قطاع غزة – الوكالات: وسعت قوات الاحتلال الإسرائيلية هجومها البري باجتياح جديد في وسط غزة أمس، فيما يتوقع أن يصوت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على قرار لزيادة المساعدات الإنسانية إلى القطاع لدرء خطر المجاعة.
ومع تضاؤل الآمال في تحقيق انفراجة وشيكة في المحادثات الجارية في مصر لمحاولة إقناع إسرائيل وحركة حماس بالاتفاق على هدنة جديدة، وردت أنباء عن وقوع ضربات جوية وقصف مدفعي وقتال في أنحاء القطاع الفلسطيني.
وأمر جيش الاحتلال أمس سكان البريج في وسط غزة بالتحرك جنوبا على الفور، ما يشير إلى محور تركيز جديد للهجوم البري الذي دمر بالفعل شمال القطاع ونفذت خلاله القوات الإسرائيلية سلسلة من الاجتياحات في الجنوب.
وأعلنت وزارة الصحة بغزة أن 390 فلسطينيا على الأقل استشهدوا خلال 48 ساعة، بينهم عشرات في وقت مبكر أمس جراء غارات طالت مدينتي رفح وخان يونس بجنوب القطاع، وغزة وجباليا بشماله.
وقالت وزارة الصحة بغزة في آخر تحديث لها عن الخسائر البشرية إن 20057 فلسطينيا استشهدوا وأصيب 53320 في العدوان الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود في منشور على منصة (إكس) للتواصل الاجتماعي: «بعد مرور أكثر من شهرين على بدء الحرب، حولت الغارات الإسرائيلية العشوائية على غزة شمال القطاع إلى كومة من الأنقاض... ويصل إلى مستشفى ناصر في خان يونس بجنوب القطاع المزيد من القتلى والجرحى بشكل يومي تقريبا.. لا يوجد مكان آمن».
وتقول إسرائيل إن 140 من جنودها قتلوا منذ الاجتياح البري لغزة في 20 أكتوبر.
وقال سكان في أحدث روايات عن القتال أمس إن إسرائيل قصفت بالدبابات المناطق الشرقية من البريج التي صدر أمر من الجيش بإخلائها.
واشتبكت القوات الإسرائيلية في السابق مع مسلحين من حماس على مشارف البريج لكنها لم تتوغل بعد في المنطقة التي كانت في الأصل مخيما للاجئين الفلسطينيين منذ حرب عام 1948.
وفي مطلع العدوان طلبت إسرائيل من سكان القطاع النزوح إلى جنوبه بعدما أصبح الشمال منطقة عمليات عسكرية، إلا أن إسرائيل تعاود الطلب من هؤلاء النزوح مع توسيع نطاق عملياتها إلى وسط القطاع ومناطقه الجنوبية.
لكن مقررة شؤون النازحين باولا جافيريا بيتانكور وهي خبيرة مستقلة لا تتحدث نيابة عن الأمم المتحدة قالت إنه «مع تزايد أوامر الإخلاء والعمليات العسكرية وتعرض المدنيين لهجمات متواصلة فإن الاستنتاج المنطقي الوحيد هو أن العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة تهدف إلى طرد غالبية السكان المدنيين بشكل جماعي».
وذكرت وكالة شهاب للأنباء التابعة لحركة حماس أن قصفا عنيفا وضربات جوية جرى شنها على جباليا البلد ومخيم جباليا للاجئين في شمال غزة وأن آليات إسرائيلية تحاول التقدم من الجهة الغربية لجباليا وسط دوي إطلاق النار. كما وردت أنباء عن ضربات جوية في خان يونس ورفح في الجنوب.
وأظهرت تقارير في وسائل الإعلام الفلسطينية ولقطات مصورة تداولها سكان غزة عبر مواقع التواصل الاجتماعي جثثا متناثرة في أحد الشوارع وأخرى تحت الأنقاض قرب المستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا بشمال غزة.
وتواصلت المفاوضات يوم الخميس لمحاولة تجنب استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن صاغته الإمارات يطالب إسرائيل وحماس بالسماح «باستخدام جميع الطرق البرية والبحرية والجوية المؤدية إلى قطاع غزة وفي جميع أنحائه» لتوصيل المساعدات الإنسانية.
وبعد محادثات على مدى أسابيع وتأجيل التصويت عدة أيام أرجأ دبلوماسيون في مجلس الأمن يوم الخميس التصويت مرة أخرى حتى أمس رغم تصريحات الولايات المتحدة بأنها قد تدعم الآن اقتراحا معدلا.
وفي غضون ذلك قال مصدران أمنيان مصريان إن المحادثات في مصر لم تتوصل بعد إلى أرضية مشتركة بشأن وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، لكنها أقرب إلى التوصل إلى اتفاق بشأن تسريع وتيرة تسليم المساعدات.
وساعدت هدنة أعلنت في 24 نوفمبر واستمرت أسبوعا حتى الأول من ديسمبر في زيادة المساعدات إلى غزة وإطلاق سراح ما يزيد على 100 رهينة كانت حماس تحتجزهم، وفي المقابل أفرجت إسرائيل عن 240 فلسطينيا من سجونها.
وفي بيان صدر يوم الخميس وبدد الآمال في تحقيق انفراجة رفضت حماس وحركة الجهاد الإسلامي أي اتفاقات بشأن تبادل الرهائن والمحتجزين الفلسطينيين إلا بعد وقف شامل للعدوان.
وقالت مجموعة تمثل عائلات الرهائن المحتجزين في غزة أمس إن أحد الرهائن، ويدعى غادي حجي، البالغ من العمر 73 عاما ويحمل الجنسيتين الأمريكية والإسرائيلية، توفي في الأسر بالقطاع. ولم تذكر المجموعة تفاصيل عن ذلك أو عن كيفية حصولها على هذه المعلومات.
وقبل صدور البيان بشأن حجي كان الإحصاء الرسمي الإسرائيلي هو أن من بين 129 رهينة مازالوا في غزة، توفي 21 منهم في الأسر.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك