الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
«غزة».. تصحيح المفاهيم والمواقف
ما يحصل في «غزة» أعاد القضية الفلسطينية إلى قمة أولويات العمل العربي، تماما كما أيقظ الضمير الإنساني «السليم».. في لحظات ظن الجميع أن فلسطين غادرت اهتمام المواطن، وقد تحول الآن الانشغال بالقضية الفلسطينية بموازاة من الانشغال بالقضايا المحلية، وأصبح باب «التعايش» يقظا أمام محاولة التغلغل الصهيوني للدول العربية والإسلامية.
اليوم عادت عبارة «الكيان المحتل»، وكلمة «الأراضي المحتلة»، ومفردات «الجرائم الإسرائيلية»، وبرز مصطلح «الكيان الصهيوني»، وارتفعت الأصوات المطالبة بغلق السفارات، ونشطت الحركة الشعبية في المقاطعة بكافة أشكالها، سواء للبضائع الإسرائيلية أو البضائع التابعة للشركات التي تدعم الكيان الصهيوني.
ما تقوم به سلطات الاحتلال من مجازر ضد الأبرياء في غزة وفلسطين، جعل أطفال وشباب الأمة العربية والإسلامية، يكتشفون أن اليهود أهل غدر وخيانة، وليسوا دعاة سلام ولا استقرار.. وأن محاولات طمس القضية الفلسطينية وتغريب الهوية والغزو الفكري تبوء بالفشل الذريع، وأن المناهج الدراسية، التعليمية والدينية، لا بد أن تؤكد على الحق الفلسطيني، وحقيقة الطمع اليهودي، ولا يسمح إطلاقا لتعديلها وتغييرها أو شطب الآيات والسور، بحجة «التطوير والتسامح».
حتى أسماء المدن والقرى الفلسطينية التي تحولت إلى أسماء عبرية، وتهويد الأراضي العربية، أصبح اليوم هناك وعي عربي بأن مدينة «القدس» وليس «أورشليم»، ومدينة «الخليل» وليس «حيفرون»، ومدينة بئر السبع وليس «بير شفيع».. وغيرها من الأسماء العربية.
لقد كشف محرك البحث «جوجل» والعديد من المواقع، أن قراءة الكتب التاريخية عن فلسطين، أصبح الأكثر مطالعة وقراءة، وأن محاضرات وندوات المفكر الراحل البروفيسور «عبدالوهاب المسيري» مؤلف موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، أحد أكبر الأعمال الموسوعية العربية في القرن العشرين، هي الأكثر مشاهدة في منصة «اليوتيوب».
الموقف الشعبي الدولي أصبح يناصر القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني الشقيق، وفي كل يوم هناك مسيرة ومظاهرة في عقر دار الدول الأجنبية التي وقفت حكوماتها مع «الكيان الصهيوني»، وأصبحت المطالبة برحيل «نتنياهو» مطلبا ملحا لدى الشعب الإسرائيلي، وجزء كبير من صناع القرار الأمريكي.
ما يحصل في «غزة» كشف زيف الحديث عن حقوق الانسان، وفضح الازدواجية الغربية في المعايير الحقوقية، كما ضاعف المطالب الشعبية في إعادة النظر في العلاقات العربية الإسرائيلية الرسمية، والدعوة لطرد سفير الكيان المحتل، وغيرها من المواقف الشعبية.
بقي أن يدرك بعض المثقفين من «المتصهينين العرب»، أن المتغطي بإسرائيل عريان.. فكرا وإنسانية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك