في بداية العام الجديد، يعد تنظيم الحياة المالية أمراً حيوياً لتحقيق الأهداف والاستقرار المالي، لا سيما في فترات عدم اليقين الاقتصادي التي تعيشها الأسواق بشكل عام، وبينما ينتظر العالم مآلات سياسة أسعار الفائدة في 2024 وتأثيراتها المرتقبة.
يتطلب تحديد الأولويات المالية واتباع استراتيجيات فعالة للتحكم في الميزانية وتحسين الوضع المالي للأفراد في ظل هذه الأوضاع، عدداً من الخطوات الرئيسية، على النحو التالي:
أولاً- تحديد الأهداف المالية: يتعين في هذا السياق تحديد أهداف مالية «قصيرة المدى» على غرار (توفير مبلغ معين في غضون أشهر قليلة) وأهداف طويلة المدى (مثل شراء منزل أو تحقيق استقرار مالي عند التقاعد).
ثم «تحديد الأولويات» بناءً على تلك الأهداف التي يرغب الأفراد في تحقيقها. من خلال تصنيف الأهداف التي تم تعيينها حسب الأهمية والضرورة.
ثانياً- تحليل الإنفاق السابق: من خلال مراجعة المصاريف والنفقات خلال الفترة الماضية.. وهل توجد مجالات للتحسن أو الاقتصاد أم لا؟
وضع ميزانية شهرية: يُنصح دائماً بإعداد ميزانية شهرية تشمل جميع المصروفات الثابتة والمتغيرة. مع التأكد من تخصيص أموال للتوفير والطوارئ. ويراعى الالتزام بالميزانية، باتباع الميزانية وتجنب الانحراف عنها، ويمكن هنا استخدام تطبيقات إدارة المالي لتسهيل عملية المراقبة.
ثالثاً: تقليل الديون: من خلال البداية بتقييم الديون وفحصها، وفهم معدلات الفائدة والشروط. ثم وضع خطة لسداد الديون القائمة، باستخدام استراتيجيات مثل «الثلج الديوني» أو السداد الأعلى للديون ذات المعدلات الفائدة العالية أولاً.
رابعاً: توفير الطوارئ والتأمين: من خلال إنشاء صندوق طوارئ يتم عبره تخصيص جزء من الدخل لتغطية نفقات لعدة أشهر. جنباً إلى جنب والنظر في «التأمين» والتأكد من وجود تأمين صحي وتأمين على الحياة لضمان حماية أموال الأفراد وعائلتهم في حالات الطوارئ.
وجنباً إلى جنب مع تلك الاستراتيجيات، يُنصح عادة بالحرص على مراعاة مخصصات للاستثمار في المستقبل. ومن خلال اتباع هذه الخطوات وتكوين عادات صحيحة، يمكن للأفراد تحسين إدارتهم المالية وتحقيق الاستقرار المالي في العام الجديد، وهو ما أشار إليه الخبير المالي، تيمي جونسون، في حلقة إذاعية عن التخطيط المالي للعام الجديد نشرتها صحيفة الفاينانشال تايمز، عبر موقعها الإلكتروني، والذي قال: «نحاول تشجيع الناس على تقليل الإنفاق والادخار والاستثمار من أجل المستقبل بدلاً من ذلك».
وخلال اللقاء، قدّم المتحدثون عددا من النصائح، من بينها:
«لا تحاول إعادة اختراع العجلة».. انظر إلى شيء يكسب منه شخص ما المال وجرّبه واقتطع بعض الوقت من جدولك الزمني للقيام بذلك.. معظم الناس يحاولون دائمًا التفكير في ما هو فيسبوك القادم، وما شركة أبل القادمة؟ وفي الواقع، يمكنك أن تبدأ قناة على YouTube بدوام جزئي وسيغير ذلك حياتك.
حاول تجنب الإنفاق والشراء المندفع.. الناس يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي أكثر فأكثر. لكنهم يبتكرون طرقًا أكثر ذكاءً لعمليات الشراء داخل التطبيق والتي تكون سهلة للغاية ويمكن أن تستمر أموالك في التدفق بسرعة كبيرة.
من جانبه، يقول الخبير الاقتصادي، الدكتور سيد خضر، لموقع «اقتصاد سكاي نيوز عربية» إنه في ظل استمرار تصاعد وتيرة الأزمات العالمية والصراعات التجارية ومدى تأثير تلك الأوضاع على استمرار حالة عدم الانضباط في عملية تزايد حدة الأسعار بشكل مريب على الأوضاع الداخلية وكذلك استمرار ارتفاع معدل التضخم المخيف على أداء الاقتصاديات، فمن أجل تنظيم حياتك المالية في العام الجديد، يمكنك اتباع بعض الخطوات العملية، وذلك من خلال:
وضع أهداف مالية: حدد الأهداف التي ترغب في تحقيقها في العام الجديد، سواء كانت توفيرا لشراء شيء محدد أو سداد الديون وكذلك إنشاء صندوق طوارئ أو استثمار للمستقبل. تحديد الأهداف يساعدك على التركيز واتخاذ القرارات المالية الصحيحة.
إعداد ميزانية شهرية تتضمن تحليل دخلك ونفقاتك الشهرية.. تحديد المبالغ المستهدفة لكل فئة من النفقات مثل المعيشة والإيجار والطعام والترفيه والمصروفات الشخصية.. يمكنك استخدام التطبيقات المصرفية لتتبع النفقات والمصروفات بشكل أفضل.
توفير وتقليل الديون من خلال محاولة توفير جزء من دخلك الشهري والاحتفاظ به كطوارئ أو لتحقيق أهدافك المالية.. كما ينصح بتقليل الديون الموجودة قدر الإمكان، وتحديد استراتيجية لسداد الديون بشكل منتظم.
الاستثمار والادخار من خلال دراسة الخيارات المتاحة للاستثمار المالي، مثل صناديق الاستثمار أو الأسهم أو العقارات.
ويضيف: «قد يكون من الجدير بالنظر استشارة خبير مالي لمساعدتك في اتخاذ القرارات الصحيحة استنادا إلى أهدافك ومستوى المخاطرة المقبولة.. تعلم وتطوير مهاراتك المالية قم بالاطلاع على الموارد المتاحة لتعلم المزيد عن المالية الشخصية وكيفية إدارتها بشكل فعال.. علاوة على قراءة الكتب ومشاهدة الدورات التعليمية عبر الإنترنت، والاستفادة من المواقع الإلكترونية الموثوقة، وهي أمور يمكن أن تساعدك في تطوير مهاراتك المالية».
ويتحدث خضر عن أهمية مراجعة وتقييم حالتك المالية بانتظام وتقييم التقدم الذي حصلت عليه. فقد تحتاج إلى إجراء تعديلات في الميزانية أو الاستثمارات بناءً على التغيرات في الأهداف أو الظروف الشخصية، علاوة على إنشاء طوابع زمنية للأهداف حيث تشمل الأهداف المالية الكبيرة مثل شراء منزل أو تمويل التعليم العالي للأبناء.
قد تستغرق تحقيق تلك الأهداف وقتًا طويلاً، لذا ينبغي تقسيمها إلى فترات زمنية أقل قابلة للتحقيق وتعيين مبالغ مالية محددة لكل طابعة زمنية. هذا يساعد على تحفيزك وإبقائك على المسار الصحيح لتحقيق الأهداف الكبيرة.
كما يشدد الخبير الاقتصادي على أهمية العمل على إنشاء صندوق طوارئ حيث يعد إنشاء صندوق طوارئ أولوية مهمة في تنظيم الحياة المالية. وينصح قائلاً: «حاول حفظ مبلغ مالي يكفي لتغطية نفقات الحياة الأساسية لمدة 3 إلى 6 أشهر، حيث يساعد هذا الصندوق في التعامل مع المصاعب المالية المفاجئة مثل فقدان الوظيفة أو الأعطال المنزلية.«
ويشير إلى ضرورة مراجعة وتحسين الديون القائمة من خلال مراجعة الديون الحالية التي قد تكون لديك وحاول تحسينها، حيث يتضمن ذلك إعادة جدولة الديون بأسعار فائدة أدنى، أو التفاوض على خطط سداد مرنة مع الجهات الدائنة، جنباً إلى جنب ومراجعة وتقييم الاشتراكات والمصروفات حيث تكون هناك اشتراكات شهرية أو خدمات تكنولوجية أو أعضاء في نوادٍ تقوم بدفعها بانتظام، مراجعة هذه الاشتراكات وتحديد أي منها لا يزال مفيدًا وضروريًا بالفعل، حيث يمكن قطع الاشتراكات غير الضرورية وتحويل تلك الأموال لأهداف أخرى.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك