قطاع الخدمات المالية أصبح اليوم المساهم الأكبر في اقتصاد المملكة
رفع تنـافـسـيـة المـرأة فــي مـجـالات عـلـوم المستقبل والتكـنـولوجـيـا المالـيـة
تصوير- محمد سرحان
أكدت المدير التنفيذي لتطوير الأعمال في قطاع الخدمات المالية بمجلس التنمية الاقتصادية، دلال بوحجي أن منتدى «مستقبل التكنولوجيا المالية 2023» يهدف إلى إبراز مميزات البحرين التي تجعل منها وجهة رائدة في المنطقة في قطاع التكنولوجيا المالية، وتمتعها ببيئة تشجع الإبداع والأفكار الخلاقة وتحتضن الفرص الاستثمارية.
وأضافت مع ختام أعمال منتدى «مستقبل التكنولوجيا المالية» - الذي أقيم على مدار يومين برعاية مصرف البحرين المركزي وبشراكة استراتيجية من مجلس التنمية الاقتصادية وبتنظيم من خليج البحرين للتكنولوجيا المالية – أن قطاع الخدمات المالية أصبح اليوم المساهم الأكبر في اقتصاد المملكة، وهو أحد القطاعات المهمة التي تسعى خطة التعافي الاقتصادي لتنميتها من أجل تنويع الاقتصاد.
ولفتت بوحجي، إلى أن البحرين بادرت مبكرا لتنظيم بيئة مساندة لتطوير التكنولوجيا المالية، ولهذا رأينا كيف أن البحرين وضعت عددا من التشريعات من شأنها دعم شركات التكنولوجيا للنمو والتوسع.
وأشارت إلى أن البحرين تفخر بالمواهب التي تمتلك خبرات واهتماما كبيرا بالتكنولوجيا، والتي كانت السبب وراء اختيار مشاريع كبيرة للعمل من مملكة البحرين ومنها مركز سيتي للتكنولوجيا، وهذا المركز بدأ في توظيف 1000 مبرمج بحريني على مدى العشر سنوات القادمة، مستفيدا من توافر مواهب بحرينية تمتلك الخبرة والتدريب المناسبين.
ويأتي المنتدى استجابة لعديد من المتغيرات بدءا من الاتجاهات العالمية المتمثلة في بروز دور الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية في تشكيل جميع قطاعات الاقتصاد بشكل كبير، إذ تعتبر التكنولوجيا المالية قطاعاً حيوياً ومتنامياً ضمن قطاع الخدمات المالية في البحرين.
وقد حقق مصرف البحرين المركزي نجاحا بارزا على صعيد تعزيز القدرة التنافسية لقطاع الخدمات المالية في المملكة والانتقال إلى الاقتصاد الرقمي من خلال التحديث المستمر لأطره التنظيمية، مع الاعتماد على مبادرات رائدة مثل البيئة الرقابية التجريبية.
وساهم نجاح مجلس التنمية الاقتصادية في البحرين في جذب استثمارات مباشرة نوعية ومستدامة إلى المملكة، كما ساهمت مبادرة خليج البحرين للتكنولوجيا المالية كأول مركز للتكنولوجيا المالية في المملكة في تشجيع نمو وتطور الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا المالية، إذ اكتسبت البحرين سمعة طيبة في وقت قياسي كمركز إقليمي رائد للتكنولوجيا المالية.
وناقش المتحدثون في اليوم الثاني من المنتدى «تحولات التكنولوجيا المالية للمرأة: الرحلات المهنية وريادة الأعمال»، وقد تم تسليط الضوء في هذه الجلسة على القصص الملهمة للنساء اللاتي يتنقلن في عالم التكنولوجيا المالية، ويستكشفن مساراتهن المهنية ورحلاتهن في مجال ريادة الأعمال، وتبادلوا الخبرات والعقبات والنجاحات، وقدموا رؤى حول تعزيز التنوع بين الجنسين وتمكين المرأة في قطاع التكنولوجيا المالية.
وفي هذا الصدد، قالت المهندسة مريم أحمد جمعان عضو المجلس الأعلى للمرأة، رئيس مجلس إدارة هيئة تنظيم الاتصالات، إن التكنولوجيا المالية من أهم القطاعات الواعدة لخلق الفرص للجنسين، وإيماناً من المجلس الأعلى للمرأة في قطاع التكنولوجيا المالية، تم تشكيل لجنة المرأة في التكنولوجيا المالية برئاسة سمو الشيخة حصة بنت خليفة آل خليفة.
وأضافت جمعان، إن لجنة المرأة في التكنولوجيا المالية تختص باقتراح السياسات العامة المتعلقة بتشجيع ورفع تنافسية المرأة في مجالات علوم المستقبل وبشكل خاص التكنولوجيا المالية وبما يساهم في تحقيق التوازن بين الجنسين في هذا المجال، واقتراح البرامج والمبادرات النوعية والأنظمة المناسبة لتطوير الخدمات لتواكب احتياجات التقدم التقني والتحول الرقمي في مجال التكنولوجيا المالية، واقتراح مجالات التطوير وآليات تنظيم خدمات الاحتضان والمسرعات والمحفزات لتشمل المشاريع الإبداعية الواعدة في مجال التكنولوجيا المالية، إلى جانب اقتراح تطوير ضوابط ومعايير التمويل لصناديق الاستثمار والمحافظ المالية لدعم الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا المالية، واستثمار شبكات التوجيه والإرشاد في مجال ريادة الأعمال، للتوجه نحو قطاعات التقنية الرقمية والتكنولوجيا المالية.
وفي الجلسة الثانية، تحدث المشاركون حول «الخدمات المصرفية المفتوحة والتمويل المدمج: تمكين الشمول المالي»، ففي عصر التطور المالي، أكد المشاركون الإمكانات التحويلية للخدمات المصرفية المفتوحة والتمويل المدمج في تعزيز الشمول المالي، وناقشوا كيف تعمل هذه الأساليب على إعادة تشكيل المشهد المالي، وتعزيز إمكانية الوصول، وتوسيع نطاق الخدمات المالية لتشمل السكان الذين كانوا يعانون من نقص الخدمات في السابق.
وأكد نزار معروف، المدير العام المساعد للتسويق والابتكار في شركة بنفت، أهمية مشاركة الشركة في هذا المنتدى تماشيا مع خطط «بنفت» الاستراتيجية في بناء منظومة أكثر ابتكارًا للخدمات المالية والتكنولوجيا المالية تسهم في تعزيز القوة التنافسية للبحرين على المستوى الدولي.
وأضاف معروف، أن شركة «بنفت»، أعلنت مؤخراً توقيع اتفاقية للاستحواذ على خليج البحرين للتكنولوجيا المالية والتي تهدف إلى تعزيز الاستثمارات المستدامة ضمن منظومة التكنولوجيا المالية في البحرين، مشيراً إلى أن هذه الاتفاقية تمثل فصلا جديدًا في رحلتنا نحو تحقيق النجاح، ونتطلع بقوة إلى إبراز مكانة البحرين كمركز للأبحاث والتطوير للمعلومات المالية في المنطقة.
وتحتضن خليج البحرين للتكنولوجيا المالية أكثر من 116 شركة ناشئة منذ تأسيسها، فيما تشتمل محفظة «بنفت» على عديد من الخدمات المبتكرة مثل بنفت بي، والشيكات الإلكترونية، ومنصة اعرف عميلك إلكترونيا بما يضمن تجربة سلسلة لمستخدميها. كما تدير شركة «بنفت» أيضًا مركز البحرين للمعلومات الائتمانية الذي يدير قاعدة للبيانات الائتمانية بين جميع البنوك والمؤسسات المالية ومزودي خدمات الائتمان في البحرين.
من جانبها، قالت لطيفة محمد، المدير العام لبرنامج موهوبي الأمل إن مشاركة البرنامج في منتدى مستقبل التكنولوجيا جاء بهدف نقل وجهة نظر الموهوبين في البحرين، مؤكدة أن منتدى مستقبل التكنولوجيا المالية يعزز من مكانة المملكة كوجهة حاضنة لمجالات التكنولوجيا المالية.
وأضافت محمد، يسهم برنامج موهوبي الأمل في تطوير وتعزيز قدرات الشباب ومهاراتهم في المجال المصرفي والمالي، وتمكينهم من تحقيق طموحاتهم المهنية في سوق العمل، كما أشارت إلى أن البرنامج سيستمر في تقديم الفرص والدعم للمشاركين، من خلال توفير التدريب والتثقيف والفرص الوظيفية المستقبلية.
بدورها، قالت أريج الشكر مدير صندوق الصناديق «الواحة»، إن أهمية التكنولوجيا المالية لقطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة مهمة جداً وذلك بتوفير خدمات تمويل هذه المؤسسات وتخدم البنوك في الوقت ذاته لتسهيل التمويل وتقدم خدمات ذات جودة أكبر.
وأضافت الشكر، يعد «الواحة» صندوقا سياديا بحرينيا يهدف إلى تحفيز نمو صناعة رأس المال الاستثماري المحلي ودعم تطوير الشركات الناشئة المبتكرة في مجال التكنولوجيا، ويتم إدارة استثمارات صندوق الواحة من قبل بنك البحرين للتنمية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك