أكد كبار خبراء صناعة الإعلام والذكاء الاصطناعي أهمية استعداد الصحفيين لتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) في عملياتهم اليومية نظرًا إلى دورها في تعزيز الإبداع في تقديم محتوى إخباري جاذب.
وشهد الكونجرس العالمي للإعلام 2023 تنظيم جلسة نقاشية استضافتها منصة أرابيان جلف بيزنس إنسايت بعنوان: «الإعلام تحت سيطرة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي: خطر محدق أو فرصة للتطوير».
وجمعت الجلسة نخبة من أبرز خبراء الذكاء الاصطناعي في العالم الذين تناولوا خلالها دور الذكاء الاصطناعي التحفيزي في قطاع الإعلام وتأثيراته الممكنة على مستقبل الصناعة.
وفي حديثه خلال الجلسة التي أقيمت في مركز أبوظبي الوطني للمعارض(ADNEC)، قال نيل مايدن، أستاذ الإبداع الرقمي في كلية بايز للأعمال بجامعة سيتي، الذي اكتسب معرفة واسعة بالذكاء الاصطناعي من خلال أبحاثه الإبداعية، إنه لا ينبغي للصحفيين أن يشعروا بالقلق بشأن إمكانية استبدال المهام بالذكاء الاصطناعي.
وقال في هذا السياق: «لا أعتقد أن الذكاء الاصطناعي باعتباره بديلاً يشكل تهديدًا خطيرًا في أي جانب من جوانب الصحافة. فدوره يتجلى بالتعزيز، إذ يمنح الذكاء الاصطناعي مستخدميه قدرات جديدة لتعزيز القدرات الحالية، والذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة لحل المشكلات أو توليد القصص التالية، فهو يسمح أيضًا بتطوير مجموعات مهارات إبداعية جديدة. أعتقد أنه يمكننا أن نزيد مستويات الإبداعية وقدرات الانتاج من خلاله وهو أمر يختلف بشكل كامل عن موضوع الاستبدال».
وتابع: «ينبغي على الصحفيين تبني طرق ابداعية ومبتكرة عند استخدام هذه التقنيات. هناك ميل إلى تتبع التوجهات السائدة، وهذا ما نلاحظه من خلال تطبيقات التعلم الآلي، إذ يفكر الجميع الآن بنفس الفرص التجارية. هناك تغيرات كبيرة في الأفق، ولكن هناك حاجة للتفكير بشكل جذري في كيفية استخدام هذه التقنيات، فطريقة الجمع بينها هي ما تمنح المستخدم الميزة التنافسية».
كما لفت نويل توك، وهو نويل توك، التقني ومؤسس وكالة الخبرة الرقمية الرائدة «هيومان مايد» التي توفر خدماتها لكبرى الشركات والمؤسسات العالمية، ومن ضمنها Airbnb وSiemens وTechCrunc و News CorpوCapgemini إلى قدرة الذكاء الاصطناعي وإمكاناته في فتح آفاق الفرص في المستقبل.
وقال: «الذكاء الاصطناعي ليس أعلى أو أدنى شأناً، وهو لا يخدم حياتي أو يملي عليّ ما أعمل. إنه أشبه بلعبة بينج بونج وكرة الريشة بشكل يومي بين المهام التي أحاول القيام بها أو أحاول تحقيقها، وهذه هي الطريقة التي أحصل بها على أقصى استفادة من الذكاء الاصطناعي».
وتابع: «ولكن بالرغم من ذلك، سواء كان الأمر بين التعزيز أو الاستبدال، أشعر في جوانب معينة أنه قد يأتي بديل وقد تظهر فرص جديدة».
وأضاف: «قرأت سابقًا أن فريق الصحافة المطبوعة يتكون تقريبًا من 19 دورًا مختلفًا – سواء من الصحفيين أو المصممين - وفي بعض الوسائل الإعلامية، أصبح هذا الأمر الآن يقتصر على شخص واحد فقط. مع ظهور الذكاء الاصطناعي، لدينا الفرصة لإعادة التفكير في كيفية تأدية بالمهام. عند التعامل مع الذكاء الاصطناعي، لا ينبغي للصحفيين النظر في عملهم اليومي والتفكير في المهام التي يمكن استبدالها بالذكاء الاصطناعي. يمكن أن تكون هذه خطوة سهلة للغاية ولكن الأهم من ذلك أننا بحاجة إلى إعادة التفكير في كيفية ظهور الصحافة للعالم الخارجي».
كما شهدت الجلسة النقاشية حضور جيسيكا جروبمان، مديرة الاستراتيجية الرقمية والابتكار في شركة إنتينشنال فيوتشرز، التي تتخذ من الولايات المتحدة الأمريكية مقراً لها، وقالت جيسيكا إن الذكاء الاصطناعي له تأثير كبير وسيساعد في تقديم طرق مبتكرة في كيفية توصيل الأخبار: «سيكون هناك نزوح وسيكون هناك تعزيز، وإذا نظرنا إلى التقنيات المختلفة التي ظهرت من قبل، مثل وسائل التواصل الاجتماعي. التي بدأت وسيلة جديدة للتواصل وتحولت إلى وسيلة لنقل الأخبار».
وتعرف الجمهور أيضًا على الاستثمارات الكبيرة التي تم تنفيذها في قطاع الذكاء الاصطناعي هذا العام. وتابعت: «لتقديم فكرة عن مستويات الاستثمار في هذه التكنولوجيا، كان هناك ما يقرب من 70 مليار دولار من الاستثمار، إن اطلعنا على أرقام الاستثمار في القطاع قبل خمسة أعوام في 2018، فقد كان حوالي 400 مليون دولار. وهذا يعطينا فكرة واضحة عن حجم تدفقات الاستثمار في هذا القطاع». واختتمت: «ما يميز كيفية النظر إلى الذكاء الاصطناع، إنه سباق لتطبيق هذه التقنيات بغض النظر عن أحجام الشركات».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك