أصدرت أوليفر وايمان، شركة الاستشارات الإدارية العالمية وإحدى شركات مارش ماكلينان ورمزها في بورصة نيويورك (MMC)، مؤشر جاهزية التنقل الحضري السنوي الذي يعد مبادرة شاملة تقيّم مدى استعداد 65 مدينة حول العالم لمواكبة توجهات النقل المستقبلي.
أعد الدراسة منتدى أوليفر وايمان، المركز الرائد لأبحاث الاستشارات الإدارية، بالتعاون مع معهد بيركلي لدراسات النقل في جامعة كاليفورنيا. وتعد نسخة العام الحالي النسخة السنوية الخامسة للمؤشر الذي يقوم بتقييم 65 مدينة حول العالم بناءً على 56 مؤشر أداء رئيسي تغطي الأثر الاجتماعي، والبنية التحتية، وجاذبية الأسواق، وكفاءة الأنظمة، والابتكار. ويزود المؤشر مخططي المدن والمواطنين والقطاع الخاص بأفكار قابلة للتطبيق تتعلق بمستقبل التنقل.
وبرزت دبي في المؤشر كمدينة رائدة في المنطقة، حيث تمكنت من تحقيق تقدم ملموس في جاهزية التنقل، حيث حلت في المرتبة الـ28 في عام 2023 لترتقي خمس مراتب عن ترتيبها في عام 2021، وهي موجودة حالياً على المؤشر بين مدينة أتلانتا في الولايات المتحدة (في المرتبة الـ27) وملبورن في أستراليا (في المرتبة الـ29).
كما تحسن موقع مدينة أبوظبي على المؤشر إذ ارتفع ترتيبها مرتبة واحدة عن العام الماضي لتصل إلى المرتبة 38 في العام الحالي، في حين حافظت الدوحة على ترتيبها في المرتبة الـ41. وارتفع ترتيب مدينة الرياض بأربع مراتب لتصل إلى المرتبة الـ53. وشمل المؤشر أيضاً عدداً من المدن الرئيسية في المنطقة منها القاهرة التي جاءت في المرتبة الـ56 والدار البيضاء في المرتبة الـ59.
وقال غيوم تيبولت، الشريك لدى أوليفر وايمان والمؤلف المشارك للمؤشر، وخبير النقل: «تعتبر المشاريع التحولية قيد التنفيذ حالياً في دول مجلس التعاون الخليجي، إلى جانب رغبة دول المنطقة بتبني التقنيات الحديثة، مؤشراً على أن مدن المنطقة ستواصل تحسين ترتيبها على المؤشر. ويسرنا أن نرى تركيز الدول على جوانب تحسين استدامة النقل العام، وتعزيز إمكانية السير على الأقدام ومسارات الدراجات الهوائية وتحسين البنية التحتية اللازمة للسيارات الكهربائية. ومن المهم إعطاء الأولوية لهذه المسائل وأن نكون منفتحين على التغيير وخاصة إذا ما نظرنا إلى حقيقة أن التنقل يشكل نحو 25%% من الانبعاثات الغازية العالمية». ويشتمل مؤشر جاهزية التنقل الحضري على مؤشرين فرعيين يقيّمان أداء النقل العام والتنقل المستدام. واحتلت دبي موقع الصدارة بالمنطقة في المؤشر الفرعي للتنقل المستدام، فقد احتلت دبي موقع الصدارة في المنطقة، حيث حلت في المرتبة الـ46 تلتها أبوظبي في المرتبة الـ48. كما كانت دبي في صدارة المنطقة في مجال التنقل العام حيث حلت في المرتبة الـ31 مسجلة نتائج تعادل المتوسط العالمي، فيما حلت الدوحة في المرتبة الـ45. وسلط المؤشر الضوء على أبرز التوجهات العالمية ومن ضمنها اتساع رقعة انتشار المركبات ذاتية القيادة، والتحديات المستمرة التي تواجه سوق النقل المشترك في تحقيق الربحية، وأثر التضخم على نماذج التنقل العام.
كما تناول المؤشر أبرز التوجهات في الشرق الأوسط، ومن ضمنها التحسينات المستمرة في أداء التنقل العام، والتحديات التي يواجها التنقل النشط بسبب مناخ المنطقة والاعتماد الكبير على السيارات، كما أشار إلى المشاريع الرائدة التي يجري تنفيذها في المنطقة لتعزيز السير على الأقدام واستخدام الدراجات الهوائية، ما يجسد الالتزام بتعزيز وسائل النقل المستدامة.
وحدد المؤشر مجالات التحسين الممكنة وخاصة بالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي، موضحاً أنه يجب على دبي التركيز على تحسين توافر محطات شحن السيارات الكهربائية وجودة الهواء، كما بيّن أنه يمكن لمدن أبوظبي والرياض والمنامة والدوحة إعطاء الأولوية لحوافز الاعتماد على السيارات الكهربائية واستخدام وسائل النقل العام. وجاءت المدن التي ركزت على تحسين تكلفة النقل العام وإعطاء الحوافز للبدائل منخفضة الكربون في أعلى مراتب الترتيب العالمي. وفي هذا السياق، حلت مدينة هلسنكي في المرتبة الأولى، بارتفاع مرتبتين عن العام الماضي وثلاث مراتب عن عام 2021، إذ وفرت هذه العاصمة الفنلندية أحد أقل أنظمة النقل العام تكلفة بالنسبة للسكان، كما ساعدت المناطق الخالية من السيارات، والبرامج المخصصة للدراجات الهوائية في تعزيز موقعها في صدارة الترتيب. فيما حلت أمستردام بالمرتبة الثانية على المؤشر، تلتها ستوكهولم في المرتبة الثالثة، وسان فرانسيسكو في المرتبة الرابعة (التي كانت في صدارة الترتيب العام الماضي)، وميونيخ في المرتبة الخامسة، وسنغافورة في المرتبة السادسة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك