هل تصبح العملات المشفرة ركيزة للتمويل والاقتصادات العالمية؟
بروز دور الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية فـي تشكيل جميع قطاعات الاقتصاد
تحديث الخدمات المقدمة عبر تطبيقات البنوك تماشيا مع رحلة التحول الرقمي
كتب علي عبدالخالق:
تصوير- محمد سرحان
انطلقت فعاليات اليوم الأول من منتدى مستقبل التكنولوجيا المالية تحت عنوان «أجندة التحول» وذلك بتنظيم من «الايكونوميست» وبدعم من مجلس التنمية الاقتصادية في البحرين والذي يهدف إلى تعزيز مكانة المملكة كوجهة حاضنة لمختلف مجالات التكنولوجيا المالية.
وتستمر أعمال المنتدى على مدى يومين 11 و12 أكتوبر الجاري في مركز البحرين الدولي للمعارض والمؤتمرات في الصخير. ويشارك فيه أبرز القيادات العالمية في مجال التكنولوجيا المالية وريادة الأعمال، إلى جانب ممثلي المؤسسات المالية، ومستثمرين، وخبراء ومختصين. كما يتضمن المنتدى استعراضاً لتجارب رقمية وجلسات نقاشية لتبادل المعارف والخبرات.
وعلى هامش المنتدى، أكد رئيس تقنية المعلومات لمجموعة بنك البحرين الوطني رازي عبداللطيف أمين أن بنك البحرين الوطني من أوائل البنوك التي تبنت عملية التحول الرقمي، والذي يحرص البنك من خلاله على تقديم كل الخدمات عبر تبني أحدث التقنيات الحديثة والتكنولوجيا الرقمية المستخدمة في مجال البنوك.
وأضاف، أن التكنولوجيا المالية هي فرصة للبنك لدعم النمو الرقمي وإيجاد الفرص المناسبة لخدمة العملاء بشكل وجودة أفضل.
ولفت أن في آخر 6 سنوات بدأ بنك البحرين الوطني رحلة التحول الرقمي، وحتى اليوم يتم تحديث الخدمات المقدمة عبر تطبيق البنك الرقمي بشكل مستمر، وقد تم إطلاق تطبيق «Points» مؤخراً والذي يتيح فرصة الحصول على مكافآت نظير الخيارات والمتطلبات المالية المتعلقة بنمط حياة العملاء اليوميـة، مؤكدًا أن هناك خدمات جديدة سيتم طرحها مستقبلاً.
وكشف أمين، أن جميع الخدمات التي يقدمها البنك أصبحت رقمية حيث يمكن فتح الحساب للأفراد في أقل من 5 دقائق واستخراج بطاقة وتقديم خدمات أخرى عبر التطبيق الرقمي للبنك، مشيرًا إلى أن الفروع الرقمية مزودة بأحدث التقنيات لتقديم الخدمات البنكية.
وقد ناقش المتحدثون في الجلسة الأولى تحت عنوان «ميزان القوى: البنوك ضد شركات بطاقات الائتمان ضد شركات التكنولوجيا المالية»، حيث أكدوا أن البنوك وشبكات البطاقات التي تم تصميمها قبل فترة طويلة من ظهور الإنترنت أثبتت مرونتها بشكل ملحوظ في مواجهة المنافسة الرقمية في العالم. ومع ذلك، فقد نشأت بدائل جديدة ومثيرة في مختلف الاقتصادات الناشئة.
وتحدثوا حول آخر التطورات في مجال المدفوعات الرقمية - من شبكات البطاقات إلى تمويل التجارة - وكيف تشكل المشهد المالي، وكيف سيؤثر التحول إلى المنصات الإلكترونية في تجارة السلع العالمية، وهل سيكون لشبكات البطاقات دور في الاقتصادات النامية مثل الهند والبرازيل حيث إن نماذجها الحالية تتجاوز شبكات البطاقات، وهل سيؤدي هذا إلى ثورة بلا أوراق.
وشارك تشانغبينغ تشاو المؤسس والرئيس التنفيذي لـ«بينانس» كمتحدث في منتدى مستقبل التكنولوجيا المالية، حول التأثير المحتمل للعملات المشفرة وتحليل إمكانية أن تصبح العملات المشفرة ركيزة للتمويل والاقتصادات العالمية.
وأدارت أليس فولوود مراسلة «وول ستريت» في مجلة «الإيكونوميست» الحوار، حيث تم التعمق في العالم الثوري لتقنيات العملات المشفرة والبلوكتشين في مناقشة صريحة حول قدرة اعتماد العملة المشفرة باعتبارها حجر الأساس للتمويل والاقتصاد الحديث، والتغلب على العقبات مثل السرعة والبصمة الكربونية.
وبالإضافة إلى ذلك، ركزت الجلسة على مدى قدرة العملات المشفرة اللامركزية في الحصول على حصة سوقية كافية، وتسليط الضوء على وجهة نظر تشاو حول الشكل الذي يجب أن تبدو عليه القواعد المناسبة للأطر التنظيمية والرقابة على العملات المشفرة في المستقبل.
وفي الجلسة الثانية والتي كانت تحت عنوان «الذكاء الاصطناعي التوليدي: مستقبل الاستشارات المالية؟» فقد تمت مناقشة الفرص التي تخلقها أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية لمستقبل الاستشارة المالية والاستثمار وما إذا كانت ستوفر للشخص العادي إمكانية الوصول إلى المشورة المالية التي كانت في السابق حكراً على الأثرياء.
وفي نظرة على القطاع المالي في الشرق الأوسط، أكد متحدثون في جلسة نقاشية أن الصناعة المالية في الشرق الأوسط تعمل في عالم متغير، وهو عالم يمكن أن تساعد في تشكيله، حيث يتمتع مقدمو الخدمات المالية بفرصة التأثير في مستقبل الصناعة.
وأضافوا، سيتعين على الصناعة المالية في الشرق الأوسط أن تتنافس لجذب المواهب المؤهلة والاستثمار في الناس وتحسين مهاراتهم وحياتهم العملية يتطلب من المؤسسات المالية إعادة تصور مكان العمل التقليدي، بالإضافة إلى استثمار ضخم للفرص، وقاعدة المستهلكين الكبيرة، ومساحة واسعة للابتكار وتحسين الأنظمة القديمة تنتظر شركات التكنولوجيا المالية المتعطشة.
وناقشت الجلسات أيضاً عددا من أبرز موضوعات التكنولوجيا المالية مستندة على ثلاث ركائز رئيسية تتعلق بالابتكار والتنظيم والاستثمار. وإلى جانب أعمال المنتدى ستتم استضافة فعالية بالتعاون مع المؤسسة الإعلامية «إيكونوميست امباكت»، بالإضافة إلى تنظيم فعالية «هاكاثون» مبتكرة وفعاليات متنوعة في عدة مواقع مختلفة في مملكة البحرين.
ويأتي المنتدى استجابة لعديد من المتغيرات بدءا من الاتجاهات العالمية المتمثلة في بروز دور الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية في تشكيل جميع قطاعات الاقتصاد بشكل كبير، إذ تعتبر التكنولوجيا المالية قطاعاً حيوياً ومتنامياً ضمن قطاع الخدمات المالية في البحرين. وقد حقق مصرف البحرين المركزي نجاحا بارزا على صعيد تعزيز القدرة التنافسية لقطاع الخدمات المالية في المملكة والانتقال إلى الاقتصاد الرقمي من خلال التحديث المستمر لأطره التنظيمية، مع الاعتماد على مبادرات رائدة مثل البيئة الرقابية التجريبية.
وساهم نجاح مجلس التنمية الاقتصادية في البحرين في جذب استثمارات مباشرة نوعية ومستدامة إلى المملكة، كما ساهمت مبادرة خليج البحرين للتكنولوجيا المالية كأول مركز للتكنولوجيا المالية في المملكة في تشجيع نمو وتطور الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا المالية، إذ اكتسبت البحرين سمعة طيبة في وقت قياسي كمركز إقليمي رائد للتكنولوجيا المالية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك