على قمة الهضبة الحمراء أو جبل هونغشان الأحمر وسط وادي لاسا في التبت، تقف قصور بوتالا شامخة على ارتفاع 3700 متر فوق سطح البحر لتمثل أكبر مجموعة بنايات قصر في المنطقة. وهو عبارة عن مبان ضخمة تضم القصر الأبيض والقصر الأحمر والمباني الملحقة بهما، مشكَّلة بمجموعة تحفةً من تحف الفنّ المعماري في التبت. بل يعد كنزا للأعمال الفنية الدينية لقومية التبت.
يعود تاريخ القصر إلى القرن السابع الميلادي، وتحديداً عام 637 للميلاد عندما أراد الإمبراطور توبو كامب سونغسين أن يبني قصراً عائليا له. وابتدأ العمل في القصر بمشاركة حوالي 7000 عامل و1500 متخصص في الديكورات والزخرفة. وعند اكتماله كان تحفة معمارية تتكون من 13 طابقاً و1000 غرفة و10000 مزار و200000 تمثال.
كما اشترك مائتا حرفي في أعمال اللوحات الجدارية لأكثر من عشر سنوات. وتشمل اللوحات الجدارية التي تعتبر اليوم ذات قيمة فنية عالية، رسوما لقصص بوذية ورسوما لأساطير دينية ورسوما لأشخاص من التاريخ والعادات والتقاليد الشعبية وغيرها. كما يحتفظ قصر بوتالا بحوالي عشرة آلاف لوحة ومجموعة كبيرة من المنحوتات الحجرية والخشبية والتماثيل الصلصالية والبسط التبتية والستائر والكتب البوذية والفخاريات والأدوات اليشمية والأدوات الذهبية والفضية وغيرها من الأعمال الفنية التبتية التقليدية. يضاف إلى ذلك أكثر من مائة سفر بوذي.
وبعد إعادة بناء القصر في القرن السابع عشر، أصبح المركز الحاكم لوحدة السياسة والدين في التبت. ولعدة أجيال كان مركز البوذية التبتية والحكم الإداري. وفي عام 1994، تم إدراج قصر بوتالا ضمن قائمة التراث الثقافي العالمي.
يبلغ ارتفاع المبنى الرئيسي 117.2 متراً، وطوله 360 متراً وعرضه 140 متراً. فيما تبلغ مساحة البناء 130.000 متر مربع.
وتنقسم البنايات الرئيسية في قصر بوتالا إلى جزئين أساسيين هما الجناح أو القصر الأبيض الذي طُلى باللون الأبيض رمزاً للسلام. والقصر الأحمر الذي تم طلاؤه باللون الأحمر رمزا للقوة والعظمة لدى البوذيين وكان يستخدم كمكان للعبادة الدينية والصلاة البوذية.
بني القصر حسب طبوغرافيا الجبل. ووصفه المعماري الصيني تشنغ شياو شيه بأنه ليس من صنع البشر وإنما جسم خرج من الجبل، ويبدو ككتلة متحدة مع الجبل.
كما يوصف بأنه القصر الأكثر ارتفاعا عن سطح البحر في العالم. يبلغ عرض أكبر حجر في بنائه خمسة أمتار. فيما يبلغ سمك سور القصر من مترين إلى خمسة أمتار. وشيدت الأسوار من الجرانيت وتم صب الحديد المصهور في شقوق الأحجار لتقوية جسم الأسوار ورفع قدرتها على مقاومة الزلازل.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك