بكين - (أ ف ب): أكد الرئيس الصيني شي جينبينغ خلال لقاء مع رئيس الوزراء المصري مصطفى المدبولي أمس الخميس أن بكين تأمل في تحقيق «مزيد من الاستقرار» في الشرق الأوسط، كما ذكرت قناة التلفزيون الصينية الرسمية «سي سي تي في». وتأتي تصريحات شي في أوج نزاع بين اسرائيل وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة المحاذي لمصر. ومصر التي كانت أول بلد عربي يوقع اتفاق سلام مع إسرائيل في 1979، وسيط تقليدي بين حماس والدولة العبرية.
وقال شي لمصطفى مدبولي خلال اجتماع في بكين إن «الصين مستعدة لتعزيز التعاون مع مصر وجلب المزيد من اليقين والاستقرار إلى المنطقة والعالم». ورأى الرئيس الصيني أن «الوضع الدولي والإقليمي يمرّ حاليا بتغيّرات عميقة ومعقّدة ويشهد العالم تغيّرات سريعة لا مثيل لها منذ قرن». وتقيم الصين علاقات جيدة مع إسرائيل. لكنها تدعم منذ عقود القضية الفلسطينية وتعترف بدولة فلسطين وتتبنى تقليديا حل الدولتين.
وقال شي جينبينغ لمدبولي إن «الأولوية المطلقة هي لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في أسرع وقت ممكن لتجنب اتساع رقعة النزاع إن لم يكن خروجه عن السيطرة، وألا يؤدي إلى أزمة إنسانية خطيرة». وأضاف أن «الحل الأساسي لتسوية النزاع المستمر بين الفلسطينيين وإسرائيل هو تطبيق حل الدولتين، إقامة دولة فلسطينية مستقلة والتوصل إلى تعايش سلمي بين فلسطين وإسرائيل».
قال الرئيس الصيني إن بكين ترغب أيضا بالعمل مع القاهرة «لحماية الإنصاف الدولي بشكل مشترك والعدالة والمصالح المشتركة للبلدان النامية». منذ بدأت الأعمال العدائية بين إسرائيل وحماس هذا الشهر، أبقت مصر حدودها مع غزة مغلقة فيما يتدهور الوضع الإنساني في القطاع. لكن الرئيسين الأمريكي جو بايدن والمصري عبدالفتاح السيسي أعلنا الأربعاء أن المساعدات الإنسانية التي ينتظرها الفلسطينيون في غزة ستبدأ المرور عبر معبر رفح من مصر المجاورة إلى القطاع الخاضع لحصار منذ هجوم حماس على إسرائيل.
وأكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية أن السيسي وبايدن اللذين تحادثا هاتفيا مساء الأربعاء، اتفقا على «إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح بشكل مستدام». وكان بايدن أكد قبل ذلك أن إسرائيل وافقت على ذلك. وقال شي إن الصين «تقدر الدور المهم الذي تلعبه مصر في تهدئة الوضع وتدعم جهود مصر لفتح ممرات إنسانية».
من جهتها، قالت الناطقة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ إن «الصين تشعر بخيبة أمل عميقة حيال عرقلة الولايات المتحدة تبني مجلس الأمن مسودة قرار بشأن القضية الفلسطينية»، داعية المجلس إلى «القيام بدوره في التوصل إلى وقف لإطلاق النار ووقف الحرب». وكانت واشنطن استخدمت حق النقض (الفيتو) لمنع تمرير مشروع قانون في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى «هدنة إنسانية» في الحرب بين إسرائيل وحماس.
وقالت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد خلال الجلسة التي سادها التوتر إن واشنطن تشعر «بخيبة أمل لعدم ذكر هذا القرار حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها» عملا بما ينص عليه القانون الدولي. وتعززت العلاقات الثنائية بين الصين ومصر في الأشهر الأخيرة. ويفترض أن تصبح مصر عضوا رسميا في مجموعة الاقتصادات الناشئة «بريكس» اعتبارا من العام المقبل.
وقال شي جينبينغ لرئيس الوزراء المصري إن «الصين تهنئ مصر بانضمامها إلى آلية التعاون لبريكس وواثقة من أنها ستعطي زخما جديدا للتعاون داخل بريكس». نقل التلفزيون عن شي قوله إن «الصين ومصر بلدان صديقان يتشاركان الأهداف ذاتها ويثقان ببعضهما البعض وهما شريكان جيّدان يعملان معا من أجل التنمية والازدهار المشترك».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك