الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
تصريح بحاجة إلى توضيح..!!
للمثل المعروف والمتداول: ((وفسر الماء بعد الجهد بالماء)) قصة شهيرة، نرويها كما قرأناها، حيث يقال أنه في قديم الزمان استدعى أحد السلاطين أحد العلماء ليفسر له ما هو الماء؟ فقال له العالم: جواب سؤالك عندي يا سيدي، إن الماء هو... وبدأ العالم بشرح الماء ومكوناته، وتركيبته، وأخذ منه الشرح وقتًا طويلًا، وبعد كل هذا السرد المتواصل قال: يا مولاي، في النهاية أقول: الماء ما هو إلا ماء.
فقال له السلطان: عجبًا لك يا رجل! فسرت الماء بعد الجهد بالماء! اذهب فلن أعطيك شيئًا. ثم انصرف العالم بعد كل ما بذله من مجهود.. ولما انتشرت القصة على مسامع الناس، صارت جملة: «فسر الماء بعد الجهد بالماء»، مثلاً شهيراً تناقلته الأجيال.
طوال الأسبوع الماضي كانت تصلني مسجات ورسائل من بعض أولياء الأمور حول تطعيم أبنائهم في المدارس، وهواجسهم من مضار وتداعيات نوعية ذلك التطعيم.. وكنت أدرك أن مخاوف أولياء الأمور طبيعية، وبحاجة إلى تطمين مباشر من الجهات المختصة، ولا داعي لإثارة الموضوع علنا، وخلق نوع من «البلبلة والهلع» في الشارع، حول موضوع طبيعي روتيني، صحي ووقائي.
ولا شك أن هواجس أولياء الأمور قد تم تناقلها في وسائل التواصل الاجتماعي، و«قروبات الواتساب»، وبالتأكيد قد أطلع عليها المعنيون في وزارة الصحة، ولذلك جاء تصريح مدير إدارة الصحة العامة بالأمس حول اللقاح المضاد لفيروس الورم الحليمي البشري، الذي يعطى روتينياً للإناث والذكور من المواطنين والمقيمين، عند سن 12-13 عامًا للوقاية من هذه الأمراض ومضاعفاتها.
مدير إدارة الصحة العامة أكد أن مملكة البحرين تضع في أعلى أولوياتها توفير الرعاية الصحية لجميع فئات المجتمع.. والجهود الرامية لتسخير كافة الجهود لحفظ صحة وسلامة المجتمع من خلال تقديم أفضل الخدمات الصحية وخصوصاً الخدمات الوقائية.
مدير إدارة الصحة العامة أشار إلى أن وزارة الصحة مستمرة في مواصلة تنفيذ العديد من المشاريع الصحية، والتي من بينها مشروع مكافحة السرطانات المرتبطة بالإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري، وأن مملكة البحرين قد خطت خطوات رائدة وسباقة في مجال التصدي للأمراض المعدية والسيطرة على الجوائح من خلال إدخال اللقاحات في البرنامج الوطني للتحصين.
مدير إدارة الصحة العامة أشار إلى أن اللقاح المضاد لفيروس الورم الحليمي البشري، الذي يهدف إلى الوقاية من السرطانات المرتبطة بالفيروس، جاء ليعكس العمل المشترك في مجال الوقاية من الأمراض وتطبيق الاستراتيجيات الصحية.
مدير إدارة الصحة العامة أفاد بأن فيروس الورم الحليمي البشري هو عدوى قد تصيب الإناث والذكور في حياتهم، ويتماثل بنسبة 90% منهم للشفاء التلقائي، إلا أن الفيروس قد يؤدي إلى عدة أنواع من السرطانات من أهمها سرطان عنق الرحم عند النساء، وسرطان الفم والبلعوم لدى الذكور والإناث، وغيرها من السرطانات المرتبطة به.
مدير إدارة الصحة العامة قال كل شيء عن اللقاح وعن التطعيم.. وقال كل شيء عن جهود الدولة وعن الوزارة.. ولكنه لم يقل أي شيء يفيد أولياء الأمور وطمأنتهم، وطمأنة أبنائهم.. لذلك نرى أن التصريح بحاجة إلى توضيح، مباشر ومبسط.. وحتى لا يتم تفسير الماء بعد الجهد بالماء..!!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك