الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
الفساد الإسرائيلي .. واليوم العالمي
يوم غد الموافق 9 ديسمبر تحتفل دول العالم باليوم العالمي لمكافحة الفساد، ويتزامن مع مرور 20 عاما على اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، وتحمل مناسبة هذا العام شعار: «نحو عالم متحد ضد الفساد».
بالطبع ستقوم الدول بإصدار بياناتها وتقيم فعالياتها لبيان التأكيد لمكافحة الفساد، وسيتم التطرق الى كل أنواع الفساد، وأهمية محاربته، وضرورة محاسبة من يقوم به، حماية للمجتمعات والمقدرات.. إلا فساد واحد في العالم لن يتم التطرق له والحديث عنه، وهو الفساد الإسرائيلي الإجرامي ضد الأبرياء من الشعب الفلسطيني.
ستتحدث هيئات الأمم المتحدة وبعض الدول الغربية عن مكافحة الفساد، وستعلن أرقاما وإحصائيات، وحتى أسماء دول وربما شخصيات، وستمارس على دول العالم دور «الأستاذية» ضد الفساد، في الجريمة والمخدرات والاتجار بالأشخاص، وفي المجال المالي والاقتصادي، والاجتماعي والديني وفي كل شؤون الحياة.. ما عدا الفساد الإسرائيلي، أتعرفون لماذا؟ لأنهم ببساطة جدا شركاء في الفساد الإجرامي ودعم القتل وتأييد كل الممارسات التي تعد أخطر أنواع الفساد في الأرض، ولن تتجرأ في الحديث عن الفساد الإسرائيلي.
تقول الأمم المتحدة في منصاتها الإعلامية وبياناتها الصادرة بهذه المناسبة (اليوم العالمي لمكافحة الفساد) ان العالم يواجه اليوم بعضًا من أكبر التحديات التي واجهها منذ عدة أجيال، وهي تحديات تهدد ازدهار الناس واستقرارهم في كافة أنحاء العالم. ووباء الفساد في معظمها.
فللفساد آثار سلبية على كل جانب من جوانب المجتمع، حيث يتشابك تشابكا وثيقا مع الصراعات والاضطرابات مما يهدد التنمية الاجتماعية والاقتصادية ويقوض أسس المؤسسات الديمقراطية وسيادة القانون. ولا يتبع الفساد الصراع فحسب، بل هو كذلك أحد أسبابه الجذرية في كثير من الأحيان. فهو بتقويضه سيادة القانون يغذي الصراعات ويعيق عمليات إحلال السلام، فضلا عن أنه يفاقم الفقر، ويسهل الاستخدام المُجّرم للموارد، وإتاحة التمويل للنزاع المسلح. وإن منع الفساد وتعزيز الشفافية وتقوية المؤسسات أمر بالغ الأهمية إذا أريد تحقيق الغايات المتوخاة في أهداف التنمية المستدامة.
ويُراد من احتفالية اليوم العالمي لمكافحة الفساد لعام 2023 كما تدعو الأمم المتحدة إلى تسليط الضوء على الصلة الوثيقة بين مكافحة الفساد والسلام والأمن والتنمية.. والغريب أنها تدعي أن التصدي لهذه الجريمة حق للجميع ومسؤوليتهم، وأن التعاون والمشاركة هما ما يمكنا الأشخاص والمؤسسات من التغلب على الأثر السلبي لهذه الجريمة.
لذلك كله.. ولكثير غيره.. فعلى الأمم المتحدة والدول الغربية أن تسلط جهودها نحو مكافحة الفساد الإسرائيلي في اليوم العالمي.. وما عدا ذلك فلا وصاية على الشعوب ولا حتى على الدول.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك