الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
كلمة سمو ولي العهد.. صوت العقل والحكمة
حفلت كلمة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، خلال افتتاح حوار المنامة، بمدلولات مفصلية عميقة، واضحة ومباشرة، تمثل صوت العقل والحكمة، ورسالة للعالم أجمع من أجل حل الصراعات، ومعالجة الخلافات، وتجاوز التحديات، بكل شفافية وعدالة.
كلمة سمو ولي العهد، أكدت الموقف البحريني الثابت في دعم القضية الفلسطينية، ورؤية مملكة البحرين نحو المستقبل الآمن والمستقر للمنطقة، القائم على السلام العادل والشامل والمستدام، انطلاقا من الرؤية الملكية السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه.
كلمة سمو ولي العهد تعد من أقوى الكلمات والخطابات، التي حملت رؤية محورية، موضوعية وصريحة، لما تشهده الأوضاع في غزة، وما يتعرض له المدنيون والأبرياء من عنف وقتل، وتشريد وتجويع، وحصار ومحاولات للتهجير القسري.
ذلك إن إشارة سموه إلى حرمة قتل المدنيين والأبرياء في القرآن الكريم والتوراة وجميع الكتب السماوية، وإدانة كل الأطراف، وإعلان الوقوف في صف المدنيين والأبرياء، والمطالبة بوقف عجلة العنف، وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، وفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية وفقاً للقانون الدولي.. تشكل المسؤولية الأولى العاجلة للمجتمع الدولي من أجل وقف الحرب.
كما أن إشارة سمو ولي العهد إلى أن القضية الفلسطينية لم تبدأ في السابع من أكتوبر الماضي، وإنما هي جرح عميق في الشرق الأوسط منذ أكثر من 75 عاما.. وضعت النقاط على الحروف، وتناولت القضية بعمق تاريخي رفيع، وكشفت حقيقة الأمن المنشود، الذي لن يتحقق للمنطقة وشعوبها ومستقبل أجيالها، إلا من خلال حل الدولتين، وإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في إقامة دولته.
كلمة سمو ولي العهد، حددت البوصلة بكل مهارة، كربان سفينة ينشد بر الأمان للجميع.. وتناولت التطورات الحاصلة كمشرط الطبيب الذي شخص الداء ووضع الدواء، تماما كما وضع الخطوط الحمراء التي لا يمكن تجاوزها، والمتمثلة في عدم التهجير القسري للفلسطينيين الآن أو في المستقبل، وعدم إعادة الاحتلال، وعدم تقليص حدود غزة.. لما لهذه الأمور من تداعيات على المنطقة والعالم أجمع.
وكما هي الدبلوماسية الحكيمة لمملكة البحرين، التي تنظر إلى ما بعد الأزمات والحروب، وأهمية البناء وإعادة الإعمار، لصالح الدول والشعوب، جاء تأكيد سمو ولي العهد إلى أن تكون للشعب الفلسطيني كلمته المسموعة من خلال عملية ديمقراطية، تحقق آماله وازدهاره، وضرورة انتصار الدبلوماسية والقانون الدولي، كأساس لأي عملية منشودة، في أي صراع ونزاع في أي رقعة في العالم.
وفي سياق إعلاء صوت العقل والحكمة، جاءت كلمة سمو ولي العهد، لتسجل نصيحة تاريخية للعالم والأجيال القادمة.. «إذا لم نعمل عبر كل الخطوط السياسية، للتأكد من أن صوت العقل هو المسموع.. فإننا نجازف بتهيئة الظروف الملائمة لانتشار أعمال العنف في جميع أنحاء العالم».
((الشعوب ضحايا الحروب)).. وكلمة سمو ولي العهد وقفت مع الإنسان، وطالبت بوقف الحرب فورا، من أجل المدنيين والأبرياء.. لأنهم الضحايا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك