ضيوف الحلقة النقاشية : قطاع المجوهرات واعد .. وندعو البحرينيين لاحتراف هذه المهنة
استعرضت الحلقة النقاشية "مستقبل قطاع المجوهرات في البحرين، الفرص والتحديات" والتي نظمتها مؤسسة التأثير الإيجابي للاستشارات بشراكة استراتيجية مع غرفة البحرين مساء الثلاثاء 17 اكتوبر 2023 سبل تطوير قطاع المجوهرات في البحرين وتذليل الصعوبات التي يواجهها هذا القطاع الإبداعي من أجل زيادة مساهمته في الاقتصاد الوطني بما يتماشى مع رؤية البحرين 2030.
وقد شارك في الحلقة النقاشية كلاً من علي شبر جواد مدير إدارة الفحص والمقاييس بوزارة الصناعة والتجارة وخالد سالم عضو لجنة الأسواق التجارية بغرفة البحرين رئيس قسم القطاعات الإبداعية (تطوير الاعمال) بصندوق العمل تمكين فيصل العريض وأحمد الصايغ الرئيس التنفيذي لمصنع الصايغ للمجوهرات بالإضافة الى سيما حاجي صحفية مختصة في مجال المجوهرات، وحضرها عدد من الجهاز الإداري والتنفيذي من غرفة البحرين، بالإضافة الى ممثلين من الجهات الحكومية والخاصة وأصحاب محلات الذهب والمجوهرات وعدد من المهتمين بالمجال.
وقالت الرئيس التنفيذي لشركة التأثير الايجابي للاستشارات م. أميرة محمود "أن الشهرة والسمعة الطيبة التي اكتسبتها المجوهرات البحرينية منذ مئات السنين قد تجاوزت الحدود الجغرافية، وتم الحفاظ عليها بمجهود من التجار والزبائن مع كافة الجهات المعنية، والتي تسعى دوما لتطوير قطاع المجوهرات وتعزيز مكانة الذهب واللؤلؤ البحريني محلياً وعالمياً، وتأتي هذه الحلقة النقاشية في إطار الدور الذي تقوم به المؤسسة لتسليط الضوء على القطاعات التجارية، حيث رأينا كمؤسسة استشارية تعمل عن قرب من هذا القطاع، أنه مازال هناك الكثير من الفرص للبحرينيين كونه أحد الصناعات الإبداعية التي تسهم في النمو الاقتصادي في مملكة البحرين، وقد كانت الحلقة النقاشية فرصة للتعرف على هذه الفرص بالإضافة الى التحديات اللي قد تواجه المبتدئين في المجال".
ومن جانبه، أكد السيد علي شبر مدير إدارة الفحص والمقاييس بوزارة الصناعة والتجارة أن الوزارة تسعى لجعل مملكة البحرين مركزاً هاماً في إنتاج مشغولات المعادن الثمينة واللؤلؤ الطبيعي والاحجار الكريمة والارتقاء بصناعة المجوهرات في المملكة، وعلى مدى أكثر من أربعة عقود عملت على تعزيز جودة تصنيع المصوغات البحرينية عن طريق وضع وتطوير التشريعات والأنظمة المتعلقة بالرقابة على صناعة وتجارة المعادن الثمينة واللؤلؤ والأحجار الكريمة والتقييس، بالتنسيق مع الجهات المعنية. كما أضاف شبر أن مجموع مصوغات المعادن الثمينة وسبائكها الكلية التي تم فحصها من قبل الإدارة خلال عام بلغت أكثر من مليون وستمائة قطعة بوزن اجمالي يصل الى 11 ألف كيلوغرام، وذلك حسب إحصائيات وزارة الصناعة والتجارة. كما بين مدير إدارة الفحص والمقاييس أن البحرين هي مركز الذهب في المنطقة ولكن حجم النشاط التجاري لا يصل لأرقام كتلك المعلن عنها في الدول المجاورة، وأن نضج التشريعات والجهاز الرقابي في البحرين منذ السبعينات ساعد على المحافظة على سمعة البحرين في القطاع، كما أن البحرين عضو في الكثير من الاتحادات المختصة بالمعادن الثمينة حول العالم.
وأكد عضو لجنة الأسواق التجارية بغرفة البحرين خالد سالم ترحيب الغرفة الدائم بعقد مثل هذا اللقاءات للتشاور والاستماع الى آراء الشارع التجاري، حيث أن دور الغرفة استشاري، وتعمل على تقريب وجهات النظر وإيصال رؤى وشكاوى ومقترحات أعضاء الغرفة من خلال التنسيق مع صناع القرار في الجهات والهيئات الحكومية، وذلك عبر عدة لجان قطاعية لدعم التواصل مع القطاع الخاص بشكل مباشر وفعال بهدف التعرف عن كثب على مشاكله، والإلمام باحتياجات القطاع من خلال عمل البحوث والدراسات وتقديم الاستشارات.
وأشار سالم الى ان تاريخ وسمعة مملكة البحرين في الذهب عالمية ويأتي الذهب في المرتبة 13 في قائمة السلع الوطنية المنشأ المصدرة إلى الخارج. وبينّ ان قطاع الذهب والمجوهرات يندرج تحت لجنة الأسواق التجارية والتي تتضمن أهداف واضحة وقياسية تخدم القطاع. وبحسب بيانات الغرفة فإن عدد السجلات في قطاع الصياغة يتجاوز 700 سجل وفي قطاع التصميم يتجاوز 200 سجل مما يعكس وجود فرص في السوق التجاري لمصممين جدد.
كما أكد على حرص الغرفة على دراسة الفجوات الموجودة في مجال تدريب البحرينيين في هذا القطاع للتشاور بشأنها مع شركاء الغرفة بالإضافة الى مساعدة التجار الحالين على استمرارية عملهم.
وقد أشار رئيس قسم القطاعات الإبداعية (تطوير الاعمال) بصندوق العمل تمكين فيصل العريض، ان تمكين قد تبنت في خطتها الاستراتيجية دعم القطاعات الإبداعية ومنها قطاع الذهب والمجوهرات، لإدراكهم لأهمية التحول الإبداعي لريادة الأعمال على اقتصاد البحرين ووجود العديد من المواهب المحلية الواعدة في هذا المجال.
من جانبه، أوضح أحمد الصايغ الرئيس التنفيذي لمصنع الصايغ للمجوهرات أن وضع سوق الذهب في البحرين حيوي وواعد حيث أن الذهب البحريني يتواجد كأحد أفضل أنواع الذهب المطلوبة في الأسواق الخليجية، لافتا إلى أن دول الخليج هي صاحبة النصيب الأكبر من صادرات الذهب البحريني. وذكر الصايغ: "عند مراجعة هذا القطاع، يجب الاخذ بعين الاعتبار أربعة أمور رئيسية وهي التصنيع، البيع بالتجزئة والجملة، التصميم واللوجستيات. ومن المهم دعم جميع هذه الأمور من الجهات المعنية، ومنافسة البحريني للأيدي الماهرة الأجنبية لن يأتي الا بالإلمام بجميع هذه الجوانب وتعزيز الهوية البحرينية في المجال". كما بين الصايغ ان التجربة التركية في دخول سوق الذهب والمجوهرات ومنافسة أعرق دور المجوهرات الأوروبية يجب الالتفات لها والتعلم منها. وذكر الرئيس التنفيذي لمصنع الصايغ للمجوهرات ان قيام المصنع مؤخراً بتقديم دورة مجانية بعنوان "كيف تبدأ" للمهتمين بدخول المجال وفتح أبواب المصنع لأكثر من 100 شخص لمشاهدة مراحل التصميم وصناعة المجوهرات، تأتي من حرص إدارة المصنع على الارتقاء بصناعة الذهب وتعزيز مبدأ الالتزام بالمسؤولية المجتمعية. كما أكد الصايغ على أهمية المشاركة في معارض المجوهرات المحلية والعالمية والتي تعتبر فرصة مناسبة لزيادة المبيعات وعمل شراكات تجارية، ولكنه دعا الى إعطاء الأفضلية للتجار البحرينيين فقط وإعفائهم من الضريبة في معرض الجواهر العربية لتشجيع الزبائن على الاقبال عليهم.
وأتفق ضيوف الحلقة النقاشية أن قطاع الذهب والمجوهرات قطاع واعد في البحرين ويوجد به الكثير من الفرص لأصحاب المواهب، ولكن على من يريد دخول هذا القطاع البحث عن التميز وكيفية تطوير الصناعة المحلية وإدخال التكنولوجيا في العمل والتفكير بالمنافسة العالمية. كما أوصى الضيوف بأهمية التركيز على توفير الدعم المناسب من قبل صندوق العمل (تمكين) للراغبين في دخول المجال، وتنفيذ برامج في التصميم والصياغة لتدريب البحرينيين وتوفير عمالة ماهرة ومدربة، وتعزيز هوية الذهب البحريني المرتبطة بالموروث البحريني والثقافة الوطنية، بالإضافة الى عمل دراسة لاستشراف مستقبل قطاع الذهب والمجوهرات في العشر سنوات القادمة. كما أوصوا بضرورة وجود جهة مركزية لتقديم المعلومات والتي قد تشمل الأنشطة وأنواع السجلات وأنواع الدعم والجهات المعنية والخدمات المقدمة والتي ستكون خطوة جيدة لمساعدة المقبلين على هذا المجال.
وأكدت الرئيس التنفيذي لشركة التأثير الايجابي للاستشارات أن توصيات الجلسة سيتم رفعها للمسؤولين في القطاع الحكومي والقطاع الخاص، لمعالجة تحديات قطاع المجوهرات وتعزيز اسهامه في اقتصاد البحرين، والعمل على تطويره.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك