الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
أبوظبي.. فن صناعة واستثمار المهرجانات
لدى إمارة أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة لجنة خاصة تعنى بإدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، التي ترتكز على رؤية وطنية متميزة، تهدف إلى تعزيز جهود تحقيق مجتمع قوي ومترابط، يؤمن بجذوره المشتركة، ويثق بأنّ مستقبله واحد.
كل فعاليات ومهرجانات وبرامج أبوظبي الثقافية والتراثية، بجانب تحقيقها نتائج اقتصادية وسياحية، فإنها في ذات الوقت تهتم كثيرا باستدامة الذاكرة الثقافية، وتذكية وتدعيم مفهوم التضامن والتماسك الاجتماعي، وحماية العنصر الصميم الذي يؤمن اللحمة والترابط المصيري والولاء للوطن والقيادة الإماراتية.
من ضمن الجهود التي تقوم بها إدارة المهرجانات في أبوظبي أنها تسعى دائما، وتعتز وتفتخر، بتحقيق رؤيتها وترسيخ هويتها، من أجل صون الموروث الإماراتي الأصيل، عبر العديد من البرامج التي هي محط إعجاب وإبهار ومتابعة من المشاهدين والمهتمين، وهي تحمل أسماء وعناوين ذكية، ذات ارتباط بالثقافة الإماراتية خصوصا، والعربية عموما.
الجميل في مهرجانات أبوظبي الثقافية أنها ما دائما ترتبط بالموروث الإماراتي وبرؤية عصرية، وتطلق مسميات على مهرجاناتها بما يرسخ الهوية الإماراتية، مثل مهرجان «الظفرة» المخصص لسباقات الإبل والاعتزاز بحياة البداوة، ومهرجان «ليوا» المخصص لمسابقات الرطب والفواكه ودعم المزارعين، ومهرجان «دلما التاريخي» المخصص لإحياء التراث البحري المحلي، ومهرجان «الظفرة البحري» المخصص للسباقات البحرية والمائية، بجانب «مزاد ليوا للتمور»، الذي يقام في ساحات المجالس المجتمعية بأبوظبي، احتفاء بالتراث الإماراتي لشجرة النخيل وثمارها.
وضمن البرامج والمشاريع المتميزة في مهرجانات أبوظبي هناك برنامج «أمير الشعراء»، وبرنامج «الشارة»، وبرنامج «المنكوس»، بالإضافة إلى وجود أكاديمية الشعر والعديد من المشاريع الثقافية ذات العلاقة بالتراث الإماراتي، كما يعد برنامج «شاعر المليون» من أبرز الفعاليات، الذي جاءت فكرته انطلاقا من الاعتزاز بالتراث الشعري العربي، والنبطي الإماراتي، الذي يستعد حاليا لانطلاق موسمه الحادي عشر، ويمنح البرنامج جوائز ومكافآت قيّمة للشعراء الخمسة الفائزين بالمراتب الأولى تصل إلى 15 مليون درهم، بجانب بيرق الشعر.
الحديث يطول ويمتد في اهتمام إمارة أبوظبي بالجانب الثقافي والتراثي، ولكن ما نود الإشارة إليه والتركيز عليه هو أن هناك رؤية محددة، وجهودا مشتركة، وتنسيقا متكاملا، جعلت من أبوظبي «منارة» للتراث الأصيل، تسير جنبا إلى جنب مع جهود أبوظبي في التطور والتقدم والتميز، والمشاريع الاقتصادية والفعاليات الدولية، السياسية وغيرها.
الاعتزاز بالهوية الوطنية وترسيخها ليس كتبا ومقررات فقط، ولكن مشاريع وفعاليات، وإحياء للتراث الوطني، يقوم على فن صناعة واستثمار الثقافة والمهرجانات، من أجل الوطن وهويته، واقتصاده كذلك.. وأتمنى صادقا أن نستفيد من التجربة الناجحة، ونتعاون مع لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية الإماراتية، لأنها جديرة بالاستفادة والاستثمار معا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك