زاوية غائمة
جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
كفاكم نفاقا يا رجال
تحدثت في الزاوية السابقة عن السخاء العربي في توزيع الألقاب على «اللي يسوى واللي ما يسواش»، واستنكرت أن قنوات تلفزيونية كثيرة استضافتني، بخلت علي بلقب «مُفكر» في حين أنها ظلت تضفيه بسخاء على أناس عقل الواحد منهم عقل سخلة (بيبي المعزة)، وتوقفت عند مجلة خليجية أساهم فيها بمقالات بصورة شبه منتظمة، أصدرت مؤخرا ملفا عن الزواج والطلاق واستأنست بآراء من حسبتهم خبراء ومفكرين، وكان من بينهم شخص أعزب، وآخر تزوج قبل أقل من عشر سنوات، ولم تحاول معرفة شخص متزوج محترف ومزمن مثلي.
وعبت على كثير من الكتاب الرجال، أنهم يبدون تعاطفهم مع النساء، بتصوير الرجال على أنهم - من طرف- وحوش وأجلاف، مع أن نسبة هذه الفئة بين الرجال لا تزيد على 73%، ورغم أنني ضد ممارسة أي شكل من أشكال العنف بحق النساء، باللسان أو اليد، إلا أنني استنكر تمجيد النساء على حساب الرجال: ما مقابل الجنس الناعم / اللطيف؟ الخشن، والفظ أبو دم تقيل؟ الأم مدرسة إذا أعددتها/ أعددت شعبا طيب الأعراق!! إذا أعدَّها من؟ طبعا المقصود الرجل، وإلا لقال الشاعر «إذا أعدت نفسها»! ومع هذا لم يرد أحد على الشاعر شوقي ببيت شعر - ولو مكسور: الأب جامعة إذا أعددتها/ حكمت من الصومال للواق واق.
وإذا تبجحت امرأة بأنها جعلت من زوجها مليونيرا، فتأكد من أنه كان مليارديرا قبل الزواج، ولا يستطيع رجل أن يعرف على وجه التحديد كم كلفه الزواج، لأن الحبل على الجرار ويظل المسكين يدفع تكاليف الزواج إلى أقرب الأجلين: الموت أو الطلاق، وتردد النساء مقولات كثيرة للحط من قدر الرجال، ومنها أن العقاب الرادع لمن تخطف زوج امرأة أخرى، هو السماح لها بالاحتفاظ به. أو ما تناقلته الصحف البريطانية من أن امرأة نشرت إعلانا مبوبا قالت فيه: «مطلوب زوج»، فجاءتها مئات الرسائل المتشابهة النصوص: خذي زوجي! ولعل المرأة الوحيدة التي أنصفت الرجل بشكل غير مباشر، هي الممثلة الراحلة جاجا (وليس زازا) غابور، التي لم تستطع حصر الرجال الذين تزوجت بهم، واعترفت بأنها «ربة بيت» ممتازة، لأنها كلما طلقت رجلاً استولت على بيته، وأصبحت هي «ربته»، أي مالكته، فالزواج عندها يتعلق بالحب، في حين أن الطلاق يتعلق بالمال.
ولا يعني دفاعي المستميت عن الرجل العربي الأبي أنه بلا عيوب، ولكن عيوبه بسيطة ومنها زوغان العين، فهو كمن يذهب إلى مطعم ويطلب الطبق الذي تشتهيه نفسه ولكن ما أن يرى ما أمام الآخرين من طعام حتى يتمناه لنفسه ويعاف ما طلبه، ويعاب على الرجل العربي أنه ديكتاتور في بيته، ولكن لا ذنب له في ذلك، لأن ذلك حق مكتسب، فالديكتاتورية وقف على الرجال، يتدكتر عليهم أولياء الأمور، فيتدكترون على نسائهم وذريتهم، أي أن الأمر مجرد فشة خلق.
ولأن ما كتبته اليوم سيثير غيظ النساء، وهو ما هدفت إليه، فإنني أختتم خواطري هذه بحكاية طريفة لزوج أمريكي، كان «يذاكر» من وراء ظهر زوجته، ولما قفشته استيقظ ضميره، فقرر أن يصطحبها إلى حيث الدفء في فلوريدا، علَّ ذلك يؤدي إلى تدفئة العواطف بينهما، وسبق زوجته بيومين إلى المصيف لاستئجار وإعداد مسكن، وبعد إكمال المهمة، جلس ليكتب لها رسالة إلكترونية، ولأنه لم يكن من قبل من النوع الحريص على التواصل والتراسل مع زوجته، فقد اكتشف أنه لا يحتفظ بعنوان إيميلها، ثم وضع على الرسالة العنوان الذي أسعفته به الذاكرة، ولكنه كان العنوان الخطأ، ووصلت الرسالة إلى امرأة عجوز كانت قد فقدت زوجها قبل يوم واحد، وما أن قرأتها حتى أطلقت صرخة مدوية وسقطت جثة هامدة، واندفع ذووها إلى حيث سقطت، ليجدوا على شاشة الكومبيوتر رسالة نصها: زوجتي العزيزة، وصلت قبل قليل وأعددت المكان لاستقبالك غدًا. التوقيع (زوجك العزيز)، وملاحظة أسفل التوقيع: الحرارة هنا فوق ما تصورت!!!!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك