بيروت - (أ ف ب): أكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي أمس الجمعة أن بلاده مستعدة لتطبيق القرار 1701 الصادر عن الأمم المتحدة الذي ينص على إبعاد حزب الله عن الحدود مع إسرائيل بشرط انسحاب الدولة العبرية من أراض حدودية محتلة يطالب بها لبنان. وقال وزير الخارجية الاسرائيلي إيلي كوهين يوم الأحد إنه يجب «إجبار حزب الله على الانسحاب شمال نهر الليطاني»، مضيفا: «هناك طريقتان للقيام بذلك: إما بالدبلوماسية وإما بالقوة».
وتشهد المنطقة الحدودية بين جنوب لبنان وإسرائيل تصعيداً عسكرياً متفاقماً بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله منذ شنت حركة حماس الفلسطينية في السابع من أكتوبر هجوماً مباغتاً غير مسبوق على إسرائيل التي تردّ بقصف مدمّر وعملية برية في قطاع غزة. وقال رئيس الحكومة لصحفيين تعليقا على التوتر الحاصل على الحدود: «الحل موجود وهو في تنفيذ القرارات الدولية، من (اتفاقية الهدنة) بين لبنان والعدو الإسرائيلي (1949)، والقرار 1701، وكل القرارات الدولية».
وأضاف: «نحن على استعداد للالتزام بالتنفيذ شرط أن يلتزم الجانب الاسرائيلي وينسحب، بحسب القوانين والقرارات الدولية، من الأراضي المحتلة». وبحسب مكتب ميقاتي، فإنه يشير إلى الأراضي التي يطالب بها لبنان ولا تزال تحتلها اسرائيل منذ انسحابها من جنوب لبنان عام 2000: مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم الشمالي من قرية الغجر. وخاض حزب الله المدعوم من طهران وإسرائيل حرباً مدمرة عام 2006، انتهت بصدور القرار 1701 الذي ينص على انتشار الجيش اللبناني وقوة اليونيفيل فقط بين الحدود مع اسرائيل ونهر الليطاني، على بعد حوالي 40 كلم إلى شمال هذه الحدود.
وتنشط دول غربية عدة لتجنب حصول تصعيد في الوضع بين إسرائيل ولبنان، وتقترح، بين الخيارات المختلفة، تسوية الخلاف الحدودي بين البلدين. وكانت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا قد دعت يوم الاثنين من بيروت الى ضبط النفس لتجنب تصعيد إقليمي. وحضّ وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن خلال زيارة لإسرائيل حزب الله على عدم «التسبب باتساع رقعة النزاع».
وتردّ إسرائيل على هجمات حزب الله وفصائل فلسطينية انطلاقا من الجنوب، بقصف مناطق حدودية مستهدفة ما تصفه بتحرّكات مقاتلي حزب الله ومنشآت تابعة له قرب الحدود. وازدادت حدة القصف في الآونة الأخيرة وأسفرت عن دمار كبير في بعض أحياء القرى الجنوبية الحدودية. وأدى تبادل القصف إلى مقتل أكثر من 150 شخصا من الجانب اللبناني و11 من الجانب الاسرائيلي. ويقول حزب الله الذي ليس له أي وجود عسكري مرئي في المنطقة الحدودية اللبنانية إنه يستهدف بشكل رئيسي في عملياته اليومية أهدافا عسكرية إسرائيلية قرب الحدود، واضعاً ذلك في إطار دعم قطاع غزة و«إسناداً لمقاومته».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك