أكد رئيس اتحاد الغرف العربية رئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين سمير عبدالله ناس أهمية إدراج مفهوم الأمن الغذائي في الاستراتيجيات الأمنية بوصفه أحد مكونات الأمن القومي العربي، داعياً إلى تكثيف الجهود العربية المشتركة لوضع استراتيجية تكاملية للأمن الغذائي تحت مظلة الجامعة العربية هدفها خلق سلة غذاء تتمتع بالوفرة الزراعية والمائية وسهولة الاجراءات اللوجستية لسرعة نقل الغذاء بين الدول الشقيقة بما ينعكس على مجمل الاستراتيجيات العربية لتحقيق الاكتفاء الذاتي في السلع الغذائية.
وأشار في كلمته بمؤتمر ومعرض الأمن الغذائي العربي «الصناعات الغذائية ودورها في تحقيق الأمن الغذائي»، والمنعقد حالياً بمدينة مراكش تحت رعاية سامية من لدن جلالة ملك المغرب محمد السادس بن الحسن الثاني العلوي، وبحضور محمد صديقي وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات بالمملكة المغربية، إلى أن تكثيف الاستثمارات الزراعية وتطوير القدرات الإنتاجية والتخزينية بجانب دعم سبل البحث العلمي في مجال إنتاج الغذاء، وإعداد الدراسات المستقبلية لتعزيز دور التكنولوجيا في تحقيق الأمن الغذائي والارتقاء بواقع الزراعة الذكية، وتدريب الكوادر البشرية العاملة في مجال الزراعة وإنتاج الغذاء جميعها مبادرات مهمة هدفها بناء أنظمة غذائية وزراعية مستدامة تعزز من الواقع الغذائي بمنطقتنا العربية.
وأوضح أن ملف الأمن الغذائي العربي يعتبر من موضوعات الساعة في ظل التحديات التي انعكست على الدول العربية نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية وتأثيرات جائحة فيروس كورونا والتغييرات المناخية الحالية مما أدى إلى تدهور مستويات الأمن الغذائي العالمي، كاشفاً أن آخر الاحصائيات الرسمية الدولية أظهرت أن هناك 868 مليون شخص لا يملكون ما يكفيهم من الغذاء، فيما تم اعتبار 25 دولة حول العالم في أوضاع متدهورة وشديدة الخطورة، مما يدفعنا إلى تدارك خطورة هذه الأزمة سريعاً عبر تحقيق الأمن الغذائي بمختلف أبعاده ومكوناته، على المديين القريب والبعيد، بدايةً من تنويع مصادر الحصول على السلع والمواد الغذائية، وتوفير مخزون استراتيجي لأوقات الأزمات وانتهاءً بإعادة دعم الاستثمار في قطاع الإنتاج الزراعي، وتقديم الدعم إلى مجال البحث العلمي في هذا القطاع.
من جانبه أشار أمين عام اتحاد الغرف العربية، الدكتور خالد حنفي، إلى أهمية إنشاء بورصة عربية سلعية وإنشاء صندوق عربي للأزمات للمساعدة في مواجهة الأعباء المترتبة على تلك الأزمات، مع ضرورة إقامة البرنامج العربي للغذاء لمساعدة ضحايا الكوارث والأزمات الغذائية الطارئة وخاصة في الدول العربية الأكثر تضررًا، مشدداً على ضرورة تعزيز شبكات الأمن الغذائي والاحتياجات من السلع الغذائية الأساسية، إلى جانب إنشاء منصة عربية لطلبات وعروض المنتجات الزراعية.
وتطرق إلى التحديات التي يواجهها العالم العربي والتي من أبرزها اعتماد الدول العربية على عمليات الاستيراد بنسبة 55% من احتياجاتها الأساسية من المواد الغذائية بفاتورة بلغت نحو 61 مليار دولار عام 2020، وهناك إحصاءات تشير إلى أنّه من المتوقّع أن تصل فاتورة استيراد الغذاء في المنطقة إلى 90 مليار دولار بحلول السنوات الـ10 القادمة، مبيناً أن مساحة أراضي الدول العربية الصالحة للزراعة تقدر بنحو 220 مليون هكتار، يتم استغلال ثلثها فقط بنسبة لا تتجاوز الـ 30.5%، كما أن متوسط الإنتاج الزراعي العربي يمثل نحو 4% فقط من الإنتاج العالمي.
ودعا أمين عام الغرف العربية إلى تحسين مناخ الاستثمار الزراعي في الدول العربية عبر تشجيع القطاع الخاص والعام على الاستثمار فيه، مع أهمية تبني مجموعة من السياسات التجارية للعمل على ترقية التجارة البينية العربية للسلع الغذائية ووضع سقف سعري للسلع الغذائية الرئيسية لحماية الطبقات الهشة، والتأكد من وصول الغذاء لها، معتبراً أن هناك ضرورة لتبني برامج خاصة لدعم القطاع الزراعي ولا سيما صغار المنتجين، وأخرى إرشادية لمواجهة هدر الغذاء، وحثّ الحكومات في الدول العربية على تنفيذ مشاريع البنى التحتية التي تخدم القطاع الزراعي مع أهمية تعاون الدول العربية في إنشاء نظام تبادل المعرفة الإلكتروني والابتكارات الزراعية بهدف تسهيل التعاون وتطوير أداء القطاع الزراعي.
بدوره أوضح رئيس لجنة قطاع الأغذية بغرفة تجارة وصناعة البحرين خالد الأمين أن الصناعات الغذائية أحد القطاعات الحيوية والاستراتيجية للحفاظ على الأمن الغذائي العربي ولا سيما في ظل الأزمات العالمية الراهنة والتغيرات المناخية واضطرابات قطاع الشحن وسلاسل التوريد جراء الأزمات التي يشهدها المجتمع الدولي، مشيراً إلى أهمية تحقيق التكامل الاقتصادي في القطاعات ذات الشأن بالمجال الزراعي لتطوير الصناعات الغذائية بما يحقق الاكتفاء الذاتي من السلع الغذائية ويضاعف من معدلات النمو للاقتصاد الكلي فضلاً عن مساهمته في خلق فرص العمل للمواطنين والتغلب على الصعوبات التي تواجه الإنتاج المحلي في المحاصيل الزراعية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك