الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
السوق المركزي.. والتطوير الغائب
لا أعرف عدد المرات التي زار فيها مسؤول في وزارة البلديات السوق المركزي بالمنامة.. ولكنها بالتأكيد زيارات كثيرة.. ولا أحصي عدد التصريحات التي صدرت من المسؤولين عن تطوير هذا السوق تحديدا.. ولكنها بالتأكيد تصريحات عديدة.. ولا أعلم حجم التعليقات والمقالات والصور والفيديوهات التي نشرتها الوسائل الإعلامية عن حاجة السوق المركزي للنظافة والتكييف والتنظيم.
بالأمس شاهدت فيديو لمواطن يعرض الحالة غير الحضارية التي وصل إليها السوق المركزي بالمنامة، ومعاناة الناس والباعة، والأضرار التي أصابت الخضراوات وأتلفتها جراء انقطاع التكييف، فضلا عن الفوضى والحالة المأساوية التي يشهدها السوق المركزي.
في مطلع الشهر الجاري قام وزير شؤون البلديات والزراعة بزيارة تفقدية للسوق المركزي بالمنامة، ومع عدد من المسؤولين، بهدف الاطلاع على الأعمال التطويرية القائمة، واللقاء بتجار السوق والاستماع إلى ملاحظاتهم ومقترحاتهم.
وخلال الزيارة وجه سعادة الوزير المعنيين إلى ضرورة الإسراع في أعمال الصيانة وتطوير المرافق الخدمية وفق أحدث المعايير المتّبعة، مؤكّداً أهمية إنجاز الأعمال التطويرية في السوق المركزي، منوّهاً إلى أنّ أمانة العاصمة تعمل على تعزيز مستوى التكييف في سوق المنامة المركزي، عبر استكمال إجراءات طرح المناقصة في القريب العاجل.
كما نشر في الخبر الرسمي للزيارة أنه تم الانتهاء من إجراءات التعاقد مع المقاول المنفذ لمشروع تطوير وإعادة تأهيل منطقة مواقف الشاحنات (المرحلة الأولى، والبدء بمشروع تظليل منطقة الشحن والتفريغ 3، وبمشروع تركيب مكثفات الطاقة في 6 مواقع مختلفة في السوق، مع إعادة بناء المرافق الصحيّة في السوق.
ندرك أن الجهات المعنية ومجلس أمانة العاصمة تقوم بجهود مستمرة لمعالجة المشكلة الأزلية للسوق.. ونثق في أن الجميع يدرك أهمية هذا السوق في توفير الغذاء والمواد للمستهلكين.. ونعلم أن هناك الكثير من اللجان والاجتماعات التنسيقية.. ولكنها لم تحقق الهدف المنشود والطموح الذي يرغب أن يصل إليه الباعة والتجار، ومرتادي السوق والمستهلكين والمشترين.. على الرغم من الأموال الطائلة التي صرفت من أجل مشاريع الصيانة والتطوير، التي لو صرفت لبناء سوق مركزي جديد لكان أفضل بكثير.
قلنا مرارا وتكرارا.. إن السوق المركزي بالمنامة لن يحقق التطوير المنشود إلا من خلال إسناد مسؤوليته والإشراف عليه عبر القطاع الخاص، وعندها سنرى سوقا مركزيا منظما ونظيفا وحضاريا.. وما عدا ذلك هي محاولات «ترقيعية» لا تحقق الناتج المرجو.. مع إرهاق ميزانية الدولة بأمور يمكن أن تحقق أرباحا بدلا من أن تكلف خسائر.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك