جوريس (أرمينيا) - (وكالات الأنباء): أفادت حكومة يريفان الارمينية أمس الثلاثاء بأنّ 19 ألف شخص على الأقل فرّوا من إقليم ناجورنو كاراباخ إلى أرمينيا، بعد أسبوع تقريباً من الهجوم الخاطف الذي قادته أذربيجان في هذه المنطقة الانفصالية في القوقاز التي تسكنها غالبية من الأرمن.
ومساء يوم الاثنين الماضي انفجر مستودع للوقود في الجيب وسط نزوح جماعي، ما أدى إلى مقتل ١٢٥ شخصاً على الأقل وإصابة مائة آخرين بجروح، حسبما أعلنت السلطات الانفصالية أمس الثلاثاء، مطالبة بمساعدة خارجية عاجلة للتعامل مع هذه الكارثة.
وقالت في بيان: «لا يزال عشرات الجرحى في حالة حرجة»، موضحة أنّ المصابين الذين يعانون من حروق متفاوتة الخطورة تمّ نقلهم إلى المستشفى في ناجورنو كاراباخ. ولقي عشرون شخصاً حتفهم، ثلاثة عشر منهم مجهولو الهوية. وسيتمّ إخضاع جثث الضحايا المجهولين لتحاليل الطب الشرعي، وفق المصدر نفسه.
وعند وصولهم بالسيارات أو الحافلات وجد الآلاف من سكان ناجورنو كاراباخ ملجأً في أرمينيا. وأعلنت الحكومة الأرمينية أمس الثلاثاء أنها استقبلت نحو 19 ألف شخص، فيما لا تزال مئات المركبات تتجه نحو هذا البلد، وفق فريق لوكالة فرانس برس. واعتبرت باريس أمس الثلاثاء، على لسان الناطقة باسم وزارة الخارجية آن-كلير لوجاندر، أن النزوح «الضخم» للأرمن من ناجورنو كاراباخ يحدث «تحت أعين روسيا المتواطئة». وكانت روسيا قد نشرت في عام 2020 قوة لحفظ السلام في المنطقة الانفصالية.
ويقرّ هؤلاء المدنيون من ناجورنو كاراباخ، رغم الوعد الذي كرّره رئيس أذربيجان إلهام علييف يوم الاثنين الماضي، بأنّ حقوق الأرمن في هذا الإقليم الذي يسيطر جيشه ستكون «مضمونة».
وكان يتحدث إلى جانب نظيره التركي رجب طيب أردوغان الذي يلعب دوراً رئيسياً في هذا الجزء من القوقاز، بعد أيام قليلة من انتصار الجنود الأذربيجانيين على القوات الانفصالية في ناجورنو كاراباخ التي تسكنها غالبية من الأرمن والتي ألحقتها السلطات السوفيتية بأذربيجان في عام 1921. ومن المقرّر أن يستقبل الاتحاد الأوروبي في بروكسل ممثلين كباراً عن أرمينيا وأذربيجان.
وسيترأس سيمون موردو المستشار الدبلوماسي الرئيسي لرئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال هذا الاجتماع في بروكسل. وستتمثّل أذربيجان وأرمينيا، وكذلك فرنسا وألمانيا، بمستشاريها للأمن القومي. كذلك يشارك الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لجنوب القوقاز الدبلوماسي الإستوني تويفو كلار. من جهتهما، سيجتمع رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في الخامس من أكتوبر في غرناطة في إسبانيا، بمشاركة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، وهو اجتماع مخطّط له منذ فترة طويلة ولم يتمّ إلغاؤه.
وتعهّدت أذربيجان السماح للانفصاليين الذين يسلّمون أسلحتهم بالذهاب إلى أرمينيا. ويخشى كثيرون من أن يفرّ الأرمن بشكل جماعي من ناجورنو كاراباخ، في ظلّ تشديد القوات الأذربيجانية قبضتها، بينما يبقى الوضع الإنساني صعباً للغاية. وأمام مسرح جوريس في منطقة سيونيك الأرمنية تستمرّ الحافلات الصغيرة البيضاء في الوصول. ويغادر البعض مع أمتعتهم باتجاه يريفان والمدن الكبرى في البلاد. وبدأ يوم الأحد الماضي تدفّق اللاجئين إلى هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها نحو عشرين ألف نسمة، التي تعدّ المحطّة الأولى للفارّين من ناجورنو كاراباخ.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك