استعرضت شركة إنفور، وعلى لسان خالد الشامي، نائب الرئيس لاستشارات الحلول لدى إنفور لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا أبرز التوقعات التقنية للعام القادم.
ومع اقترابنا من بداية عام 2024، لا تزال مستويات الثقة في أعلى مستوياتها في دول مجلس التعاون الخليجي وذلك على الرغم من حالة عدم اليقين السائدة في نقاط التقاطع ما بين قطاعي الأعمال والتكنولوجيا. ويواصل النهوض المتسارع للذكاء الاصطناعي التوليدي رسمه لملامح القطاعات المختلفة من خلال إمكانياته التحولية ولكن المثيرة للجدل في ذات الوقت. ولذلك، يجب أن تكون الظروف الاقتصادية العالمية المعاكسة عامل تذكير لنا بضرورة استباق التحولات التقنية من أجل اكتساب القدرة على التطوير والكفاءة اللتين نحتاجهما للازدهار.
وفيما يلي أبرز توقعات إنفور التقنية لعام 2024:
ضرورة الابتكار وسط الارتفاع في تكاليف الخدمات السحابية
يعد 2024 العام الذي يجب خلاله تبني الابتكار، إذ تواصل التكاليف الإجمالية للخدمات السحابية ارتفاعها نظراً إلى تزايد مستويات الاستخدام، وهو ما يظهر جلياً في الأسعار المتصاعدة التي يقدمها المزودون الرئيسيون للخدمات السحابية. ونظراً لكون الابتكار في الوقت الحالي عنصراً أساسياً وليس كمالياً، فإن هناك توازنا دقيقا بين العرض والطلب. وفي إطار الجهود المبذولة لتجاوز هذا التحدي، فقد أصبح واضحاً أن الجهات المشاركة في الخدمات المبتكرة ستتمكن من تحقيق قيمة تجارية مستدامة من ارتفاع أسعار الخدمات. ومن وجهة نظر إنفور، فإن السوق يحتم علينا قبول حقيقة أن الابتكار من خلال التكنولوجيا المتطورة لم يعد خياراً، بل أصبح ضرورة لتحقيق النمو المستدام والريادة في القطاع خلال عام 2024.
إعادة رسم معالم العمليات التجارية عبر المنصات الرقمية لقطاع الأعمال
يجب أن يكون كل من الرقمنة والأتمتة من العناصر الرئيسية في المجالات التكتيكية مثل التسعير، والمخزون، والحسابات المستحقة، وعلاقات الموردين، وغيرها، وقد يؤدي وجود نقاط ضعف في هذه المجالات إلى تكبيد الشركات ملايين الدولارات بسبب الفرص الضائعة وذلك في حال عدم إدارتها بشكل صحيح. ووفقاً لإنفور، ستشهد مستويات تبني منصات رقمية للأعمال ارتفاعاً كذلك لدعم هذا المجال، وذلك نظراً إلى العائد على الاستثمار الناتج عن التوفيق بين العمليات حول برج تحكم مركزي في منظومة مرنة. وتكمن الاستجابة الأنسب على ذلك في توفير منصة تحكم رقمية ذات قدرات ذكاء اصطناعي مدمجة وإمكانيات أتمتة مرنة تضمن الجاهزية في كل الأوقات.
منصات أوسع انتشاراً بهدف ردم الفجوة التقنية في القطاع
أصبحت قدرات المنصات المتكاملة وواسعة الانتشار على استعداد الآن لضمان تكافؤ الفرص بين الشركات الكبيرة والصغيرة. ومع تواصل تبني تعلم الآلة والأتمتة والتجارب الرقمية بوتيرة متسارعة وبعقبات وفجوات تقنية أقل، فإن فرص التوسع في أسواق جديدة ستبدأ بالظهور. كما أخذت الأشكال التقليدية للتمايز بين الشركات بناء على الحجم -مثل وفورات الإنتاج الكبير-، بالتراجع أمام انتشار النموذج الجديد الذي يرتبط فيه النجاح بالتنفيذ السريع والدقة الأكبر والسعر الأفضل والخبرة المقدمة.
إعادة ظهور الحوكمة والمخاطر والامتثال
تلوح في الأفق عودة ظهور الحوكمة والمخاطر والامتثال، إذ إنه مع توسع إمكانية الوصول إلى التكنولوجيا، والتعامل المنهجي اللاحق مع البيانات عبر ابتكارات الذكاء الاصطناعي، فإن قوانين الخصوصية الأكثر صرامة حول العالم ستحتاج إلى توجهات منهجية للمراقبة تتجاوز التوجه التقليدي القائم على العنصر البشري الذي كان فيما سبق الدافع الرئيسي لوضع أدوات الحوكمة والمخاطر والامتثال وتصميمها.
الذكاء الاصطناعي التوليدي يعزز استخدام أدوات التصميم التي لا تحتاج إلى مهارات البرمجة
في إطار مساعي تحقيق المرونة في قطاع الأعمال، فإن الأنظمة التي تسهل إنشاء المحتوى وليس التطوير المجرد له، قد احتلت في الوقت الحالي موقعاً محورياً، ولذلك فقد ازدادت شعبية أدوات التصميم التي لا تحتاج إلى مهارات البرمجة. ويتخذ هذا الأمر في الوقت الحالي منحى جديداً مع ظهور الذكاء الاصطناعي التوليدي، إذ أصبح الجميع على علم بإمكانية إنتاج الرموز البرمجية من قبل الذكاء الاصطناعي التوليدي. وليس هذا فحسب، بل أصبحنا في إنفور ندرك أن هذا الأمر سيشهد توسعاً آخر لدرجة أن المحتوى الكامل مثل لوحات تحكم وإجراءات العمل الجديدة وحتى النماذج الكاملة للذكاء الاصطناعي سيتم إنتاجها بسرعة كبيرة بناءً على مدخلات بسيطة عن أهداف الأعمال التجارية.
ومع وقوفنا على أعتاب عام 2024، ترى إنفور أن المستقبل سيكون لأولئك الذين يدركون حجم التحديات والفرص الناشئة، والذين يضعون أنفسهم في موقع يمكّنهم من تجاوز هذه المرحلة الانتقالية. ويعتبر التكيف والابتكار في هذا السياق، العناصر الرئيسية للاستفادة من النمو المستدام وتحقيق الريادة في القطاعات المختلفة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك