اطلالة
هالة كمال الدين
halakamal99@hotmail.com
الإنسانية محيط
مؤخرا أعلن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن العدو الصهيوني قتل أكثر من عشرة آلاف طفل ورضيع في غزة، بينهم مئات تحت الأنقاض منذ السابع من أكتوبر الماضي، وذلك من بين أكثر من ثلاثة وعشرين ألف ضحية والبقية تأتي.
ووسط كل هذه المجازر تأتي الولايات المتحدة الأمريكية لتصعقنا جميعا وكعادتها باستخدام الفيتو في مجلس الأمن لمنع صدور أي قرار يدين العدو الصهيوني أو يوقف هذه الإبادة، في تحدٍ فج للغضب العربي، ضاربة عرض الحائط بالإرادة العالمية، ومقرة بكل تبجح بمبدأ الغابة، معلنة بذلك انهيار تام للنظام الإنساني على وجه الأرض.
أمريكا لم تعبأ بالإدانات الدولية الواسعة لاستخدام الفيتو في مجلس الأمن، وباعتباره شراكة صارخة مع العدو الصهيوني في جرائمه، مسجلة من جديد تواطؤها مع كل ما هو صهيوني، وهو أمر ليس بغريب عليها، الأمر الذي يمثل الضوء الأخضر لإسرائيل لمواصلة عدوانها على غزة، فغداة إعلان حق الفيتو ضد قرار مجلس الأمن الدولي الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية سقط حوالي 71 شهيدا خلال 24 ساعة فقط، ولم لا، فالعالم أجمع بات يشاهد مذابحها ويتابع إبادتها للشعب الفلسطيني بكل دم بارد، ليبقى السؤال:
متى يتوقف هذا السعار الإسرائيلي؟
وإلى أين سيأخذ العالم؟
وهل بالفعل بتنا نعيش اليوم عصر اللا إنسانية؟
هناك رأي جميل للأديب العالمي نجيب محفوظ يقول:
«من يستهين بحق إنسان في أقصى الأرض لا في بيته.. فقد استهان بحقوق الإنسانية جميعا»!
نعم هذا ما فعلته وتفعله إسرائيل دوما، استهانة بحقوق الإنسانية جميعا، لتبرهن في كل لحظة على أن الإنسانية رتبة يصل إليها بعض البشر ويموت آخرون من دون الوصول إليها، وإذا كانت قد افتقدت أبسط مبادئها وللأبد، فهذا لا ينفي أنها من أجمل ما يميز بني آدم، وأنه لولاها لهلك الناس في هذه الحياة، فهي المشاعر والقيم الدالة على قيمة الإنسان، والتي تميزه عن غيره من الكائنات الحية.
لذلك لا يجب أن نفقد الأمل فيها، فكما قال المهاتما غاندي:
«الإنسانية محيط، وإذا ما كانت بضع قطراته قذرة.. فلا يصبح المحيط بأكمله قذرا»!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك