بكين – (أ ف ب): شدّدت الصين أمس السبت على أن «إعادة التوحيد» مع تايوان «حتمية»، بعد انتخاب المرشّح لاي تشينغ-تي المنتمي إلى حزب مؤيد للاستقلال رئيسا للجزيرة. وقال المتحدث باسم المكتب الصيني المسؤول عن العلاقات مع تايوان تشين بينهوا إن التصويت «لن يعوق التوجّه الحتمي لإعادة التوحيد مع الصين»، وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا).
واعتبر تشين أن نتائج التصويت تظهر أن الحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم في تايوان «لا يمكنه تمثيل غالبية الرأي العام في الجزيرة». وبفوزه أمس السبت منح لاي حزبه ولاية رئاسية ثالثة متتالية بعد حملة سعى خلالها لتصوير نفسه على أنه المدافع الأول عن النمط الديمقراطي في تايوان. وأضاف تشين أن التصويت «لن يغيّر المشهدية الأساسية ومنحى تطوير العلاقات عبر المضيق». وشدّد على أن موقف بكين بشأن «تحقيق إعادة التوحيد الوطني لا يزال ثابتا، وتصميمنا صلب كالصخر».
وقال المتحدث إن بكين «تعارض بشدة الأنشطة الانفصالية الرامية إلى (استقلال تايوان) وكذلك التدخل الأجنبي». وتابعت واشنطن وبكين الانتخابات من كثب، إذ تعدّ الولايات المتحدة أكبر شريك عسكري للجزيرة، علما أن الاستحقاق نظّم في خضم صراع قائم بين القوتين العظميين على النفوذ في المنطقة ذات الأهمية الاستراتيجية. وكان الرئيس الصيني شي جينبينغ قد شدّد في خطاب وجّهه إلى الأمة لمناسبة رأس السنة على أن «إعادة التوحيد» مع تايوان «حتمية». وخلال الحملة الانتخابية حذّرت بكين من أن لاي يشكّل «خطرا جسيما» ويمكن أن يشكّل تهديدا للسلام باتّباع «المسار الشرير» للاستقلال.
من جانبه تعهّد لاي تشينغ-تي الفائز بانتخابات تايوان الرئاسية أمس السبت بالدفاع عن الجزيرة المتمتّعة بحكم ذاتي في مواجهة تهديدات الصين وترهيبها، وذلك إثر فوزه بالرئاسة في الجزيرة التي تصر بكين على أنها جزء لا يتجزأ من أراضيها. وقال لاي تشينغ-تي مرشّح الحزب الديمقراطي التقدمي في كلمة أمام أنصاره: «إننا مصممون على حماية تايوان من تهديدات الصين المستمرة وترهيبها». وهو هنّأ الشعب بـ«نجاحه في مقاومة جهود قوى خارجية للتأثير على هذه الانتخابات».
وفي ختام حملة طغت عليها ضغوط كبرى دبلوماسية وعسكرية مارستها الصين، فاز لاي بالانتخابات الرئاسية بحصده 40.1 بالمائة من الأصوات، وفق نتائج 99.9 بالمائة من مراكز الاقتراع. وهو سيتولى منصبه في 20 مايو.
من جهته شدّد الرئيس الأمريكي جو بايدن على أن الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان تعليقا على فوز لاي الذي هنّأه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن وأشاد بـ«صلابة النظام الديمقراطي» في الجزيرة. و«رحّب» الاتحاد الأوروبي بإجراء الانتخابات في تايوان و«هنّأ» في بيان «كل الناخبين الذين شاركوا في هذا الاستحقاق الديمقراطي».
وقال الرئيس المنتخب: «أريد أن أشكر الشعب التايواني على كتابة فصل جديد في ديمقراطيتنا، لأننا نقول للمجتمع الدولي إنه بين الديمقراطية والاستبداد سنكون إلى جانب الديمقراطية».. وتابع: «نحن على قناعة بأنه يعود للشعب التايواني وحده الحق في اختيار رئيسه»، متعهّدا في الوقت نفسه بـ«مواصلة المبادلات والتعاون مع الصين».
وحصل خصمه الرئيسي هو يو-إيه (66 عاما) مرشح الحزب القومي (الكومينتانغ) الذي يدعو إلى التقارب مع بكين على 33.5 بالمائة من الأصوات، بحسب الأرقام التي أعلنتها اللجنة الانتخابية المركزية. وقد أقر بهزيمته أمام أنصاره. وقال: «أحترم القرار النهائي للشعب التايواني (...) وأهنئ لاي تشينغ تي وسياو بي خيم (لمنصب نائب الرئيس) على انتخابهما وآمل ألا يخيبا توقعات الشعب التايواني».
وجاء المرشح الثالث كو وين جي (64 عاما)، من حزب الشعب التايواني الصغير، الذي يقدم نفسه على أنه مناهض للنظام القائم في المركز الثالث بحصوله على 26.4 بالمائة من الأصوات. وقد اعترف بهزيمته أيضا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك