أمريكا وإسرائيل تعارضان وضع حد لمعاناة أهل القطاع برفض وقف لإطلاق النار
غزة – الوكالات: أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس أنه يخوض «معارك ضارية» مع مقاتلي المقاومة الفلسطينية، مع توسيع إسرائيل عملياتها البرية داخل قطاع غزة، حيث ترتفع حصيلة الشهداء وتزداد معاناة المدنيين العالقين بين القصف المكثف والحصار الخانق.
وقال الجيش في بيان إن قواته «تخوض معارك ضارية مع حماس في عمق قطاع غزة» مشيرا إلى أنه قصف «خلايا إطلاق صواريخ مضادة للدبابات ومواقع إطلاق صواريخ مضادة للدبابات ومواقع مراقبة» مشيرا إلى مصادرته العديد من الأسلحة بينها بنادق ومتفجرات.
وتحدث الجيش الإسرائيلي عن مقتل «عشرات المسلحين» في الساعات الماضية.
من جهتها، قالت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إن مقاتليها يخوضون «اشتباكاً مع قوات العدو المتوغلة شمال غرب غزة»، ويستهدفون «آليتين»، ما أدى الى «اشتعال النيران فيهما»، و«يُجهِزون على قوة صهيونية بعد دخولها مبنى» في بيت حانون بشمال القطاع.
وأمس أعلنت وزارة الصحة في القطاع استشهاد وجرح المئات في قصف إسرائيلي على مخيم جباليا للاجئين في شمال غزة. وقالت الوزارة في بيان «50 شهيدا على الأقل ونحو 150 جريحا والعشرات تحت الأنقاض في مجزرة إسرائيلية بشعة استهدفت مجموعة كبيرة من المنازل بمخيم جباليا شمالي القطاع».
وأظهرت مقاطع فيديو لوكالة فرانس برس التقطت من المستشفى الاندونيسي الى حيث نقل الضحايا، ما لا يقل عن 47 جثة ملفوفة بأكفان بيضاء في باحته.
ولم يعلّق الجيش الإسرائيلي على الفور على سؤال لفرانس برس بهذا الشأن.
وكانت الوزارة أعلنت في وقت سابق أمس ارتفاع حصيلة الشهداء في في العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة الى 8525، معظمهم مدنيون وبينهم 3542 طفلا.
ووصف منسّق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن جريفيث ما يمرّ به سكان القطاع منذ بدء الحرب بأنه «أكثر من كارثي».
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض الإثنين وقف إطلاق النار في الحرب مع حماس، مؤكدا أن الجيش يحرز تقدما «منتظما» على الأرض.
ومنذ مساء الجمعة، توسعت العمليات البرية وتكثفت الضربات الإسرائيلية في قطاع غزة.
وتفرض إسرائيل «حصارا مطبقا» على قطاع غزة وتقطع عنه الماء والكهرباء والإمدادات الغذائية والوقود. ويبقى معبر رفح مع مصر، الوحيد غير الخاضع لسيطرة إسرائيل، مقفلا. وقد مرت عبره شحنات محدودة من المساعدات.
ويخضع قطاع غزة البالغ عدد سكانه 2,4 مليون نسمة، أصلا لحصار بري وجوي وبحري من إسرائيل منذ عام 2007.
وقال مارتن جريفيث الثلاثاء في منشور له على منصة «إكس» إنه تحدث هاتفيا هذا الصباح مع عائلات في قطاع غزة، مضيفا «ما يعانونه منذ السابع من أكتوبر أكثر من كارثي». وأضاف «عندما تقول لك فتاة في الثامنة إنها لا تريد أن تموت، من الصعب جدا ألا تشعر بالعجز».
وتركز دعوات وكالات الأمم المتحدة على ضرورة إدخال المساعدات الى القطاع.
وقال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني «لنكن واضحين: العدد القليل لقوافل المساعدة التي سمح لها الدخول عبر رفح لا يقارن بحاجات أكثر من مليوني شخص عالقين في غزة».
وطالب الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي باتخاذ قرار بشأن «وقف إطلاق نار إنساني فوري».
إلا أن نتنياهو اعتبر الاثنين أنّ «الدعوات لوقف إطلاق النار هي دعوات لإسرائيل للاستسلام في مواجهة حماس. وهذا لن يحصل»، داعياً المجتمع الدولي للانضمام الى الدولة العبرية بطلب «تحرير فوري وغير مشروط» للرهائن الذين تحتجزهم الحركة منذ هجومها في السابع من أكتوبر.
وأعلنت حركة حماس استعدادها للإفراج عن الرهائن في مقابل إطلاق كل المعتقلين الستة آلاف الموجودين في السجون الإسرائيلية.
كما أكّد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الامريكي جون كيربي الإثنين أنّ الولايات المتحدة لا تؤيد الدعوات لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، مشدّدا على وجوب الاستعاضة عنها بـ«وقف موقت» للأعمال الحربية لإتاحة إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك