جنيف - الوكالات: أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عصر أمس أن المستشفيات في القطاع «دخلت مرحلة الانهيار الفعلي بسبب انقطاع الكهرباء وشح الوقود».
ووجهت الوزارة «نداء استغاثة عاجلا لكل أصحاب محطات الوقود وكل من يتوفر لديه أي لتر من السولار بالتواصل الفوري معها من أجل إنقاذ حياة الجرحى والمرضى».
فيما صرح مسؤول الهندسة والصيانة في الوزارة مازن العرايفي بأنه تم وقف العديد من الخدمات نتيجة انقطاع التيار الكهربائي عن المستشفيات وأن رصيد الوقود لتشغيل المولدات يقارب على الانتهاء ما ينذر بـ«كارثة».
وتشهد غزة انقطاعاً كاملاً للكهرباء لليوم السادس على التوالي. أصبحت المستشفيات على شفا الانهيار، حيث تم استنفاد احتياطيات الوقود المستخدمة لتشغيل المولدات الاحتياطية بالكامل تقريبًا، مما يعرض حياة الآلاف من المرضى للخطر.
ويعمل 20 مستشفى حكوميًا ومنظمات غير حكومية من أصل 23 مستشفى بشكل جزئي ويستمر في علاج ما متوسطه ألف جريح يوميًا، وهو ما يتجاوز طاقتهم بكثير.
ومن غير المتوقع أن يستمر احتياطي الوقود في المستشفيات لأكثر من بضع ساعات. ولذلك، قامت بعض المستشفيات بتخفيض الخدمات الأساسية، مثل غسل الكلى، لتظل عاملة.
ونظرًا لانهيار جميع خدمات المياه والصرف الصحي في غزة تقريبًا، ذكرت مجموعة المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية التي تقودها منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونسيف» أن السكان «معرضون لخطر الموت الوشيك أو تفشي الأمراض المعدية إذا لم يتم السماح للمياه والوقود على الفور بدخول القطاع».
ومن شأن إغلاق المولدات الاحتياطية أن يعرض حياة الآلاف من المرضى لخطر مباشر. وذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن «المستشفيات في غزة تواجه خطر التحول إلى المشارح بدون كهرباء».
في الوقت ذاته حذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أمس من أن الوضع في قطاع غزة يتدهور بشكل متسارع في وقت لم يبق في المتاجر سوى ما يكفي لأربعة أو خمسة أيام من مخزون الغذاء.
وقالت المنظمة إن المخزونات بدأت تنخفض في المستودعات داخل القطاع الفلسطيني المحاصر، لكن على مستوى المتاجر، الوضع أكثر خطورة.
وقالت الناطقة باسم برنامج الأغذية العالمي في الشرق الأوسط عبير عطيفة لصحفيين في الأمم المتحدة في جنيف عبر رابط فيديو من القاهرة: «الوضع في غزة يزداد سوءا كل دقيقة: الوضع الإنساني ولكن أيضا وضع الأمن الغذائي».
وأضافت أن «المخزونات الحالية من المواد الغذائية الأساسية تكفي لمدة أسبوعين فقط وهذا على مستوى تجار الجملة»، فيما تواجه المستودعات الموجودة في مدينة غزة شمال القطاع والمتاجر صعوبات في إعادة التزود بالسلع.
وأوضحت: «داخل المتاجر، تكفي المخزونات الغذائية لأقل من بضعة أيام، ربما أربعة أو خمسة أيام».
وقالت عطيفة إنه من أصل خمس مطاحن في قطاع غزة، هناك مطحنة واحدة فقط تعمل بسبب المخاوف الأمنية وعدم توافر الوقود «وبالتالي فإن إمدادات الخبز تتضاءل ويصطف الناس لساعات للحصول عليه».
وأشارت إلى أن خمسة مخابز فقط من أصل 23 تعاقد معها برنامج الأغذية العالمي في غزة مازالت قيد التشغيل.
وقالت: «إمداداتنا الغذائية داخل غزة بدأت تنفد».
وكانت قوافل مساعدات إنسانية متمركزة في العريش، عاصمة محافظة شمال سيناء، توجّهت أمس إلى معبر رفح باتّجاه غزة، وفق ما أعلن عاملون في مجال الإغاثة.
وصلت شحنات المساعدات الإنسانية جوّا من عدة بلدان ومنظمات دولية. وأرسلت مصر عشرات الشاحنات فيما تزداد الدعوات من حول العالم لتقديم التبرعات.
وبينما تدعو واشنطن مصر إلى السماح للأمريكيين بمغادرة غزة، ردّت مصر بأن أي شخص لن يغادر ما لم تدخل المساعدات.
وأعلنت عطيفة أن المنظمة حشدت أكثر من 300 طن متري من الأغذية المخصصة لقطاع غزة والتي كانت في طريقها إلى معبر رفح، وهو ما يكفي لإطعام حوالي 250 ألف شخص لمدة أسبوع.
وتابعت: «الكل مازال متفائلا بأننا سنتمكن من الدخول (إلى القطاع)، ولهذا السبب هناك المزيد من الإمدادات في الطريق».
وختمت بالقول: «ندعو إلى السماح بوصول دون عوائق وبشكل آمن للإمدادات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها إلى غزة».
وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، في بيان، أنه في أعقاب الأمر الإسرائيلي بإخلاء الجزء الشمالي من قطاع غزة في 13 من الشهر الجاري، قد يصل عدد النازحين داخليا منذ بدء جولة القتال إلى مليون شخص.
وأوضح البيان أن هؤلاء حوالي 333 ألف نازح يقيمون في مدارس لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في وسط وجنوب قطاع غزة، في ظل ظروف مزرية على نحو متزايد.
وتشهد مرافق الأونروا التعليمية في المناطق الوسطى والجنوبية اكتظاظا شديدا، مما يجبر العديد من النازحين على النوم في العراء، ويشمل ذلك الأطفال وكبار السن والمحتاجين إلى رعاية طبية وذوي الإعاقة والنساء الحوامل.
وأورد البيان أن الموارد الأساسية مثل المياه والغذاء والدواء تعاني من نقص شديد، مما يؤدي إلى تزايد الإحباط والتوترات بين النازحين.
وارتفع إجمالي الشهداء الفلسطينيين إلى ثلاثة آلاف أمس مع مواصلة إسرائيل عدوانها منذ السابع من الشهر الجاري.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان: «نحو 3 آلاف شهيد وأكثر من 12500 جريح في قطاع غزة، و61 شهيدا وأكثر من 1250 جريحا في الضفة الغربية بفعل العدوان الإسرائيلي المستمر».
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن إسرائيل كثفت خلال 24 آخر ساعة من غاراتها ما أدى إلى استشهاد 80 شخصا وجرح العشرات.
بالإضافة إلى ذلك، تشير التقديرات إلى أن مئات الأفراد مازالوا محاصرين تحت الأنقاض، مما يثير مخاوف إنسانية وبيئية، بما في ذلك ما يتعلق بتحلل الجثث تحت المباني المنهارة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك