اطلالة
هالة كمال الدين
halakamal99@hotmail.com
وصفة من أجل التغيير
أشار تقرير لوزارة شؤون البلديات والزراعة إلى أن حجم المخلفات التي تقوم شركات النظافة في البحرين بإزالتها يصل إلى 2,200 طن يوميا، وهي تشمل المخلفات المنزلية والتجارية والزراعية وكذلك المتعلقة بالبناء والهدم.
وبيّن التقرير أن المخلفات المنزلية تأتي في المرتبة الأولى من مجموع المخلفات، حيث ينتج الفرد في البحرين ما مقداره 1,1 كيلوجرام من النفايات يوميا، وتصل نسبتها إلى 72% من مجموع المخلفات المزالة بشكل يومي، وتأتي بعدها مخلفات الهدم والبناء إذ تشكل 8%.
لا شك أن مشكلة النفايات اليوم هي مشكلة عالمية، حيث تؤكد الأرقام أن العالم ينتج أكثر من 2 مليار طن من النفايات سنويا، وهو رقم ضخم قد يصعد إلى 3,4 مليارات طن في عام 2050 بحسب توقعات البنك الدولي، الأمر الذي دفع البعض إلى تغيير وتطوير أنماط حياتهم وأساليب وعادات استهلاكهم.
فاليوم هناك كثيرون قرروا تفضيل المنتجات المحلية، والإقبال على الملابس المصنوعة من مواد معاد تدويرها، وخفض استهلاك اللحوم، وعدم الشراء أكثر من حاجاتهم، والإبداع في كيفية إعادة توظيف المنتجات والمواد، والبحث عن طرق تساعدهم في تجديد مقتنياتهم وإصلاحها بدلا من التخلص منها، وغيرها من السلوكيات التي تنم عن وجود نوع من الوعي بهذه المشكلة.
تلك الأرقام المفزعة فيما يتعلق بالنفايات المنزلية تماثلها أيضا نسب مرعبة من حجم هدر الطعام بالبحرين، وهو ما تطرقتُ إليه في مقال سابق حيث تبلغ تكلفة الطعام المهدر في البحرين ما يقدر بخمسة وتسعين مليون دينار سنويا، وذلك بحسب تقارير صادرة عن الأمم المتحدة، والتي أشارت إلى أن الفرد البحريني يهدر ما يوازي 132 كيلوجراما من الغذاء سنويا.
وفي هذا الصدد أوصت ورشة عمل عقدت في جامعة الخليج العربي بضرورة تغيير أنماط الاستهلاك والشراء الذكي، وإعادة استخدام وتدوير الطعام لتجنب هدره بعدة طرق منها تعلم أساليب طهي مبتكرة، وتحويل الطعام الفائض إلى سماد على نطاق المنزل أو الدولة، علما بأن برنامج الأمم المتحدة للبيئة يقوم حاليا بحملة توعية بهذا الجانب بعنوان «وصفة من أجل التغيير»!
لقد أكد الخبراء أنه لا مفر من انتهاج نمط حياة مستدام وصحي على مستوى المنتج أو المستهلك بدءا من المنزل ووصولا إلى جميع جوانب الحياة، بهدف الحفاظ على الأمن الغذائي، وخاصة في ظل معاناة 7 ملايين شخص في العالم من الجوع، هذا فضلا عن دور التعليم والتربية في التوعية، والاستثمار في الحفاظ على البيئة وتكريس ما يسمى بالاقتصاد الدائري.
باختصار، أصبح الحل الأمثل لمشكلتي النفايات وهدر الطعام اليوم هو إحداث «التغيير» في أسلوب الحياة، وهو ما نصحت به حملة برنامج الأمم المتحدة للبيئة تحت عنوان «وصفة من أجل التغيير»!!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك