وقت مستقطع
علي ميرزا
«أبو مرتضى» وا رحيلاه
} لا نقول إلا «إنا لله وإنا إليه راجعون»؛ لأنها البلسم الوحيد الذي يخفّف وطأ ألم الفقد، لقد فاجأنا رحيلك يا يونس منصور «أبو مرتضى» الأخ وزميل المهنة النظيف، وخاصة أنّ الخبر وقع على مسمعي بعد ست دقائق من مغادرتك دنيانا، وكنت حينها في زحمة دوامة العمل المسائي، لم أستوعب الخبر ابتداء، غير أنّ شريط الذكريات لم يمهلن إذ أعادني سريعا إلى عام 2022 عندما كنا معا ضمن وفد الفريق الإعلامي المرافق لمنتخبنا الوطني لكرة القدم خلال مشاركته في كأس العرب الذي استضافته العاصمة القطرية الدوحة كبروفة تنظيمية لاستضافة كأس العالم، حينها عرفتك من قرب، وغابت عني أشياء لا يعرفها ولا يحسدك عليها إلا المقرّبون والملتصقون بك، نم قرير العين يا «أبا مرتضى» في لحدك، لقد وفدت على رحمن رحيم، وتركت وراءك من تحبّ وتعزّ لهمّ الدنيا وغمّها.. إنا لله وإنا إليه راجعون.
} عندما وصفنا ما حصل في مباراة المحرق والنجمة ضمن منافسات دوري عيسى بن راشد للكرة الطائرة من فوضى واعتراضات إما على قرارات الحكام وإما على ما تعطيه تقنية فيديو التحدي «الجلنج» من نتائج بناء على طلب المعنيين في الفريقين، وزاد الطين بلة التوقفات الكثيرة والاستغراق الوقتي الذي كان يأخذه «الجلنج» وهذا من شأنه أن يقتل المباراة وحماستها، كل ذلك قلناه، ولم نجد من يخالفنا في الأمر، لأنه كان واقعا ولم يكن صاحب هذه السطور وحده من عاشه، إذ كانت صالة اللعب مكتظة بالحضور. أحد العارفين بالأمر الذين نثق في قولهم قال لنا إنّ هذا أمر طبيعي طالما تجربة تقنية «فيديو التحدي» لا تزال في بداياتها، وهذا فعلا ما نتمناه، ولا نريد أن تتكرّر الفوضى من أي جانب، فعلى كل طرف من الأطراف أن يلتزم بمهمته واختصاصه، فاللاعب لاعب والمدرب مدرب والحكم حكم، والذي يشتغل على التقنية له مهمته الخاصة، والفوضى تحصل عندما تتداخل المهمات، وهذا ما حصل في المباراة المذكورة.
} في قرارة النفس لا أعتقد أنّ هناك مدربا يضمر عداوة شخصية لأيّ لاعب من لاعبي فريقه وخاصة إذا كان هذا اللاعب ملتزما في التدريبات ويملك شيئا من المستوى المهاري، ويضطر المدرب بناء على هذه النظرة العدوانية ألا يشركه في المباريات، وإن أشركه فقد يشركه في أوقات حرجة من المباريات بهدف إحراجه أمام الآخرين، مثل هذا الموقف أستبعده، لأنّ من الغباء الفني أن أترك لاعبا بإمكانه مساعدة الفريق وخدمة الجهاز الفني على مقاعد البدلاء لمجرّد أنني أختلف معه في وجهات النظر.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك