قطاع غزة - الوكالات: دارت معارك عنيفة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية أمس في جنوب قطاع غزة حيث يحتشد آلاف المدنيين في ظروف إنسانية كارثية وسط المطر والبرد.
وأفاد شهود عيان وكالة فرانس برس بوقوع اشتباكات عنيفة بين الفصائل الفلسطينية وجيش الاحتلال الاسرائيلي في محاور عدة من مدينة خان يونس.
وأفاد سكان بإطلاق نار كثيف من الجو والدبابات في أنحاء المدينة.
وقالت حماس إن مقاتليها أطلقوا صاروخا مضادا للدبابات على دبابة إسرائيلية في جنوب غربي خان يونس.
وقالت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية إن مقاتليها اشتبكوا مع القوات الإسرائيلية في المنطقة وأطلقوا صواريخ على إسرائيل.
وذكر مسلحون من حماس وسكان أن قتالا وقع أمس في المناطق الوسطى والشمالية من القطاع.
وأفادت وزارة الصحة بغزة بسقوط 135 شهيدا في القصف الليلي والمتواصل حتى صباح أمس في خان يونس ومناطق متفرقة في قطاع غزة.
ويحتدم القتال خصوصا في محيط مستشفيَي ناصر والأمل اللذين يعملان بالحد الأدنى ويؤويان مرضى وآلاف النازحين.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن الغارات الإسرائيلية أصابت محيط مستشفى ناصر، وهو أكبر منشأة طبية عاملة في الجنوب، ومستشفى الأمل حيث قتل أحد النازحين في ساحة المستشفى بحسب ما ذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.
من جهتها، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان إنها (تستهجن حصار الاحتلال واستهدافه لمستشفى الأمل التابع لها ومقر فرعها في خان يونس لليوم السادس على التوالي).
وأضافت (يواصل الاحتلال قصفه لمحيط المستشفى وإطلاق النار مما يهدد سلامة الطواقم الطبية والجرحى والمرضى ونحو 7000 نازح لجأوا إليه طلبا للأمان وهربا من القصف الإسرائيلي).
وعلى مسافة كيلومترات قليلة إلى الجنوب، يتكدّس عشرات آلاف المدنيين في رفح في مساحة صغيرة جدا مقابل الحدود المغلقة مع مصر. وفي المجموع، نزح حوالي 1,7 مليون مدني منذ بداية الحرب بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
ومن بين هؤلاء كريم المصري (40 عاما) الذي نزح من بلدة بيت حانون شمال القطاع مع زوجته واطفاله الاربعة إلى مدينة رفح بعد اسبوع من بدء الحرب.
وقال المصري (تمر المساعدات التي تأتي للقطاع من هنا، أجلس وانتظر إذا توقفت شاحنة بسبب سوء الطريق يتهافت الجميع على المساعدات، نعيش في غرفة فصل في مدرسة قريبة من هنا، نتشارك الغرفة مع نحو خمسين شخصا).
وأضاف (الوضع في المدرسة كارثي، نأتي هنا كل يوم للهروب من الازدحام والتلوث وانتظار المساعدات).
وخلال الليل، غمرت أمطار غزيرة مخيمات مليئة بالخيام، ما يزيد من معاناة النازحين الذين كانوا يتعثرون في المياه الموحلة أثناء محاولتهم إنقاذ بعض متعلّقاتهم، بحسب صور لوكالة فرانس برس.
وأفاد شهود عيان من النازحين بأنه تم إجلاء عشرات الآلاف من النازحين من مبان وخيام في منطقة المواصي غرب خان يونس، وساروا مشيا على الاقدام بينهم أطفال ونساء لمسافة تزيد على أربعة كيلومترات.
وروى جميل عوض (31 عاما) (غادرت فجر اليوم انا وامي وهي عجوز وعمرها 74 عاما ومريضة وزوجتي واولادي الثلاثة من الخيمة قرب مقر جامعة الأقصى جراء قصف مدفعي واطلاق نار كثيف، في منتصف الطريق وضعت قوات الاحتلال حاجزا مجهزا بكاميرات وآلات تفتيش إلكتروني تتعرف على الوجوه، مثل الحاجز قرب نتساريم).
وأفاد الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل وكالة فرانس برس أن (الأمطار الغزيرة تغرق آلاف الخيام للنازحين في رفح وخان يونس ومخيم النصيرات ودير البلح ومدينة غزة وشمال القطاع، وتزيد معاناة النازحين).
وأفاد مكتب الاعلام الحكومي بغزة أمس (قصف مدفعي مكثف) صباح أمس على مخيم خان يونس ومحيط مجمع ناصر الطبي ما أدى إلى انقطاع الكهرباء في هذا المستشفى وتوقف العديد من الخدمات وغرف العمليات.
وعبّرت منظّمة أطباء بلا حدود في بيان عن أسفها لأنّ (القدرة الجراحيّة لمستشفى ناصر) أصبحت (شبه معدومة)، مشيرة إلى أنّه (يتعيّن على أفراد الطاقم الطبّي القلائل الذين بقوا في المستشفى التعامل مع مخزونات منخفضة جدا من المعدّات الطبّية).
بدوره، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبرييسوس عبر منصة إكس (مع اشتداد القتال حول مستشفى ناصر فر مئات المرضى وأفراد الطاقم الطبي. ما زال هناك 350 مريضا وخمسة آلاف نازح في المستشفى).
وأضاف (الوقود والغذاء والإمدادات في المستشفى تنفد)، داعيا إلى (وقف فوري لإطلاق النار).
وفي حكم صدر الجمعة، لم تأمر محكمة العدل الدولية بوقف لإطلاق النار لكنها طالبت إسرائيل بمنع أعمال الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين وبذل المزيد من الجهد لمساعدة المدنيين. وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاحقا إن الحرب التي تهدف إلى القضاء على حركة حماس ستستمر.
وفي حين يتواصل العدوان بلا هوادة، تحاول قطر ومصر والولايات المتحدة التوسط من أجل التوصل إلى هدنة جديدة تشمل عملية إطلاق سراح رهائن وسجناء فلسطينيين.
وخُطف نحو 250 شخصا خلال هجوم حماس، أطلِق سراح مئة منهم في نهاية نوفمبر خلال هدنة، في مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيّين.
وبحسب السلطات الإسرائيلية، ما زال هناك 132 رهينة محتجزين في قطاع غزة من بينهم 28 يعتقد أنهم قتلوا.
وأفاد مصدر أمني وكالة فرانس برس بأنّ اجتماعا سيُعقد في باريس في الأيّام المقبلة، يشارك فيه مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكيّة (سي آي إيه) ومسؤولون من مصر وإسرائيل وقطر.
من جهته، أعلن البيت الأبيض الجمعة أنّ الرئيس جو بايدن ناقش مع أمير قطر (الأحداث الأخيرة في إسرائيل وغزة، بما في ذلك الجهود لإطلاق الرهائن الذين خطفتهم حماس)، مضيفا أنّه لن يكون هناك إعلان (وشيك) بشأن الرهائن.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك