الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
الإجازة.. واقتراح د. علي النعيمي
الاقتراح النيابي الذي تقدم به سعادة النائب الدكتور علي بن ماجد النعيمي بشأن تغيير عطلة نهاية الأسبوع، لتكون يومي السبت والأحد، ويوم الجمعة نصف يوم عمل، بدلا من يومي الجمعة والسبت، أثار تفاعلا شعبيا كبيرا في البلاد والمنصات الإعلامية، بين مؤيد ومتحفظ ومعارض.
الاقتراح من الناحية القانونية سليم جدا، ومن الناحية الدينية لا شيء فيه، طالما حافظ على تحديد وقت لأداء صلاة الجمعة.. أما من الناحية الاجتماعية فهو محل شد وجذب، كعادة المجتمعات عند طرح أي فكرة جديدة، في حين أنه من الناحية الاقتصادية محل انقسام بين من يرى أن الأمر مرتبط بالشأن الاقتصادي العالمي وهو إيجابي، وبين من يرى أننا لا نتأثر كثيرا في هذا الشأن، ولا داعي له.
هناك نقاط حيوية في المقترح، ينبغي التوقف عندها، وهي مرتبطة بمنظومة السياسة المستقبلية للبلاد، في التوازن بين التوجهات الاقتصادية، وبين الخصوصية الاجتماعية ليوم الجمعة تحديدا.. ذات التفاعل والتباين الحاصل اليوم، شهدناه في سبتمبر 2006، حينما قررت مملكة البحرين البدء بتغيير نظام الإجازة الأسبوعية ليصبح يومي الجمعة والسبت بدلا من يومي الخميس والجمعة.. ونحن من جيل شهد الإجازة الأسبوعية حينما كانت يوما واحدا فقط، وهو يوم الجمعة لا غير.
أذكر أن فكرة المقترح سبق وأن تم التحدث عنها والتطرق إليها منذ سنوات، خاصة مع عرض الفكرة في عدد من الدول الخليجية، وما تم تطبيقه في دولة الإمارات لاحقا، ثم ما قامت به «إمارة الشارقة» مؤخرا، في جعل الإجازة لمدة ثلاثة أيام وهي: الجمعة والسبت والأحد.
حينما كنت في دولة الإمارات الشهر الماضي، سألت صديقي الإماراتي عن فكرة تغيير أيام الإجازة الأسبوعية إلى يومي السبت والأحد، ويوم الجمعة نصف يوم عمل، فقال لي: أن الفكرة كانت محل استغراب لدى كثير من الناس، ولكن من التطبيق والتقييم والتقويم، تم التكيف والتعود، ولجأت بعض المؤسسات إلى تفعيل نظام «العمل عن بعد» في يوم الجمعة تحديدا، وتقسيم حضور الموظفين يوم الجمعة وفقا لحاجة المؤسسة، مع تفعيل نظام العمل الالكتروني، وهناك دراسات واحصائيات أثبتت جدوى التحول الجديد، وزيادة الإنتاجية، خاصة وأن تغيير أيام الإجازة لم يمس مجموع ساعات العمل الاسبوعية، حيث امتدت ساعات العمل في الأيام الأخرى من السابعة والنصف صباحا حتى الثالثة والنصف عصرا.
من هنا نقول.. نحن بحاجة إلى دراسة متخصصة في هذا الشأن، تعين صاحب القرار، قبل أن نقول نعم أو لا للمقترح، خاصة فيما يتعلق بالعمل والإنتاجية، وإفساح المجال لمزيد من الترابط الاجتماعي، ومراعاة خصوصية يوم الجمعة، وكيفية تنسيق الأمر مع الدراسة في المدارس والجامعات وغيرها، وبالطبع أن الفكرة لن تنطبق على بعض المواقع والوظائف الحيوية والمجتمعية، كالخدمات الصحية والأمنية وغيرها.
عموما.. فكرة المقترح جيدة وتستحق الدراسة.. والأهم أن الراتب لا يمس.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك