برلين - (أ ف ب): حذر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أمس الثلاثاء من وضع خطير جدا في منطقة الشرق الأوسط إذا توسعت الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى دول أخرى. وقال الملك بعد لقائه المستشار الألماني أولاف شولتس وخلال مؤتمر صحفي مشترك في برلين: «المنطقة برمتها على شفا السقوط في الهاوية التي تدفعنا إليها هذه الدوامة الجديدة من الموت والدمار».
وأضاف: «خطر توسع الحرب على غزة حقيقي، وستكون عواقب ذلك وخيمة علينا جميعا»، مؤكدا «ضرورة بذل الجهود للتأكد من أن الأمور لن تتفاقم إلى هذا الحد». وحذّر شولتس الذي سيسافر إلى إسرائيل في وقت لاحق، من التصعيد. وأضاف: «لدينا هدف مشترك وهو منع اشتعال المنطقة».
وسيكون شولتس أول رئيس حكومة يزور إسرائيل منذ أن شنت حماس الأسبوع الماضي هجوما غير مسبوق في تاريخ الدولة العبرية الممتد لـ75 عاما. وقال شولتس: «مرة أخرى أحذر صراحة حزب الله وإيران من التدخل في هذا الصراع». وأعلنت إسرائيل الأحد الماضي أنها في حرب، غداة اختراق مقاتلي حركة حماس أجزاء من السياج الحدودي الشائك وتنفيذهم هجمات على مقرات عسكرية وبلدات مجاورة خلفت أكثر من 1400 قتيل، غالبيتهم مدنيون، وفق مسؤولين إسرائيليين.
وردّت إسرائيل بتشديد الحصار على القطاع وبقصف متواصل منذ السابع من أكتوبر أدى إلى تسوية أحياء بالأرض ومقتل ما لا يقل عن 2750 شخصا، غالبيتهم من المدنيين، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة في القطاع. وحشدت إسرائيل آلافا من الجنود النظاميين والاحتياطيين على الحدود تحضيرا لغزو محتمل.
وفي ظل القصف الإسرائيلي ودعوات الجيش لإخلاء شمال غزة، نزح أكثر من مليون شخص خلال أسبوع في القطاع المحاصر الذي تبلغ مساحته 362 كيلومترا مربعا ويقطنه 2,4 مليون شخص، بحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا). وتجمّع مئات من الفلسطينيين الذين يحملون جوازات سفر أجنبية الإثنين جنوب قطاع غزة، آملين بفتح معبر رفح الحدودي مع مصر، المنفذ الوحيد الى الخارج غير الخاضع لسيطرة إسرائيل في قطاع غزة.
وأكد العاهل الأردني أمس الثلاثاء أنه «لا يمكن استقبال اللاجئين في الأردن، ولا في مصر جراء الحرب على غزة، وهذا خط أحمر (...) يمكنني أن أتحدث بقوة ليس فقط باسم الأردن ولكن أيضا عن الأشقاء في مصر». وقال الملك: «هذا الوضع له أبعاد إنسانية يجب التعامل معها داخل غزة والضفة الغربية، ولا يمكن محاولة الدفع بهذا الوضع المرتبط بمستقبل الفلسطينيين على دول أخرى».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك