تعد آخر جمعة من شهر نوفمبر اليوم الأضخم على مستوى التسوق عالميًّا وفيه تضج الأسواق والمجمعات والشوارع بالمتسوقين قبل افتتاح المحلات التجارية بسويعات.
وفي كل عام يستعد عدد كبير من المتسوقين لآخر جمعة في نوفمبر والتي تلقب بـ«الجمعة البيضاء» في بلاد المسلمين وهو يوم تسوق عالمي تصل فيها التخفيضات حتى 90%.
وأكد عدد من المتسوقين أن التسوق في يوم الجمعة البيضاء ليس حاجة ضرورية وإنما تسوق عاطفي بحت والسبب يعود إلى شعور نفسي بسبب التعرض المباشر وبكثرة الى اللافتات التسويقية المشجعة على الشراء في كل مكان.
وينفي عدد من المتسوقين الشراء المبني على العاطفة مؤكدين أن «الإعلانات التسويقية لا تستدرجنا ونشتري ما نحن بحاجته فقط ونستغل العروض والتخفيضات بشكل جيد ونقتصد».
وبين مجمع الرأيين تؤكد حوراء عباس قائلة: «أفضل أن أتسوق في الجمعة البيضاء لكونها عادة غذيتها في نفسي منذ فترة ليست بقليلة ويصعب عليَّ الابتعاد عن أجواء التسوق لكونها طقوسا محببة إلى قلبي أنا وكثير من الفتيات».
لافتة إلى أنها لا تؤيد التسوق العاطفي ولكن.. تقول «يوم في السنة لا يضر»!
ومن جانبها تعتقد نور الأحمد أن الإناث هن الفئة الأكثر تسوقا والفئة الأكثر استمتاعا بأجواء الجمعة البيضاء وتقول: «عن نفسي أؤمن بأن السيدات أكثر فئة تتسوق بعاطفة في الجمعة البيضاء لكوننا نشعر بنوع من الاكتفاء الداخلي وتؤكد نور أنها بين كل فترة تفضل التسوق لتلبية حاجات غير ضرورية للترفيه عن النفس».
وتثني نور على التفاوت الكبير في الأسعار في السوق فمنها ما هو غال ومنها ما يتناسب مع ذوي الدخل المتوسط والمحدود في العروض التسويقية وترى نور أن العروض الترويجية باختلافها فرصة لتجربة منتجات وبضائع مخفضة ذات جودة عالية للكثير من العوائل، لافتة إلى أن التخفيضات منها ما هو فرصة حقيقة للشراء ومنها ما هو زخم إعلاني بغرض جذب المستهلكين وعروض مكررة.
وتابعت «أعد الجمعة البيضاء ترفيها نفسيا لوجود الكثير من العروض التي تتناسب مع الميزانية المحدودة والتي تساعد في شراء الكثير من الحاجات من دون الحاجة إلى هدر كثير من الأموال».
وتفضل الأحمد الخصومات التي تكون في حدود الـ 50% إلى 70% من سعر المنتج الأصلي لكونها محفزا شرائيا للسلعة والسبب أن المنتج يباع بنصف السعر الأساسي وتعتبره صفقة مربحة تعوض عن التسوق العاطفي.
وعلى خلاف ذلك تقول زهراء المرهون: «تجذبني العروض التسويقية ولكنني أحرص على أن أتسوق بحذر وأشتري الأولويات من احتياجاتي فقط، ولذلك أفضل التسوق بالإنترنت لأنتقي أفضل ما يمكنني اقتناصه من هذه الصفقة السنوية».
وتابعت المرهون أفضل التسوق عبر الإنترنت تجنبا للازدحام والاصطفاف في الطوابير الطويلة أمام المحلات التجارية وأشجع التسوق عبر الإنترنت لكونه يسمح لي بمراجعة قراري الشرائي والتفكير بهدوء خلال التسوق من دون التشويش من الازدحام المشجع على التسوق العاطفي.
وحول سؤال عن أفضل ما يمكن شراؤه من العروض أجابت المرهون: «إن شراء الأجهزة والإلكترونيات والمعدات الغالية الثمن صفقة سنوية كبيرة لا أحب أن أفوتها وأحرص على اقتناء ما أحتاجه فقط وأدع الكماليات جانبا».
وتوافقها الرأي لطيفة حمد المقهوي وتقول: «الجمعة البيضاء صفقة مربحة إذا كان التسوق بحذر وللاحتياجات الأساسية فقط وليس الكماليات».
وتنتقد المقهوي بعض المحلات التجارية التي تقدم عروضا وهمية وعروضا على بضاعة رديئة لافتة إلى أن أفضل العروض هي التي تضم خصم 50% فما فوق مع مراعات التأكد من جودتها وسمعة الموقع الإلكتروني إذا كان عبر الإنترنت».
وتتفق وديعة علي ربيع معهم بالرأي وتؤكد أن الجمعة البيضاء فرصة تجارية لمن يكبح رغبة التسوق العاطفي ويبدلها بالتسوق الضروري.
وترى ربيع أن الخصومات في بعض المحلات التجارية فرصة لا تتكرر وبالأخص على البضاعة الموسمية والبضائع المعروفة بارتفاع ثمنها على الدوام.
وتفضل ربيع العروض الترويجية من نوع «اشتر منتجا واحصل على الآخر مجانا» لكونها صفقة للحصول على منتجين بسعر منتج واحد فقط.
وبدورها أكدت الخبير المصرفي الدكتورة غنية الدرازي قائلة: «اليوم فترة مثيرة لمشغوفي التسوق وللعامة للعثور على خصومات وصفقات رائعة وأنصح المتسوقين بوضع قائمة بالسلع الأساسية المرغوب في شرائها والحرص على معرفة أسعارها السابقة ومقارنة الأسعار بين المتاجر والمنصات الإلكترونية المختلفة للتأكد من الحصول على أفضل سعر.
وتابعت مؤكدة أهمية وضع ميزانية محددة والحرص على الالتزام به حتى لا ينجرف المتسوق وراء حماسة الحدث والعروض المغرية وتجنب شراء الاحتياجات غير الضرورية.
وتقدم الدرازي نصيحة غير مسبوقة وفريدة من نوعها وتقول «المهم جدا وخصوصا في حالة البضائع الغالية الثمن التعرف على أحكام وشروط استبدال أو استرجاع البضاعة قبل القيام بعملية الشراء».
وتابعت «في حالة التسوق عبر الإنترنت يجب الحرص على التسوق على المنصات الموثوقة واستخدام طرق دفع آمنة وتوخي الحذر من العمليات الاحتيالية ومن الرسائل البريدية الإلكترونية وتجنب النقر على الروابط المشبوهة والروابط والمواقع الوهمية التي تحاول سرقة المعلومات، وضرورة التحقق من عنوان الموقع وقراءة آراء المتسوقين الآخرين وتقييمهم للموقع والمنتج المرغوب في شرائه للتأكد من مصداقية الموقع ومن جودة المنتج قبل القيام بعملية الدفع».
الجدير بالذكر كذلك شهدت الأسواق في مملكة البحرين في الأعوام الماضية ازدحاما شديدا وبالأخص بعد انقضاء فترة جائحة كورونا حيث تفتحت الأبواب على مصاريعها بعد سنوات عجاف من قبل المستهلكين وشهدت مملكة البحرين حينها انتعاشا تجاريا كبيرا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك