الاحتلال يرتكب مجازر بشعة ويعدم العشرات من المدنيين في الشوارع
قطاع غزة - الوكالات: شنّت إسرائيل أمس عمليات قصف إضافية على غزة مع تأكيدها مواصلة الحرب ضد حركة حماس بعيد صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يدعو الى زيادة كبيرة وفورية في المساعدات الإنسانية للقطاع المحاصر.
جاء ذلك بعد يوم من إصدار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرارا دعا فيه إلى زيادة المساعدات للقطاع الفلسطيني لكنه لم يصل إلى حد المطالبة بوقف إطلاق النار.
وتصاعد دخان كثيف فوق مدينة جباليا بشمال القطاع والتي تضم أيضا أكبر مخيم للاجئين في غزة. وأفاد سكان باستمرار الغارات الجوية والقصف من دبابات إسرائيلية قالوا إنها توغلت داخل المدينة.
وقالت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) إن 18 فلسطينيا على الأقل استشهدوا وأصيب العشرات في غارة جوية على منزل في النصيرات بوسط قطاع غزة في وقت متأخر من مساء الجمعة.
وقال مسؤولون في قطاع الصحة ووسائل إعلام تابعة لحماس إن غارة جوية إسرائيلية على منزل في مخيم النصيرات للاجئين أدت إلى استشهاد ثلاثة أشخاص هم صحفي في قناة الأقصى التابعة لحركة حماس واثنان من أقاربه.
وأعلنت وزارة الصحة بغزة استشهاد العشرات في مخيم جباليا ومنطقة تل الزعتر في شمال قطاع غزة بعد عملية عسكرية للاحتلال.
وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة في بيان: «الاحتلال ارتكب عددا من المجازر البشعة التي أسفرت عن سقوط عشرات الشهداء في مخيم جباليا ومنطقة تل الزعتر وفي بلدة جباليا».
وبحسب القدرة، أعدم الجيش الإسرائيلي العشرات من المواطنين في الشوارع.
وندّد مكتب الإعلام الحكومي في غزة بـ«حجم الخراب والدمار الذي حلّ بمنطقة تل الزعتر والمدارس بمخيم جباليا التي كانت تؤوي عشرات الآلاف من النازحين»، واصفا إياه بأنه «هائل ومفجع».
وقال إنه تمّ «انتشال عشرات الشهداء»، مضيفا أن «الاحتلال أعدم أعدادا منهم أمام عائلاتهم».
وردا على سؤال لوكالة فرانس برس، لم يردّ الجيش الإسرائيلي بشكل محدّد على الاتهامات حول إعدامات نفذها جنوده.
وكان مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أعلن الأربعاء تلقيه تقارير تفيد بأن قوات الاحتلال «قتلت بعد إجراءات موجزة» 11 فلسطينيا أعزل فيما يمكن تصنيفه جريمة حرب في قطاع غزة.
ووفقا للجنة حماية الصحفيين، ارتفع بذلك عدد الصحفيين الذين استشهدوا في الصراع إلى 100.
وقال مسعفون أمس إن أربعة أشخاص على الأقل، بينهم فتاة، استشهدوا في غارة جوية إسرائيلية على منزل في مخيم البريج للاجئين بوسط قطاع غزة.
وشارك فلسطينيون في تشييع جثامين أربعة من أسرة واحدة استشهدوا في غارة جوية إسرائيلية أخرى على خان يونس بجنوب القطاع.
أعلنت وزارة الصحة بغزة أمس أن 20258 شخصا استشهدوا في قطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي. وأفادت الوزارة في بيان عن «ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي إلى 20258 شهيدا و53688 إصابة». ومعظم الشهداء من المدنيين. وبينهم 201 شهيد في آخر 24 ساعة.
ويُعتقد بأن آلاف الجثث الأخرى لا تزال تحت الأنقاض. وأدى الصراع إلى نزوح معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة تقريبا.
لطالما حثت إسرائيل السكان على مغادرة المناطق الشمالية من غزة، لكن قواتها تقصف أيضا أهدافا في الأجزاء الوسطى والجنوبية من القطاع الساحلي الصغير.
وقال زياد، وهو مسعف وأب لستة أطفال، لرويترز عبر الهاتف: «أين يجب أن نذهب؟ لا يوجد مكان آمن». وأضاف: «يطلبون من الناس التوجه إلى دير البلح (وسط مدينة غزة) حيث يقصفون ليل نهار».
وقال رمزي العايدي، وهو من سكان غزة وحاصل على دكتوراه في القانون: «هؤلاء أشخاص يعني الأصل أن يكونوا آمنين في بيوتهم ومحميين بموجب القانون، لكن... القانون الدولي قد سقط... لو كانت إسرائيل هي من تقع مكان الفلسطينيين لقامت الدنيا ولم تقعد».
وقالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إنها دمرت خمس دبابات إسرائيلية في المنطقة مما أدى إلى سقوط أفراد طواقمها بين قتلى ومصابين بعد إعادة استخدام صاروخين غير منفجرين أطلقتهما إسرائيل في وقت سابق.
ودوّت صفارات الإنذار لتحذر من هجمات صاروخية من غزة في أنحاء جنوب إسرائيل أمس للمرة الأولى منذ نحو يومين.
من جانبه قال كبير المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي الجمعة إن قوات الجيش حققت سيطرة عملياتية شبه كاملة على شمال غزة وتستعد لتوسيع الهجوم البري ليشمل مناطق أخرى في القطاع، مع التركيز على الجنوب.
وتقول إسرائيل إن 140 من جنودها قتلوا منذ أن شنت هجومها البري في 20 أكتوبر.
ويأتي تواصل العدوان بعد ساعات من مطالبة مجلس الأمن الذي يواجه انتقادات لفشله في اتخاذ أي خطوة ملموسة حيال العدوان المستمر منذ أكثر من شهرين، بزيادة «واسعة النطاق» للمساعدات من دون الدعوة إلى وقف لإطلاق النار ترفضه واشنطن حليفة إسرائيل.
وتبنى المجلس القرار 2720 الذي يدعو «كل الأطراف الى إتاحة وتسهيل الإيصال الفوري والآمن ومن دون عوائق لمساعدة إنسانية واسعة النطاق»، واتّخاذ إجراءات «عاجلة» لذلك و«تهيئة الظروف لوقف مستدام للأعمال القتالية». ويطالب النص أيضا باستخدام «كل طرق الدخول والتنقل المتاحة في كل أنحاء قطاع غزة» لتوصيل الوقود والغذاء والمعدات الطبية إلى القطاع.
وصدر القرار بتأييد 13 من الأعضاء وامتناع الولايات المتحدة وروسيا.
لكن تأثيره على الأرض يبقى موضع تساؤل، اذ إن المساعدات التي تدخل قطاع غزة بكميات محدودة لا تقارن بالحاجات المتعاظمة لسكانه البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة نزح غالبيتهم العظمى في ظل الحرب والدمار الذي طال غالبية مقومات الحياة اليومية.
وفي حين أن قرارات المجلس ملزمة، لا يمنع ذلك بعض الدول من عدم احترامها.
وبعد صدور القرار، أكد وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين أن إسرائيل ماضية في حربها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك