الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
حزمة البحرين.. ورسالة العطاء
لا زلت أذكر في 2014 حينما استهدف الجيش الإسرائيلي مباني الجامعة الاسلامية في غزة، مما تسبب في إلحاق أضرار جسيمة بالجامعة وتعطل الدراسة، وقد زعمت إسرائيل أنه يوجد في داخل الجامعة «مركز لتطوير الأسلحة»، ثم تبين كذب ذلك التبرير للعمل العدواني الغاشم، إلا أن عقلية «المحتل» كانت تركز على مباني المؤسسات الحيوية، وأهمها التعليم والصحة.
وخلال الحرب الحالية على غزة استهدفت القوات الإسرائيلية الجامعة الإسلامية هناك، وعمدت إلى تدمير عدد من المباني فيها، ومن ضمنها «مبنى مملكة البحرين» الذي يعد المبنى الرئيسي في الجامعة، والذي تكفلت مملكة البحرين ببنائه، ضمن جهودها التنموية في دعم الشعب الفلسطيني الشقيق.
وفي الشهر الماضي أعلنت المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية تدشين الحملة الوطنية (أغيثوا غزة) تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية، ودعم سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، من أجل إغاثة الشعب الفلسطيني الشقيق في غزة، جراء ما يتعرضون له من حرب غاشمة، وما يمرون به من ظروف إنسانية صعبة، ومصاب أليم.
وقد دشن الحملة الوطنية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب، والذي تفضل بالإشراف والمتابعة على كافة المشاريع والبرامج التي تم تخصيصها للشعب الفلسطيني من الحملة الوطنية، عبر مشاريع ومبادرات تنموية، تشكل خطوة متميزة للدبلوماسية الإنسانية والخيرية البحرينية، التي كانت من أوائل الدول التي قدمت المساعدات وقوافل الخير وأدخلتها إلى قطاع غزة، وقامت بمشاريع البناء والنماء والإعمار، قبل أن تسكت صوت المدافع والحرب، في رسالة بحرينية للعالم من أجل السلام والتنمية، والإنسان والشعب الفلسطيني قبل كل شيء.
وبالأمس تابعنا قيام الدكتور مصطفى السيد الأمين العام للمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية، الرئيس التنفيذي للجنة الوطنية لدعم الشعب الفلسطيني في غزة، بتوقيع اتفاقيات لتنفيذ حزمة من المشاريع التنموية لصالح الأشقاء الفلسطينيين في غزة.. والتي تشمل علاج عدد من أهالي غزة المصابين بالسرطان في مستشفيات الأردن، وبناء مستشفى ميداني، ومجمع سكني مكون من 500 وحدة سكنية، على غرار مجمع البحرين السكني في مخيم الزعتري، ومدرسة على غرار مجمع البحرين العلمي في مخيم الزعتري.
إن اهتمام مملكة البحرين بالقضية الفلسطينية العادلة، مستمر ومتواصل، في كافة المسارات والمجالات، وأن ما تقوم به مملكة البحرين، قيادة وحكومة وشعبا، للأخوة الأشقاء في فلسطين، يسطر بأحرف من ذهب، ويخلد في سجل التاريخ الإنساني، الداعم للحقوق الفلسطينية المشروعة، وأتصور أن هذه الكلمات الطيبة، قد سمعها د. مصطفى السيد شخصيا، في مواقف كثيرة، وهو يقوم ببناء المشاريع التنموية البحرينية لصالح الدول والشعوب الشقيقة والصديقة.
إن منهجية العمل التنموية، والتركيز على التعليم والصحة والعمل والإسكان، باعتبارها مرتكزات الحياة المعيشية المستدامة، والتي تعين الإنسان على البناء والعطاء، هي رسالة مملكة البحرين في أعمالها الإنسانية والخيرية، وهي الرسالة التي سيظل شعب فلسطين وأهالي غزة يتذكرونها على الدوام، ويحفظونها لمملكة البحرين، قيادة وحكومة وشعبا على مر الأزمان.
فشكرا للمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية على الحزمة البحرينية لشعب فلسطين الحبيبة.. ورسالة العطاء والتنمية والسلام.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك