العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

مسؤولية الإدارة الأمريكية عن انهيار مسار أوسلو

بقلم: د. جيمس زغبي

الثلاثاء ٢٦ سبتمبر ٢٠٢٣ - 02:00

لم‭ ‬يكن‭ ‬الانفراج‭ ‬الذي‭ ‬أحدثته‭ ‬اتفاقات‭ ‬أوسلو‭ ‬موجودا‭ ‬في‭ ‬تفاصيله،‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬موجودا‭ ‬في‭ ‬جمله‭ ‬الافتتاحية،‭ ‬التي‭ ‬اعترفت‭ ‬فيها‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬ومنظمة‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بشرعية‭ ‬بعضهما‭ ‬البعض‭ ‬كممثلين‭ ‬لشعبين‭ ‬منفصلين‭ ‬وكشركاء‭ ‬في‭ ‬التفاوض‭.‬

لقد‭ ‬أسهمت‭ ‬بقية‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬في‭ ‬تعرية‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬نقاط‭ ‬الخلاف‭ ‬بين‭ ‬الأطراف،‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬أي‭ ‬خارطة‭ ‬طريق‭ ‬حقيقية‭ ‬للمضي‭ ‬قدمًا‭ ‬إلى‭ ‬الأمام،‭ ‬كما‭ ‬أوضحت‭ ‬قراءة‭ ‬النص‭ ‬القضايا‭ ‬الرئيسية‭ ‬التي‭ ‬حددت‭ ‬الهوة‭ ‬العميقة‭ ‬التي‭ ‬تفصل‭ ‬بين‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬والفلسطينيين‭ ‬وعدم‭ ‬قدرتهم‭ ‬على‭ ‬حل‭ ‬الخلافات‭ ‬التي‭ ‬تفرقهم‭. ‬كان‭ ‬الأمر‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬كانوا‭ ‬يقولون‭: ‬‮«‬هذا‭ ‬أقصى‭ ‬ما‭ ‬يمكننا‭ ‬الوصول‭ ‬إليه‮»‬‭. ‬لقد‭ ‬كان‭ ‬الأمر‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬اتفاق‭. ‬لقد‭ ‬كان‭ ‬الأمر‭ ‬بمثابة‭ ‬صرخة‭ ‬طلبا‭ ‬للمساعدة‭.‬

وفي‭ ‬غضون‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬التوقيع‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الاتفاقيات،‭ ‬أصبح‭ ‬من‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬إما‭ ‬لم‭ ‬تسمع‭ ‬تلك‭ ‬الصرخة،‭ ‬أو‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬راغبة‭ ‬في‭ ‬سماعها‭. ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬استماعه‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬فريق‭ ‬السلام‮»‬‭ ‬من‭ ‬مستشاريه،‭ ‬قال‭ ‬الرئيس‭ ‬بيل‭ ‬كلينتون‭ ‬آنذاك‭ ‬إن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬لن‭ ‬تدخل‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬العملية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬العمل‭ ‬كوسيط‭.‬

وبتخليها‭ ‬عن‭ ‬دورها‭ ‬كضامن‭ ‬للاتفاقات،‭ ‬أوضحت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬متروك‭ ‬الآن‭ ‬للأطراف‭ ‬للتفاوض‭ ‬على‭ ‬الحلول‭ ‬فيما‭ ‬بينها‭. ‬كان‭ ‬الأمر‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬أن‭ ‬زوجين‭ ‬كانا‭ ‬يتشاجران‭ ‬لعقود‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬ذهبا‭ ‬إلى‭ ‬مستشار‭ ‬زواج‭ ‬يطلبان‭ ‬المساعدة‭ ‬فقط‭ ‬ليقال‭ ‬لهما‭: ‬‮«‬أنا‭ ‬سعيد‭ ‬لأنكما‭ ‬تعلمان‭ ‬أنكما‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬المساعدة‭. ‬لا‭ ‬أستطيع‭ ‬أن‭ ‬أفعل‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬أجلكما،‭ ‬لذلك‭ ‬سأترككما‭ ‬لتحلا‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬بنفسيكما‮»‬‭.‬

لقد‭ ‬كانت‭ ‬تلك‭ ‬الضربة‭ ‬القاتلة‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬إلى‭ ‬وفاة‭ ‬مسار‭ ‬أوسلو‭ ‬وانهياره‭ ‬بالكامل‭. ‬لقد‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المشاكل‭ ‬الجوهرية‭ ‬التي‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الفشل‭ ‬الذريع‭.‬

أولاً‭ ‬وقبل‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬كان‭ ‬عدم‭ ‬التكافؤ‭ ‬الواضح‭ ‬في‭ ‬القوة‭ ‬بين‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬والفلسطينيين‭. ‬وبمجرد‭ ‬هزيمة‭ ‬منظمة‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطينية‭ ‬كقوة‭ ‬خارجية‭ ‬وسحق‭ ‬الانتفاضة‭ ‬الأولى،‭ ‬أصبح‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة‭ ‬منهكين‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬نفوذ‭.‬

ولم‭ ‬تكن‭ ‬‮«‬السلطة‮»‬‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬تنشئها‭ ‬منظمة‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطينية‭ ‬تتمتع‭ ‬بسلطة‭ ‬أو‭ ‬قوة‭ ‬حقيقية‭ ‬ـ‭ ‬وكانت‭ ‬تعتمد‭ ‬عند‭ ‬كل‭ ‬منعطف‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬البقاء‭.‬

ومن‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬كان‭ ‬للإسرائيليين‭ ‬سيطرة‭ ‬عسكرية‭ ‬كاملة‭ ‬على‭ ‬السكان‭. ‬وكانت‭ ‬حكومتهم‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬ائتلاف‭ ‬هش،‭ ‬وتواجه‭ ‬معارضة‭ ‬يمينية‭ ‬متشددة‭ ‬استمرت‭ ‬في‭ ‬تحدي‭ ‬شرعية‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬إسحاق‭ ‬رابين،‭ ‬لأن‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬أغلبية‭ ‬ائتلافه‭ ‬يتطلب‭ ‬دعم‭ ‬الأحزاب‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬المواطنين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬إسرائيل‭.‬

ومن‭ ‬الناحية‭ ‬العملية،‭ ‬لم‭ ‬يتوقف‭ ‬إسحاق‭ ‬رابين‭ ‬قط‭ ‬عن‭ ‬الإذعان‭ ‬للمعارضة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالإجراءات‭ ‬المناهضة‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬والتوسع‭ ‬الاستيطاني‭. ‬وهكذا،‭ ‬مع‭ ‬استمرار‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬فرض‭ ‬إرادتها‭ ‬على‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة،‭ ‬فإن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬بوسع‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬أن‭ ‬يفعلوه‭ ‬هو‭ ‬مناشدة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬غير‭ ‬المستجيبة‭ ‬والتي‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬لها‭ ‬آذان‭ ‬صاغية‭.‬

ومع‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬المشاكل‭ ‬التي‭ ‬فرضتها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬أثبتت‭ ‬أنها‭ ‬حاسمة،‭ ‬ولكن‭ ‬ليس‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬الجيد‭. ‬لقد‭ ‬تصرف‭ ‬‮«‬فريق‭ ‬السلام‮»‬‭ ‬المؤلف‭ ‬من‭ ‬المستشارين‭ ‬الذي‭ ‬تركه‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬بيل‭ ‬كلينتون‭ ‬وكلفه‭ ‬بمسؤولية‭ ‬عملية‭ ‬السلام،‭ ‬كما‭ ‬لاحظ‭ ‬أحد‭ ‬أعضاء‭ ‬الفريق‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬لاحق،‭ ‬وكأنه‭ ‬‮«‬محامي‭ ‬إسرائيل‮»‬‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬كونه‭ ‬وسيطا‭ ‬نزيها‭ ‬بين‭ ‬الطرفين‭.‬

لفد‭ ‬نصح‭ ‬أعضاء‭ ‬ذلك‭ ‬الفريق‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬بضرورة‭ ‬ترك‭ ‬الأطراف‭ ‬لحالها‭ ‬‭ ‬واستمروا،‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬خطوة‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬الطريق،‭ ‬في‭ ‬رؤية‭ ‬المأساة‭ ‬تتكشف‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عدسة‭ ‬إسرائيلية،‭ ‬غير‭ ‬أبهة‭ ‬أو‭ ‬مدركة‭ ‬للتصورات‭ ‬والاحتياجات‭ ‬الفلسطينية‭.‬

وتعرض‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬للضغوط‭ ‬لحملهم‭ ‬على‭ ‬قمع‭ ‬معارضيهم‭ ‬المناوئين‭ ‬لعملية‭ ‬السلام‭ ‬‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬كانوا‭ ‬يفتقرون‭ ‬إلى‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬القيام‭ ‬به‭ ‬‭ ‬أو‭ ‬الإذعان‭ ‬لردود‭ ‬فعل‭ ‬إسرائيل‭ ‬غير‭ ‬المتناسبة‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬على‭ ‬أعمال‭ ‬العنف‭ ‬الفلسطينية‭. ‬كما‭ ‬طُلب‭ ‬من‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬أن‭ ‬يفهموا‭ ‬ويتفهموا‭ ‬المشاكل‭ ‬الداخلية‭ ‬التي‭ ‬يواجهها‭ ‬إسحاق‭ ‬رابين‭ ‬والمهلة‭ ‬التي‭ ‬منحها‭ ‬للمتطرفين‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬يتصرفون‭ ‬بطرقهم‭ ‬الخاصة‭ ‬لتخريب‭ ‬عملية‭ ‬صنع‭ ‬السلام‭.‬

وقد‭ ‬تفاقم‭ ‬الدور‭ ‬السلبي‭ ‬الذي‭ ‬لعبه‭ ‬‮«‬فريق‭ ‬السلام‮»‬‭ ‬الأمريكي،‭ ‬بسبب‭ ‬الدور‭ ‬المعرقل‭ ‬الذي‭ ‬لعبه‭ ‬الكونجرس‭ ‬الأمريكي‭.‬

وبعد‭ ‬وقت‭ ‬قصير‭ ‬من‭ ‬توقيع‭ ‬الاتفاقيات،‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يلغي‭ ‬الكونغرس‭ ‬تشريعاته‭ ‬المناهضة‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬ويمرر‭ ‬حزمة‭ ‬مساعدات‭ ‬لدعم‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬الوليدة‭. ‬وبدلاً‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬أقر‭ ‬الكونجرس‭ ‬مشاريع‭ ‬قوانين‭ ‬مقيدة‭ ‬لم‭ ‬تفشل‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬الحظر‭ ‬المفروض‭ ‬على‭ ‬منظمة‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطينية‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬فرضت‭ ‬أيضًا‭ ‬شروطًا‭ ‬مرهقة‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬مساعدات‭ ‬أمريكية‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬وعلى‭ ‬العلاقات‭ ‬معهم‭.‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬روجت‭ ‬الإدارة‭ ‬لـ‭ ‬‮«‬مساعداتها‭ ‬للفلسطينيين‮»‬،‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأولى‭ ‬بعد‭ ‬إبرام‭ ‬اتفاقيات‭ ‬أوسلو،‭ ‬ذهبت‭ ‬تلك‭ ‬المساعدات‭ ‬مباشرة‭ ‬إلى‭ ‬الوكالة‭ ‬الأمريكية‭ ‬للتنمية‭ ‬الدولية،‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬بتوزيعها‭ ‬على‭ ‬المنظمات‭ ‬غير‭ ‬الحكومية‭ ‬الأمريكية‭ ‬لتنفيذ‭ ‬مشاريع‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬رأي‭ ‬في‭ ‬تحديدها‭. ‬وفي‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان،‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬صرف‭ ‬الأموال‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭.‬

ومما‭ ‬زاد‭ ‬الطين‭ ‬بلة،‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬وقت‭ ‬قصير‭ ‬من‭ ‬إبرام‭ ‬اتفاقيات‭ ‬أوسلو،‭ ‬أنشأت‭ ‬المعارضة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬لرابين‭ ‬في‭ ‬حزب‭ ‬الليكود‭ ‬جماعة‭ ‬ضغط‭ ‬مضادة‭ ‬في‭ ‬واشنطن،‭ ‬بقيادة‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭. ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬الشراكة‭ ‬مع‭ ‬الجمهوريين‭ ‬في‭ ‬الكونجرس،‭ ‬بدأت‭ ‬جهود‭ ‬الضغط‭ ‬الأمريكية‭ ‬هذه‭ ‬في‭ ‬تخريب‭ ‬عملية‭ ‬السلام‭.‬

وبعد‭ ‬فوز‭ ‬الجمهوريين‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬وسيطرتهم‭ ‬على‭ ‬الكونجرس‭ ‬عام‭ ‬1994،‭ ‬تم‭ ‬تحديد‭ ‬الجانبين‭: ‬كلينتون‭ ‬ورابين‭ ‬مقابل‭ ‬الجمهوريين‭ ‬والليكود‭ ‬ولم‭ ‬يبق‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬أي‭ ‬فرصة،‭ ‬حيث‭ ‬فُرضت‭ ‬عليهم‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬العقابية،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬مُنحت‭ ‬إسرائيل‭ ‬كل‭ ‬العون‭ ‬والفرص‭. ‬وبعد‭ ‬اغتيال‭ ‬إسحاق‭ ‬رابين‭ ‬وانتخاب‭ ‬نتنياهو،‭ ‬تمكنت‭ ‬إسرائيل‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬الإفلات‭ ‬من‭ ‬العقاب،‭ ‬وبلغت‭ ‬ذروتها‭ ‬عندما‭ ‬دعا‭ ‬الكونغرس‭ ‬ذو‭ ‬الأغلبية‭ ‬الجمهورية‭ ‬نتنياهو‭ ‬إلى‭ ‬جلسة‭ ‬مشتركة‭ ‬أوضح‭ ‬فيها‭ ‬نيته‭ ‬إنهاء‭ ‬عملية‭ ‬أوسلو‭.‬

لقد‭ ‬تفاقم‭ ‬عدم‭ ‬التكافؤ‭ ‬بين‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬والفلسطينيين‭. ‬كانت‭ ‬لدى‭ ‬إسرائيل‭ ‬القوة‭ ‬بينما‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬عوامل‭ ‬القوة‭. ‬حصلت‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬الدعم،‭ ‬بينما‭ ‬واجه‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬مزيدا‭ ‬من‭ ‬الضغوط‭. ‬كانت‭ ‬اتفاقيات‭ ‬أوسلو‭ ‬في‭ ‬الأثناء‭ ‬تموت‭ ‬موتاً‭ ‬بطيئاً‭.‬

ومنذ‭ ‬أوسلو،‭ ‬أصبح‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬أكثر‭ ‬فقراً،‭ ‬وتضاعفت‭ ‬معدلات‭ ‬البطالة؛‭ ‬وزادت‭ ‬المستوطنات‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬بنسبة‭ ‬50‭ ‬في‭ ‬المائة،‭ ‬وكذلك‭ ‬الاستيلاء‭ ‬على‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية؛‭ ‬وبينما‭ ‬كان‭ ‬الإسرائيليون‭ ‬يتصرفون‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬عقاب،‭ ‬كان‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬يفقدون‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭.‬

ظل‭ ‬هذا‭ ‬التباين‭ ‬يتفاقم‭ ‬حتى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬حل‭ ‬هذا‭ ‬الصراع‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬والفلسطينيين،‭ ‬والذي‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬الزمن،‭ ‬يظل‭ ‬بعيد‭ ‬المنال‭.‬

{‭ ‬رئيس‭ ‬المعهد‭ ‬العربي‭ ‬الأمريكي

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا