العدد : ١٧٠٥٠ - الأربعاء ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥٠ - الأربعاء ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

القبض على رئيس بلدية درنة ومسؤولين آخرين بعد كارثة الفيضانات

الثلاثاء ٢٦ سبتمبر ٢٠٢٣ - 02:00

طرابلس‭ (‬وكالات‭ ‬الأنباء‭): ‬أصدر‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬الليبي‭ ‬أمس‭ ‬الإثنين‭ ‬أمرًا‭ ‬بتوقيف‭ ‬ثمانية‭ ‬مسؤولين‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬التحقيق‭ ‬في‭ ‬كارثة‭ ‬الفيضانات‭ ‬التي‭ ‬أودت‭ ‬بحياة‭ ‬الآلاف‭ ‬في‭ ‬شرق‭ ‬ليبيا‭.  ‬

وجاء‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬صادر‭ ‬عن‭ ‬مكتب‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬أن‭ ‬المسؤولين‭ ‬تم‭ ‬القبض‭ ‬عليهم‭ ‬بشبهة‭ ‬سوء‭ ‬الإدارة‭ ‬والإهمال،‭ ‬وهم‭ ‬ممن‭ ‬يعملون‭ ‬حاليا‭ ‬أو‭ ‬عملوا‭ ‬سابقا‭ ‬في‭ ‬مكاتب‭ ‬مسؤولة‭ ‬عن‭ ‬الموارد‭ ‬المائية‭ ‬وإدارة‭ ‬السدود‭. ‬وممن‭ ‬شملهم‭ ‬أمر‭ ‬التوقيف‭ ‬رئيس‭ ‬بلدية‭ ‬درنة‭ ‬عبد‭ ‬المنعم‭ ‬الغيثي،‭ ‬الذي‭ ‬أقيل‭ ‬مع‭ ‬سائر‭ ‬أعضاء‭ ‬المجلس‭ ‬البلدي‭ ‬بعد‭ ‬الكارثة‭. ‬

واعتبر‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬أنهم‭ ‬لم‭ ‬يدفعوا‭ ‬عنهم‭ ‬‮«‬مسؤولية‭ ‬إساءة‭ ‬إدارة‭ ‬المهمات‭ ‬الإدارية‭ ‬والمالية‭ ‬المنوطة‭ ‬بهم،‭ ‬وإسهام‭ ‬أخطائهم‭ ‬في‭ ‬وقوع‭ ‬كارثة‭ ‬فقد‭ ‬ضحايا‭ ‬الفيضان،‭ ‬وإهمالهم‭ ‬اتخاذ‭ ‬وسائل‭ ‬الحيطة‭ ‬من‭ ‬الكوارث،‭ ‬وتسبّبهم‭ ‬في‭ ‬خسائر‭ ‬اقتصادية‭ ‬لحقت‭ ‬البلاد‮»‬‭. ‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬برئيس‭ ‬البلدية،‭ ‬قال‭ ‬البيان‭ ‬إنه‭ ‬لم‭ ‬يستحضر‭ ‬‮«‬ما‭ ‬يدفع‭ ‬عنه‭ ‬واقع‭ ‬إساءة‭ ‬استعمال‭ ‬سلطة‭ ‬وظيفته،‭ ‬وانحرافه‭ ‬عن‭ ‬موجبات‭ ‬ولاية‭ ‬إدارة‭ ‬الأموال‭ ‬المخصَّصة‭ ‬لإعادة‭ ‬إعمار‭ ‬مدينة‭ ‬درنة،‭ ‬وتنميتها‮»‬‭. ‬

خلفت‭ ‬الفيضانات‭ ‬التي‭ ‬تسببت‭ ‬بها‭ ‬إعصار‭ ‬دانيال‭ ‬قبل‭ ‬أسبوعين‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬3800‭ ‬قتيل،‭ ‬بحسب‭ ‬حصيلة‭ ‬نشرتها‭ ‬السبت‭ ‬الماضي‭ ‬سلطات‭ ‬شرق‭ ‬ليبيا‭.  ‬

ضرب‭ ‬الإعصار‭ ‬خصوصا‭ ‬مدينة‭ ‬درنة‭ ‬التي‭ ‬يبلغ‭ ‬عدد‭ ‬سكانها‭ ‬100‭ ‬ألف‭ ‬نسمة‭ ‬والمطلة‭ ‬على‭ ‬البحر‭ ‬المتوسط‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬انهيار‭ ‬سدين‭ ‬والتسبب‭ ‬بفيضانات‭ ‬جرفت‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬في‭ ‬طريقها‭. ‬

وتسببت‭ ‬الفيضانات‭ ‬في‭ ‬نزوح‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬43‭ ‬ألف‭ ‬شخص،‭ ‬بحسب‭ ‬آخر‭ ‬إحصاء‭ ‬للمنظمة‭ ‬الدولية‭ ‬للهجرة‭. ‬

بعد‭ ‬فتح‭ ‬التحقيق،‭ ‬قال‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬الليبي‭ ‬الصديق‭ ‬الصور‭ ‬قبل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أسبوع‭ ‬إن‭ ‬تشققات‭ ‬ظهرت‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1998‭ ‬في‭ ‬سدين‭ ‬انهارا‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬درنة‭ ‬جراء‭ ‬الفيضانات‭ ‬المباغتة‭ ‬بعدما‭ ‬ضربت‭ ‬عاصفة‭ ‬الإعصار‭ ‬بقوة‭ ‬المنطقة‭ ‬المحيطة‭ ‬بالمدينة‭ ‬الساحلية‭ ‬في‭ ‬شرق‭ ‬ليبيا‭.  ‬

وفي‭ ‬19‭ ‬من‭ ‬سبتمبر،‭ ‬تظاهر‭ ‬سكان‭ ‬درنة‭ ‬مطالبين‭ ‬بمحاسبة‭ ‬السلطات‭ ‬في‭ ‬شرق‭ ‬البلاد‭ ‬التي‭ ‬حمّلوها‭ ‬مسؤولية‭ ‬تداعيات‭ ‬الفيضانات‭. ‬

في‭ ‬عام‭ ‬2010،‭ ‬بدأت‭ ‬شركة‭ ‬تركية‭ ‬بأعمال‭ ‬لإصلاح‭ ‬السدين‭ ‬لكن‭ ‬تم‭ ‬تعليقها‭ ‬بعد‭ ‬بضعة‭ ‬أشهر‭ ‬عندما‭ ‬اندلعت‭ ‬الثورة‭ ‬الليبية‭ ‬عام‭ ‬2011‭ ‬ولم‭ ‬يُستأنف‭ ‬العمل‭ ‬بها،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬قال‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬16سبتمبر،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أنه‭ ‬سيتعامل‭ ‬بحزم‭ ‬مع‭ ‬المسؤولين‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭.  ‬

أول‭ ‬ما‭ ‬انهار‭ ‬جراء‭ ‬الكارثة‭ ‬هو‭ ‬سد‭ ‬أبو‭ ‬منصور‭ ‬الواقع‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬13‭ ‬كيلومترا‭ ‬من‭ ‬درنة‭ ‬ويحوي‭ ‬خزانه‭ ‬22,5‭ ‬مليون‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ (‬حوالي‭ ‬800‭ ‬مليون‭ ‬قدم‭ ‬مكعب‭) ‬من‭ ‬المياه‭.  ‬ثم‭ ‬حطمت‭ ‬الفيضانات‭ ‬السد‭ ‬الثاني‭ ‬الذي‭ ‬تبلغ‭ ‬سعته‭ ‬1,5‭ ‬مليون‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬ويقع‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬كيلومتر‭ ‬واحد‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬المدينة‭ ‬الساحلية‭.  ‬

واجتاحت‭ ‬السيول‭ ‬الجارفة‭ ‬المحملة‭ ‬بالحطام‭ ‬الوادي‭ ‬الجاف‭ ‬الذي‭ ‬يفصل‭ ‬شطري‭ ‬المدينة‭.  ‬

وقال‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬الليبي‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬إن‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬بناء‭ ‬السدين‭ ‬اللذين‭ ‬شيدتهما‭ ‬شركة‭ ‬يوغوسلافية‭ ‬في‭ ‬السبعينيات‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬تجميع‭ ‬المياه‭ ‬وإنما‭ ‬حماية‭ ‬درنة‭ ‬من‭ ‬الفيضانات‭. ‬بعد‭ ‬إسقاط‭ ‬النظام،‭ ‬تم‭ ‬كل‭ ‬سنة‭ ‬تخصيص‭ ‬ميزانية‭ ‬لإصلاح‭ ‬السدين،‭ ‬لكن‭ ‬لم‭ ‬تبادر‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬الحكومات‭ ‬المتعاقبة‭ ‬إلى‭ ‬بدء‭ ‬الأعمال،‭ ‬بحسب‭ ‬أحد‭ ‬المسؤولين‭. ‬

وفي‭ ‬تقرير‭ ‬صدر‭ ‬عام‭ ‬2021‭ ‬عن‭ ‬ديوان‭ ‬المحاسبة‭ ‬الليبي،‭ ‬انتقد‭ ‬المسؤولون‭ ‬‮«‬المماطلة‮»‬‭ ‬في‭ ‬استئناف‭ ‬أعمال‭ ‬الإصلاح‭ ‬في‭ ‬السدين‭.‬

وفي‭ ‬نوفمبر‭ ‬2022،‭ ‬حذر‭ ‬المهندس‭ ‬والأكاديمي‭ ‬عبد‭ ‬الونيس‭ ‬عاشور‭ ‬في‭ ‬دراسة‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬‮«‬كارثة‮»‬‭ ‬تهدد‭ ‬درنة‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬تباشر‭ ‬السلطات‭ ‬بصيانة‭ ‬السدين‭.  ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا