الجامعة العربية: أي عقل من جهنم ذلك الذي يقصف مستشفى بنزلائه عن عمد؟
دبي – الوكالات: خرجت تظاهرات في عدد من الدول العربية والإسلامية أمس منددة بالمجزرة الإسرائيلية في قصف المستشفى المعمداني في غزة، الذي أسفر عن استشهاد المئات.
وانطلقت التجمّعات للتعبير عن الغضب الشعبي العارم في كل من لبنان والأردن وليبيا واليمن وتونس وتركيا والمغرب وإيران وفي الضفة الغربية المحتلّة، مع تزايد الدعوات لإحياء «يوم الغضب» في أنحاء المنطقة.
واستشهد أكثر من 470 شخصًا وجُرح أكثر من 300 في ساحة مستشفى الأهلي العربي في مدينة غزة مساء الثلاثاء، بحسب وزارة الصحة التابعة لحركة حماس. وتتحدث القيادة السياسية لحماس من جهتها عن أكثر من 500 شهيد.
وأدانت الإمارات العربية المتحدة الهجوم الإسرائيلي الذي جاء فيما تواصل إسرائيل قصفها لقطاع غزة التي تفرض عليه حصارًا مطبقًا إثر هجمات أطلقتها حركة حماس في السابع من أكتوبر.
وأدانت وزارة الخارجية الإماراتية بشدّة الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف المستشفى و«أسفر عن مقتل وإصابة مئات الأشخاص»، معبّرة «عن أسفها العميق للخسائر في الأرواح».
كما ألقى المغرب باللوم على إسرائيل في الهجوم، وكذلك فعلت مصر.
وأدان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بأشد العبارات «القصف الإسرائيلي لمستشفى الأهلي» المعمداني، معتبرًا هذا «القصف المتعمد.. انتهاكاً صريحاً للقانون الدولي».
من جانبها، وصفت السعودية، التي علّقت المحادثات بشأن تطبيع محتمل مع إسرائيل بعد اندلاع الحرب، الهجوم بأنه «جريمة شنيعة ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلية».
وفي مؤتمر صحفي في بيروت دعا القيادي في حركة حماس أسامة حمدان أمس إلى شنّ هجمات على قوات الاحتلال في الضفة الغربية والأراضي الفلسطينية كلها، ردًا على استهداف المستشفى.
وقال حمدان: «نهيب بشعبنا في الضفة الأبية وأهلنا في فلسطين المحتلة... الانتفاض في وجه العدو الصهيوني والاشتباك معه في كل المدن والقرى والمخيمات».
كما دعا إلى تظاهرات أوسع في المنطقة «نصرة لعدالة القضية الفلسطينية»، مطالبًا بـ«طرد سفراء الكيان الصهيوني في كل العواصم العربية والإسلامية».
وقال الأردن إن «إسرائيل تتحمل مسؤولية هذا الحادث الخطير».
أما قطر فقد ندّدت «بأشدّ العبارات قصف الاحتلال الإسرائيلي» للمستشفى، معتبرةً أنه «مجزرة وحشيّة، وجريمة شنيعة بحق المدنيين العزّل».
ووصفت منظمة التعاون الإسلامي التي تضمّ 57 دولةً وألقت باللوم أيضًا على إسرائيل الهجوم بأنه «جريمة حرب وجريمة ضد الانسانية وإرهاب دولة منظم يستحق المساءلة والعقاب».
وقال جاسم محمد البديوي الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي في بيان إنّ «القصف الوحشي الإسرائيلي» يعد «دليلًا صارخًا لانتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي الخطرة».
من جانبه، أدان الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط القصف. وكتب على منصة اكس: «أي عقل من جهنم ذلك الذي يقصف مستشفى بنزلائه عن عمد؟ آلياتنا العربية توثق جرائم الحرب ولن يفلت المجرمون بأفعالهم. لا بد للغرب أن يوقف هذه المأساة فورا».
وجاء قصف المستشفى خلال موجة من الغارات الجوية الإسرائيلية القاتلة على غزة في أعقاب عملية «طوفان الأقصى». وارتفعت حصيلة الشهداء في القطاع إلى 3478 قتيلا.
وتجمّع المئات من المتظاهرين في محيط السفارتين الأمريكية والفرنسية ليلا احتجاجاً على مواقف بلديهما «الداعمة» لإسرائيل.
وأعلنت دول عربية الحداد على أرواح شهداء المجزرة الإسرائيلية.
وفي تونس، تظاهر الآلاف أمس أمام السفارة الفرنسية في العاصمة للتعبير عن غضبهم مطالبين بطرد السفيرين الفرنسي والأمريكي. وتجمع نحو ثلاثين شخصا أيضا بالقرب من السفارة الأمريكية في شمال العاصمة التونسية بعد الظهر. ومنعت الشرطة المتظاهرين من دخول المبنى.
وخرجت تظاهرات في مدن تونسية أخرى، في بنزرت (شمال) وسوسة (شرق) وصفاقس (وسط) والقيروان (وسط) وقابس (جنوب).
بدوره، طالب العراق الذي حمّل أيضًا السلطات الإسرائيلية مسؤولية قصف المستشفى بـ«إصدار قرار عاجل وفوري من مجلس الأمن الدولي لوقف هذا العدوان القبيح السافر»، في حين تظاهر المئات في العاصمة بغداد حاملين الأعلام الفلسطينية.
من جانبها، أدانت الجزائر «الهجوم المتعمد» على المستشفى «قبل قوات الاحتلال»، مطالبة المجتمع الدولي بالتدخل «لوقف مثل هذه الأعمال الهمجية».
وفي طرابلس، وصفت حكومة الوحدة الوطنية الليبية التي تعترف بها الأمم المتحدة قصف المستشفى بأنه «جريمة وحشية»، في حين تظاهر المئات في طرابلس ومدن ليبية أخرى تضامنًا مع الفلسطينيين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك