الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
لماذا جنوب إفريقيا..؟؟
أمس الخميس، تابع الرأي العام العالمي والوسائل الإعلامية، كما يتابع اليوم الجمعة، جلسة محكمة العدل الدولية التي تناقش دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في غزة.
جنوب إفريقيا قدمت في مذكرتها القانونية مذكرة مكونة من (84 صفحة) كل الدلائل والمستندات، وحتى التصريحات التي أدلها بها المسؤولون في إسرائيل لإبادة الشعب الفلسطيني وتهجيره، بل وعدم الاكتفاء بالقتل والموت..!! على الرغم من أن العالم تابع لحظة بلحظة ما يتعرض له الشعب الفلسطيني الشقيق من حرب وانتهاكات وجرائم وتنكيل، والقتل الحي بالبث المباشر.
تقول الباحثة أماني الطويل: «يبدو موقف جنوب إفريقيا المتفاعل إيجاباً مع أحداث غزة لافتاً في السياق الإفريقي، وذلك على عدة مستويات منها ما هو محلي وما هو إقليمي.. وإذا كان الموقف الجنوب إفريقي تجري بلورته على الصعيد الأخلاقي بإدانة إسرائيل كدولة احتلال تمارس حالة الاستعمار الأخير لأراضي الغير على مستوى العالم. فإن جوهانسبورغ تنحاز على الصعيد السياسي لحل الدولتين المتوافق عليه عربياً ودولياً، وفي هذا السياق فإنها ترفض استيراد منتجات المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، بينما تسمح باستثمارات إسرائيلية على أراضيها، خصوصاً في مجال التعدين.
تضيف الأستاذة أماني الطويل: «في هذا السياق لا يمكن اختزال الموقف الجنوب إفريقي في مسألة المعاناة المشتركة مع الفلسطينيين في مواجهة نظام الفصل العنصري والاحتلال، لكن ينظر إليه أيضاً في سياق اتجاه جنوب إفريقيا نحو بلورة موقف مستفيد من تحولات النظام الدولي الراهنة، التي بات من الواضح أنها تقود إلى نظام متعدد الأقطاب يخلف وراءه الهيمنة الأمريكية، وكذلك محاولة بناء وزن إقليمي مؤثر في القارة الإفريقية كدولة مفتاحية في جنوبها، وربما هذا ما يفسر الانضمام المبكر لجنوب إفريقيا إلى تحالف «بريكس».
وقد ذكرت التقارير الإعلامية المنشورة في هذا الموضوع، والمتفاعلة مع دعم ومناصرة الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، أن جامعة الدول العربية أكدت دعمها وتأييدها بشكل كامل للدعوى التي تقدمت بها جنوب أفريقيا، كما ورحبت منظمة التعاون الإسلامي، التي تمثل 57 دولة إسلامية، بالدعوى، وأكدت أن كل ما تقترفه إسرائيل، قوة الاحتلال، من استهداف عشوائي للسكان المدنيين، وقتل وجرح عشرات الآلاف الفلسطينيين، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وتهجيرهم قسريا، ومنعهم من الحصول على الاحتياجات الأساسية والمساعدات الإنسانية، وتدمير المباني والمؤسسات الصحية والتعليمية والدينية، تشكل في مجملها جريمة إبادة جماعية.
سيتابع العالم اليوم وكل يوم، الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، وسيترقب قرار محكمة العدل الدولية التي لا تمتلك آلية التنفيذ والإلزام، ولكن القرار سيكون أخلاقيا لإدانة الضمير الإنساني، ويضاف إلى منظومة الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك