الكواليس
وفاء جناحي
waffajanahi@gmail.com
وحوش ليسوا بشرا!
نعم عالم التيك توك والسوشيال ميديا جعلنا نكتشف بل نتأكد أننا نعيش وسط وحوش على هيئة بشر لا يملكون أي نوع من الإحساس والضمير البشري، متعتهم الوحيدة هي أذية وجرح الناس بأقبح وأبشع الكلام بلا أدنى سبب، يكفي ألا يعجبهم شكل أو كلام أو أسلوب أي إنسان حتى يبثوا سمومهم وأحقادهم في وجهه لتدميره.
الفنانة والمذيعة الراقية نجوى إبراهيم، قدمت الكثير من الفن الراقي والبرامج الجميلة والممتعة، فنانة محترمة كبرنا ونحن نشاهد أعمالها منذ الصغر، انصعقت المسكينة منذ أسبوعين وهي تقدم برودكاست محتواه كله أمل وتفاؤل وحب بكم من الشتائم والألفاظ الخارجة والكلمات الجارحة لشخصها من مجموعة وحوش بشرية حقودة لدرجة أن أحدهم قال لها بكل وقاحة: «لماذا لا تموتين بعيدا عنا وتطلين علينا بهذه الابتسامة يا أيتها العجوز الشمطاء، أنت أصلا رجل في الأرض ورجل في القبر، أموت واعرف سبب تشبثك بالحياة؟». مع العلم أنها مازالت جميلة ورقيقة إلا أن الوحش الحاقد لا يستطيع أن يسمع الحب أو يشاهد الجمال، حيث إن قلبه وعينه لا ترى إلا السواد البشع.
انصدمت الفنانة نجوى وظهرت لأول مرة حزينة، ومنهارة تستنكر هذا الكم من الكره والبشاعة، وقالت: نعم أنا عجوزة وفي الثمانين من عمري ومريضة وأتعالج من مرض السرطان، نعم أيامي في الدنيا معدودة ولكنني أحببت أن أطل عليكم وأكون معكم وأقدم لكم المحتوى الجميل الذي فيه الأمل والتفاؤل وحب الحياة، ولم أكن أرغب أبدا أن أبين لكم الجانب الحزين والسيئ في حياتي ومدى تعبي ومعاناتي مع المرض، ولكنكم جعلتموني لأول مرة في حياتي أحزن وأبين ضعفي لكم لكي ترحموني من هذه التعليقات البشعة!
في الجانب الآخر وقف معها الكثير من البشر الطبيعيين والإعلامين الذين استنكروا ما حدث معها من الوحوش، ولكنها عادت بعدها بيومين فقط أجمل وأقوى من قبل لتعتذر من كل محبيها لأنها عكرت مزاجهم وفضفضت عن مرضها، وأنها لم تقصد أبدا أن تستعطف أو تشارك أي إنسان أحزانها؛ لأن كل إنسان له مشاكله وأحزانه الخاصة فلماذا يتحمل أحزانها أيضا. كانت تتكلم بكل رقي وإحساس جميل ومحب خجلانة أنها انهارت من فئة بسيطة شتمتها مع علمها بوجود ملايين يحبونها.
سؤال لكل وحش يكتب أو يشتم الناس: ماذا تستفيد عندما تكسر قلب إنسان لم يفعل لك أي شيء ولم يضرك أبدا؟
لا يعجبك محتواه أو كلامه أو حسابه وشخصيته لا تتابعه وكف خيرك وشرك عنه.
أتمنى ألا ينسى أي إنسان قبل أن يكتب أو يتفوه بحرف أن الكلمة الطيبة صدقة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك