ينتهي عام ويبدأ عام جديد ويقوم الأغلبية بأخذ هذه الفرصة للتطلع إلى أهداف جديدة يسعون لتحقيقها مع بزوغ فجر السنة الجديدة. هكذا بدأت بروفيسور دلال الرميحي استشاري الغدد الصماء والسكري – مستشفى العوالي مقالها عن الاهداف الصحية لعام جديد يبدأ بخطة حاسمة لحياة بدون متاعب وأكملت قائلة: نحن نضع الخطط الشخصية والعملية لنتقدم ونكون أفضل حالاً مما كنا. وبما أن التغيير سنة الكون فلك دائما أن تختار التغيير نحو الأفضل وخصوصاً فيما يتعلق بصحتك. والتغييرات الصحية ليست سهلة وليست مستحيلة إذا تحققت بعض الأسس التي من شأنها أن تعزز فرص تحقيقها للغايات المرجوة. ويسعدني في الأسطر القادمة أن أرسم معكم خطة عملية للتغيير نحو حياة أكثر صحة وسعادة.
أولا: يتطلب التغيير الناجح قناعة بأنك بحاجة إلى التغيير، وأن تبعات التغيير ستنعكس إيجابياً على صحتك. كما يتطلب الأمر الاستعداد النفسي لمواجهة الرغبة بالاستمرار بما هو أسهل وأكثر راحة. ومن الطبيعي أن تتقد شعلة الرغبة بالتغيير في فترة وتفتر في أخرى، ويساعدنا أن ندون قبل البدء مزايا التغيير لكي نعود إليها بين الفينة والفينة إذا ضعفت العزيمة على الاستمرار.
ثانياً: تخيّر أهدافا منطقية في تحقيقها بحيث تعزز لديك الدافع بالاستمرار في التغيير نحو الصحة. فكن منطقياً في الأهداف وفي الفترة الزمنية المتوقع أن تستغرقها لتحقيق هدفك. مثلا سأسعى لخسارة 5% من وزني الحالي خلال الستة أشهر القادمة بدلاً من هدف غير منطقي مثل خسارة كل الوزن الزائد وفي فترة قصيرة جداً.
ثالثاً: اتبع التدرج في التغيير ولا تغير كل اختياراتك مرة واحدة. مثلا ابدأ بإدخال الرياضة في روتينك اليومي ثم اقطع السكر المكرر ثم امتنع عن المشروبات الغازية وهكذا. كلما كان التغيير أيسر، كان الاستمرار به بشكل مستدام.
رابعاً: لابد من وجود فترات زمنية محددة تعيد فيها تقييم ما حققته بحيث تعود لأهدافك وتنظر إلى انجازاتك فتستمر فيما هو حسن وتغير ما لم تستطع تغييره.
خامساً: لا تخجل من طلب المساعدة من فريقك الصحي. طبيبك على دراية بنتائج فحوصاتك الدورية وبالإمكان وضع خطة علاجية مشتركة وممنهجة لتغيير أسلوب حياتك إلى الأفضل.
سادساً: لتكن خطتك الصحية شاملة. فعند وضع أهداف صحية يركز الكثيرون على الصحة الجسدية مثل ضبط الوزن والعلاج أو الوقاية من أمراض مزمنة، ولكن لا تغفل عن أهمية الصحة النفسية والفكرية. فكلما قللت من التوتر والضغوطات وشعرت بأنك أقوى من الداخل، انعكس ذلك على صحتك بشكل عام.
سابعاً: اصطحب معك شركاء في طريقك نحو الصحة مثل الإخوان والأخوات، الزملاء في العمل أو الأصدقاء. التغييرات الصحية أثر معدٍ وإيجابي جميل من السهل نشره كثقافة صحية في محيطك وسرعان ما ترى دائرة العدوى هذه تكبر أكثر فأكثر وبذلك تكون الفائدة من التغييرات الصحية على أفراد أكثر وتكون البيئة من حولك أكثر تحفيزاً على الصحة.
ثامناً: تغلب على الإخفاقات بالمضي قدماً. لا بد من كل خطة أن تتعرض للعثرات ولكن إذا تعرضت لها لا تيأس للإحباط بالانسحاب من رحلة التغيير الصحي وتعود لجميع العادات التي تعودت عليها وبالعكس خذ قسطاً من الراحة وارجع لما دونته من البداية حول أسباب ومزايا التغيير وأشعل شعلة الحماس للاستمرار من جديد.
تاسعاً: احتفل كثيرا مع كل إنجازاتك الصحية، فمثلا بالإمكان التسوق لملابس جديدة بعد خسارة الوزن أو المكافأة بهدية تهديها إلى نفسك بعدما تلتزم بالرياضة مدة طويلة وهكذا تبعث في نفسك الإيجابية والسرور بما حققته.
عاشراً: حاول جاهداً ان تستمر باتباع اختياراتك الصحية. فالحياة الصحية ليست مرحلة علاج نعود بعدها إلى سابق العهد ونترك كل مزايا الصحة. فالتغيير الناجح هو التغيير الجذري الواعي والمستدام الذي يرافقك طوال حياتك كأسلوب تعتمده ومنهج تسلكه في أيام الشدة والراحة في الوطن وأثناء السفر وفي كل الأوقات. والحافز الأكبر الذي سيؤكد استمرارك هو رضاك عن نفسك وفخرك بإنجازاتك وبرحلتك نحول التغيير لصحة أفضل.
أتمنى أن تكون هذه الخطوات بمثابة خارطة طريق تلهمك لتكون أنت النسخة الأكثر صحة من ذاتك، ولتكون المثال الذي يحتذى به في محيطك والملهم الذي يدفع من حوله إلى التغيير السلس والمدروس نحو حياة أفضل. وتمنياتي لكم في هذا العام الجديد بموفور الصحة ودوام السعادة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك