العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٦ - السبت ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس

jafasid09@hotmail.com

عن ضحايا التخريف والدجل

من‭ ‬عاداتي‭ ‬الراتبة‭ ‬ان‭ ‬اكتب‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬عن‭ ‬شوربة‭ ‬ماغي‭ ‬فرح،‭ ‬تلك‭ ‬السيدة‭ ‬اللبنانية‭ ‬التي‭ ‬تطالعنا‭ ‬بنهاية‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬تقويمي‭ ‬بقراءتها‭ ‬للطوالع‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬حركة‭ ‬الكواكب‭ ‬وتأثيرها‭ ‬على‭ ‬الأبراج،‭ ‬وكيف‭ ‬ان‭ ‬من‭ ‬يصدقون‭ ‬خطرفاتها‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬خلخلة‭ ‬في‭ ‬براغي‭ ‬أدمغتهم،‭ ‬ولكن‭ ‬ولأن‭ ‬‮«‬الضرب‭ ‬في‭ ‬الميت‭ ‬حرام‮»‬،‭ ‬لن‭ ‬أخوض‭ ‬في‭ ‬سيرتها‭ ‬هذه‭ ‬السنة،‭ ‬وأحكي‭ ‬لكم‭ ‬عن‭ ‬وقائع‭ ‬تؤكد‭ ‬ان‭ ‬التخريف‭ ‬منتشر‭ ‬وبائيا‭ ‬في‭ ‬عالمنا‭.‬

نبدأ‭ ‬بالمواطن‭ ‬العراقي‭ ‬الذي‭ ‬وقع‭ ‬في‭ ‬حيص‭ ‬بيص‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬اكتشف‭ ‬أن‭ ‬الخروف‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يعتزم‭ ‬ذبحه‭ ‬غير‭ ‬صالح‭ ‬للأكل،‭ ‬لماذا؟‭ ‬لأن‭ ‬الخروف‭ ‬نفسه‭ ‬من‭ ‬أكلة‭ ‬اللحوم‭ ‬وقام‭ ‬بالتهام‭ ‬دجاجات‭ ‬صاحبنا،‭ ‬تماما‭ ‬كما‭ ‬فعل‭ ‬الحمار‭ ‬كان‭ ‬يملكه‭ ‬صحفي‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬جريدة‭ ‬الزوراء‭ ‬العراقية،‭ ‬واتضح‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬نباتيا‭ ‬بل‭ ‬يفضل‭ ‬اللحوم‭ ‬على‭ ‬العلف‭. ‬وهذا‭ ‬في‭ ‬تقديري‭ ‬دليل‭ ‬وعي‭ ‬الحيوانات‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬ويبدو‭ ‬أنها‭ ‬سمعت‭ ‬بأن‭ ‬العراقيين‭ ‬يلتهمون‭ ‬أم‭ ‬علي‭ ‬بشراهة،‭ ‬فقالوا‭: ‬طالما‭ ‬البشر‭ ‬يأكلون‭ ‬لحم‭ ‬البشر،‭ ‬فما‭ ‬الضير‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬نأكل‭ ‬نحن‭ ‬لحم‭ ‬المواشي‭ ‬والدواجن؟‭ ‬ثم‭ ‬أن‭ ‬اضطراب‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬عقود،‭ ‬وصعود‭ ‬وكلاء‭ ‬للتتر‭ ‬بعد‭ ‬‮«‬حرب‭ ‬التحرير‮»‬‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2003،‭ ‬سبب‭ ‬خللا‭ ‬في‭ ‬البشر‭ ‬والبقر‭ ‬والحجر‭.‬

ثم‭ ‬كان‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬أمر‭ ‬العراقي‭ ‬الذي‭ ‬اشترى‭ ‬قردا‭ ‬بخمسة‭ ‬وثلاثين‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أقنعه‭ ‬البائع‭ ‬بأن‭ ‬القرد‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬الكرامات،‭ ‬بدليل‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬يشتري‭ ‬له‭ ‬يوميا‭ ‬سطلا‭ ‬كاملا‭ ‬من‭ ‬الآيسكريم،‭ ‬تماما‭ ‬كذلك‭ ‬التيس‭ ‬الذي‭ ‬ظهر‭ ‬ذات‭ ‬عام‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬المحتلة،‭ ‬والذي‭ ‬بدأ‭ ‬يدر‭ ‬الحليب‭ ‬إما‭ ‬لأنه‭ ‬شاذ‭ ‬جنسيا‭ ‬أو‭ ‬خنث‭ ‬مشكل‭ ‬فقررت‭ ‬الجماهير‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬الحليب‭ ‬يزيل‭ ‬العقم،‭ (‬اتضح‭ ‬لاحقا‭ ‬أن‭ ‬التيس‭ ‬كان‭ ‬مصابا‭ ‬بسرطان‭ ‬الخصية‭ ‬وأن‭ ‬الذين‭ ‬شربوا‭ ‬ما‭ ‬حسبوه‭ ‬لبنا‭ ‬معجزة‭ ‬شربوا‭ ‬في‭ ‬واقع‭ ‬الامر‭ ‬افرازات‭ ‬صديدية‭).‬

ونعود‭ ‬إلى‭ ‬حكاية‭ ‬القرد‭ ‬الفلتة،‭ ‬فقد‭ ‬قال‭ ‬البائع‭ ‬للمشتري‭ ‬أن‭ ‬القرد‭ ‬متخصص‭ ‬في‭ ‬صيد‭ ‬الطيور،‭ ‬مما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬القرد‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬الطيران‭ ‬بسرعة‭ ‬الصقور،‭ ‬وصدق‭ ‬المشتري‭ ‬الذي‭ ‬يبدو‭ ‬أنه‭ ‬يملك‭ ‬دماغا‭ ‬في‭ ‬حجم‭ ‬دماغ‭ ‬الصقر‭ ‬تلك‭ ‬الأكذوبة،‭ ‬ودفع‭ ‬في‭ ‬القرد‭ ‬مبلغا‭ ‬يعادل‭ ‬وقتها‭ ‬نحو‭ ‬15‭ ‬ألف‭ ‬دولار‭ ‬أمريكي‭ ‬ثم‭ ‬اكتشف‭ ‬بعد‭ ‬فوات‭ ‬الأوان‭ ‬أن‭ ‬القرد‭ ‬الذي‭ ‬اشتراه‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬الإسهال‭ ‬والبواسير‭ ‬والتهاب‭ ‬المفاصل،‭ ‬وانتهى‭ ‬الأمر‭ ‬بالرجل‭ ‬أن‭ ‬فقد‭ ‬عقله‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬فقد‭ ‬ماله،‭ ‬ويجلس‭ ‬يوميا‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬الغزل‭ ‬ببغداد‭ ‬والقرد‭ ‬المعجزة‭ ‬إلى‭ ‬جواره‭.‬

لدينا‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬بركات‭ ‬مستوردة‭ ‬من‭ ‬غرب‭ ‬أفريقيا،‭ ‬فتجد‭ ‬شخصا‭ ‬يبيع‭ ‬‮«‬عرق‭ ‬المحبة‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬عادة‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬عرق‭ ‬شجرة‭ ‬إذا‭ ‬وضعت‭ ‬جزءًا‭ ‬منه‭ ‬في‭ ‬طعام‭ ‬أو‭ ‬شراب‭ ‬وقدمته‭ ‬للمحبوب‭ ‬وقع‭ ‬في‭ ‬غرامك‭ ‬رأسًا‭ ‬على‭ ‬عقب،‭ ‬وإذا‭ ‬كانت‭ ‬حبيبتك‭ ‬تسكن‭ ‬مثلاً‭ ‬في‭ ‬شقة‭ ‬في‭ ‬عمارة‭ ‬ذات‭ ‬عشرة‭ ‬طوابق،‭ ‬ولم‭ ‬تجد‭ ‬سبيلاً‭ ‬لدخول‭ ‬مطبخ‭ ‬عائلتها‭ ‬لأن‭ ‬أباها‭ ‬رجعي،‭ ‬فما‭ ‬عليك‭ ‬سوى‭ ‬أن‭ ‬تحوِّل‭ ‬عرق‭ ‬المحبة‭ ‬إلى‭ ‬بودرة‭ ‬أي‭ ‬مسحوق‭ ‬وتصبه‭ ‬في‭ ‬خزان‭ ‬الماء‭ ‬الموجود‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬المبنى‭ ‬فتكون‭ ‬النتيجة‭ ‬أن‭ ‬كافة‭ ‬الفتيات‭ ‬في‭ ‬العمارة‭ ‬سيقعن‭ ‬في‭ ‬غرامك‭ ‬مما‭ ‬يعطيك‭ ‬الفرصة‭ ‬لاختيار‭ ‬الأفضل‭ ‬من‭ ‬بينهن‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬مطاردة‭ ‬واحدة‭ ‬فقط‭.‬

ملحوظة‭: ‬عندي‭ ‬عينات‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬العرق‭ ‬أقوم‭ ‬ببيعها‭ ‬لخاصة‭ ‬الخاصة‭ ‬بمبالغ‭ ‬رمزية‭ ‬وإذا‭ ‬لم‭ ‬يأت‭ ‬العرق‭ ‬مفعوله‭ ‬فسيتم‭ ‬رد‭ ‬ربع‭ ‬المبلغ‭ ‬للمشتري‭ ‬بشرط‭ ‬أن‭ ‬يحضر‭ ‬الى‭ ‬المحل‭ ‬الخاص‭ ‬بي‭ ‬في‭ ‬دارفور،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬لدي‭ ‬وصفة‭ ‬لهزيمة‭ ‬اسرائيل‭ ‬وداعش‭ ‬وبشار‭ ‬وبوتين‭ ‬وبايدن‭ ‬واسترداد‭ ‬الأندلس،‭ ‬بل‭ ‬واستعمار‭ ‬الصين،‭ ‬بحيث‭ ‬يكون‭ ‬لدينا‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مليار‭ ‬زبون‭ ‬للكبسة‭ ‬والفول‭ ‬والشاورما،‭ ‬ففي‭ ‬السودان‭ ‬يرابط‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬غرب‭ ‬أفريقيا‭ ‬متخصصون‭ ‬في‭ ‬تزويد‭ ‬من‭ ‬يرغب‭ ‬بتميمة‭ ‬تجعله‭ ‬محصنا‭ ‬ضد‭ ‬السلاح،‭ ‬فلا‭ ‬تخترق‭ ‬جسمك‭ ‬سكين‭ ‬أو‭ ‬طلقة‭ ‬رصاص،‭ ‬أما‭ ‬كيف‭ ‬لم‭ ‬يستخدموا‭ ‬تلك‭ ‬التميمة‭ ‬لمحاربة‭ ‬القوى‭ ‬الأوربية‭ ‬التي‭ ‬استعمرتهم،‭ ‬فسؤال‭ ‬جوابه‭ ‬ليس‭ ‬عندي‭ ‬فأنا‭ ‬مجرد‭ ‬سمسار،‭ ‬وقد‭ ‬سألت‭ ‬أحدهم‭ ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬تسلحوا‭ ‬الجنود‭ ‬الذين‭ ‬يحاربون‭ ‬منظمة‭ ‬بوكو‭ ‬حرام‭ ‬التي‭ ‬دوخت‭ ‬نيجريا‭ ‬وتشاد‭ ‬والكميرون‭ ‬بتلك‭ ‬التميمة،‭ ‬فقال‭: ‬المشكلة‭ ‬أن‭ ‬جماعة‭ ‬بوكو‭ ‬حرام‭ ‬لديهم‭ ‬نوع‭ ‬قوي‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬التميمة‭ ‬لا‭ ‬تجدي‭ ‬معه‭ ‬إلا‭ ‬القذائف‭ ‬الصاروخية‭!!‬

إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا