غزة – الوكالات: ينتظر الفلسطينيون في قطاع غزة دخول شاحنات المساعدات المعلنة بموجب اتفاق بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره المصري عبدالفتاح السيسي وإسرائيل، في وقت يتواصل القصف الإسرائيلي العنيف على القطاع المحاصر وإطلاق صواريخ حركة حماس باتجاه إسرائيل.
وأعلن الرئيس الأمريكي الأربعاء بعد اتصاله هاتفياً بنظيره المصري من على متن الطائرة الرئاسية أثناء عودته من إسرائيل، إنّ السيسي «وافق... على السماح بمرور ما يصل إلى 20 شاحنة كبداية» عبر معبر رفح، المنفذ الوحيد غير الخاضع لسيطرة إسرائيل للقطاع الى الخارج.
في محيط معبر رفح من الجانب المصري، كان مصريون يعملون على تصليح الطرق التي تسبب بها قصف إسرائيلي، وفق ما أفاد شهود وكالة فرانس برس. بينما تنتظر عشرات شاحنات المساعدات منذ أيام في انتظار السماح لها بالدخول.
وأفادت قناة القاهرة الإخبارية المقرّبة من السلطات المصرية، أنّ معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة سيُفتح الجمعة، مشيرة إلى أنّ إسرائيل وافقت بداية على السماح بمرور 20 شاحنة تحمل مواد إغاثة.
وينتظر عشرات الأشخاص منذ الصباح على بعد مئة متر من معبر رفح، آملين في أن يتمكنوا من المغادرة.
وقال محمد (40 عاما) الذي يعمل في مؤسسة إيطالية «منذ ثلاثة أيام، أنا وعائلتي في منزل يبعد عن المعبر عشر دقائق... نحن جاهزون مع حقائبنا».
وقال ماجد (43 عاما) الذي كان على المعبر قبل ثلاثة أيام إلى جانب عدد كبير من الأشخاص بينهم أجانب وحملة جنسيات مزدوجة، إنه اضطر الى مغادرته بعد قصف إسرائيلي. ويضيف «أتوقع فتح المعبر اليوم. جئت لوحدي صباحا وفي حال فتح المعبر سأحضر زوجتي وأولادي، هم جاهزون»، مشيرا إلى أنهم يقيمون حاليا في منزل صديق له.
وأكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية أن السيسي وبايدن اتفقا على «إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح بشكل مستدام».
وقال بايدن: «نريد إدخال أكبر عدد ممكن من الشاحنات. أعتقد أنّ هناك حوالي 150 شاحنة».
وحذّر الرئيس الأمريكي من أنّه إذا «استولت (حركة حماس) عليها (المساعدات) أو منعت عبورها فسينتهي الأمر».
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم تيبرييسوس «نرحّب بإعلان إسرائيل أمس أنها لن تمنع دخول المياه والغذاء والأدوية إلى غزة من مصر».
وأضاف أمام الصحفيين أنّ «الوقود ضروري أيضاً لمولّدات المستشفيات وسيارات الإسعاف ومحطّات تحلية المياه، ونحن نحثّ إسرائيل على إضافة الوقود إلى الإمدادات المنقذة للحياة المسموح بدخولها إلى غزة».
وقال تيدروس إنّ الشاحنات الموجودة في مصر والتي تحمل الإمدادات الطبية لمنظمة الصحة العالمية «محمّلة وجاهزة للانطلاق».
وأضاف «نحثّ أولئك الذين يستطيعون القيام بذلك (السماح بمرور المساعدات الإنسانية) على جعل ذلك يحدث، من فضلكم، لتجنّب المأساة التي تنتظرنا».
من جهته، أشار مدير الطوارئ في منظمة الصحة العالمية مايكل راين، إلى أنّ الوقود نفد من مستشفيات غزة «منذ أيام». وقال «لقد نفد الوقود. ولم تتبقَّ سوى كمّيات ضئيلة تعيد وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية تخصيصها (للحاجات الضرورية)، في محاولة يائسة لتوفير وقود إضافي لبضعة أيام، حيث يمكن القيام بذلك». وأضاف «لقد تجاوزنا حافة الهاوية منذ فترة طويلة».
أوضح راين أنّ الجهود الرامية إلى إيصال المساعدات عبر الحدود المصرية يجب أن تذهب إلى ما هو أبعد من القافلة الأولى.
وقال «نحن بحاجة للتأكّد من أنّ الممر هو ممر. يجب أن تتحرك المساعدات الإنسانية كلّ يوم. إنّ عشرين شاحنة هي قطرة في محيط من الحاجة الآن في غزة».
وأكّد أنها «لا ينبغي أن تكون 20 شاحنة، بل يجب أن تكون 2000 شاحنة»، مضيفاً «نأمل أن يتحوّل هذا التنقيط إلى نهر من المساعدات سيتدفق في الأيام المقبلة».
في غضون ذلك استمر القصف الإسرائيلي على غزة، وأفاد مراسل «العربية» و«الحدث»، أمس، بتجدد القصف الصاروخي من قبل حماس على عسقلان وأسدود ومستوطنات غلاف غزة، مشيرا إلى سقوط صاروخين داخل سديروت. وأعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قصف قاعدة رعيم العسكرية وموقع صوفا في غلاف غزة بالصواريخ والهاون.
وفي وقت سابق، أفاد التلفزيون الفلسطيني بسقوط عدد من الشهداء والمصابين في قصف إسرائيلي قرب مدرسة تؤوي نازحين في خان يونس بقطاع غزة، فيما يستمر القصف الإسرائيلي العنيف على غزة، حيث ارتفع عدد الضحايا من الفلسطينيين إلى نحو 3800، منذ بدء القصف في 7 أكتوبر.
وأكد إعلام فلسطيني استشهاد 5 على الأقل وإصابة العشرات في القصف الإسرائيلي على خان يونس. وذكر التلفزيون الفلسطيني أن عددا كبيرا من الأطفال قتلوا أو أصيبوا في هذا القصف، الذي وصفه بأنه «مجزرة جديدة».
كما أفاد مراسل «العربية» و«الحدث» بأن قصفا إسرائيليا استهدف حي الأمل المكتظ بالسكان في خان يونس بعدة صواريخ.
وأبلغ شهود عيان بأن قصفا استهدف منزلا سكنيا في محيط مدرسة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى «الأونروا» يقطن بها نازحون في حي الأمل بغرب خان يونس.
ورصد شهود في مستشفى ناصر الطبي وصول جثث 5 قتلى على الأقل وعدة إصابات جراء الاستهداف. وتزامنا، أفاد التلفزيون الفلسطيني بسقوط قتلى وعشرات الإصابات في قصف إسرائيلي على أحد المنازل في حي الأمل، لكنه لم يحدد عدد الضحايا بالضبط.
في الوقت ذاته اجتمع رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أمس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ خلال زيارته اعلن خلالها تضامنه مع إسرائيل وادانته لحركة حماس.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك