساليب، وتصحيح المسار، بدلا من انحدار المهنة إلى «ليلام» قانوني.
وحيث إن الشيء بالشيء يذكر، فإن جمعية المحامين المقبلة، عليها أن تعيد النظر في مسألة حماية شرف المهنة من الممارسات المسيئة، التي يقع فيها بعض المحامين، سواء في تعطيل أوتسويف القضايا، والمماطلة فيها، وخسارة الموكلين للأموال والأتعاب، فضلا عن بعض السلوكيات التي لا تمت إلى مهنة وشرف المحاماة بصلة، ويكون مصيرها جلب السمعة السيئة إلى المحامين، وقرار الشطب النهائي، أو منع مزاولة المهنة فترات زمنية مختلفة، من خلال مجلس التأديب.
كما من واجب مجلس الإدارة القادم، أن يسهم في دعم جهود الدولة لمعالجة توظيف الشباب البحريني من خريجي القانون، وزيادة تفعيل التعاون مع «تمكين» ووزارة العمل ووزارة العدل، ومن خلال التدريب وضمان التوظيف، في ظل شكاوى من المتدربين، بأنهم أصبحوا مجرد «سكرتارية أو مراسلين» في مكاتب المحاماة، في حين أن العديد من المكاتب، ترى أن نوعية الخريجين ليسوا مؤهلين بعد، لخوض مجال المحاماة، والمرافعة أمام القضاء، والوقوف في المحاكم، وتلك مسألة يجب أن تعالج ويتم دراستها والاهتمام بها، من خلال المناهج الدراسية في الجامعات وكليات القانون في بلادنا. مجلس إدارة جمعية المحامين البحرينية القادم، يجب أن يعمل من أجل الارتقاء بالمهنة، ويسعى لتكوين صف ثانٍ جديد، ويدفع بالدماء الشابة، ويعزز من الشراكة المجتمعية، ويطور من أداء الجمعية كمنظومة نقابية عصرية، لا كجمعية مهنية فقط، وأن يفتح المجال للاستفادة من مرئيات العاملين في المجال، مع ضرورة إيقاف تلك الأساليب «الترويجية» غير الجميلة، وابتكار أساليب جديدة تتناسب ومكانة المهنة.
من أجمل ما قيل عن مهنة المحاماة.. «إن المحامين هم أبطال العدالة، يسعون لإصلاح الخطأ وإرساء حقوق المظلومين.. وإذا كانت مهنة المحاماة هي فن الخطابة، فإن المحامي يجب أن يكون رسّامًا لصورة قانونية مشرِّفة».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك