أعلنت شركة Beyon (وهي شركة تكنولوجيا مالية متعددة التخصصات، وحاصلة على سبعة تراخيص مختلفة النشاطات من مصرف البحرين المركزي، في مجالات المدفوعات والتحويلات المالية، والاستثمار، والخدمات المصرفية المفتوحة، وإدارة الخدمات المالية الشخصية، والأمن السيبراني، والاتصالات وغيرها من الخدمات التقنية المعاصرة)، توقيع مذكرة تفاهم مع شركةE-Space (وهي شركة متخصصة في مجال الاتصالات عبر الاقمار الصناعية) وذلك لدعم نشر خدمات إنترنت الأشياء بمملكة البحرين، بما يتيح طرح تطبيقات ذكية جديدة للقطاع التجاري.
فماذا نعني بإنترنت الأشياء؟، وما أهميته؟، وما أبرز تطبيقاته؟
نحاول في هذا المقال الإجابة عن هذه التساؤلات، لاسيما أن التقدم التقني والمعلوماتي أدى إلى ظهور إنترنت الأشياء، الذي يشير إلى عملية تنسيق أجهزة متعددة متصلة بالإنترنت عبر شبكات متعددة أيضا ومرتبطة بمجموعة من الأجهزة المتصلة، والوسائل التكنولوجية التي تيسر الاتصال بين الأجهزة والسحابة، وكذلك بين الأجهزة نفسها.
ونتيجة لظهور رقائق الكمبيوتر منخفضة التكلفة، واتصالات النطاق الترددي العالي، أصبح العالم يمتلك أعدادًا ضخمة من الأجهزة المتصلة بالإنترنت. وهذا معناه أن الأجهزة التي نستخدمها يوميًا مثل فرش الأسنان والمكانس الكهربائية والسيارات، والزوارق البحرية، والطائرات، والآلات، والأجهزة الذكية المستخدمة في التصنيع، وتجارة التجزئة، والصحة، وغيرها يمكنها استخدام أدوات الاستشعار لجمع البيانات والتجاوب بذكاء مع المستخدمين.
وقد عرف الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) إنترنت الأشياء بأنه «بنية تحتية عالمية لمجتمع المعلومات، تمكن من إحراز خدمات متقدمة من خلال ربط الأشياء – المادية والافتراضية – على أساس موجود، وتكنولوجيات المعلومات والاتصالات المتطورة القابلة للتشغيل البيني».
وعرفت اللجنة الكهروتقنية الدولية (IEC) إنترنت الأشياء بأنه «بنية تحتية للكيانات والأشخاص والأنظمة وموارد المعلومات المترابطة جنبًا إلى جنب مع الخدمات التي تعالج المعلومات من العالم المادي ومن العالم الافتراضي وتتفاعل معها». كما عرف إنترنت الأشياء على أنه التوصيل البيني عبر الإنترنت لأجهزة الحوسبة المضمنة في الأشياء اليومية، ما يتيح لها إرسال البيانات واستقبالها.
وعرف أيضا بأنه شبكة من الأجهزة القادرة بشكل مستقل على استشعار البيئة المحيطة ومراقبتها أو التفاعل معها، بالإضافة إلى جمع البيانات وتبادلها.
وتتميز شبكات إنترنت الأشياء بثلاث ميزات رئيسية: أولها إنها نموذج اتصال بالأشياء، ثانيها إنها تعد قياسات للعالم المادي، وأخيرا يمكنها التحكم أو توفير العمل في العالم الحقيقي(المادي).
ويتألف نظام إنترنت الأشياء من ثلاثة عناصر هي: الأجهزة الذكية مثل التلفزيون وكاميرات المراقبة ومعدات التدريب المزودة بقدرات حاسوبية، وتطبيق إنترنت الأشياء، وواجهة مستخدم رسومية.
مذكرة التفاهم التي وقعتها شركة Beyon مع شركة ES-pace تتيح الفرصة للشركتين للتعاون والعمل معا في تطوير حلول إنترنت الأشياء عبر الأقمار الصناعية، وذلك من خلال الاستفادة من إمكانيات شبكة Beyon إلى جانب الشبكة المتقدمة في المدار الأرضي المنخفض LEO لشركة E-Space بالإضافة إلى إمكانيات الأجهزة المبتكرة والحديثة، وبما يدعم الاستخدام غير المنقطع لبيانات إنترنت الأشياء في الوقت الفعلي ومن أي مكان.
ومما ينبغي الإشارة إليه أن مملكة البحرين تتميز بالريادة والسبق بين دول مجلس التعاون الخليجي في إصدار معايير الاتصال المتعلقة بإنترنت الأشياء، وتدعم استخدام نطاق التردد لنُظم إنترنت الأشياء (NB-IoT) ضمن نُظم الاتصالات المتنقلة الدوليّة. ولعبت شبكات وتقنيات الهاتف النقال في البحرين دورًا حيويًا في دعم تقنيات إنترنت الأشياء والبنية التحتيّة للاتصالات بين مختلف الأجهزة في المملكة، فقد تم تجهير الشبكات اللاسلكيّة وشبكات الألياف البصريّة في المملكة لدعم شبكة الجيل الخامس، والتي تعمل على مضاعفة سرعات الإنترنت وتقوية الاتصال. وقد حفزت الحكومة العديد من الجهات الحكوميّة ومؤسسات القطاع الخاص لاعتماد تقنيات إنترنت الأشياء في أعمالها بما يسهم في دعم النمو الاقتصادي في المملكة.
كما تعد مملكة البحرين من الدول القليلة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي تعاونت مع الاتحاد الدولي للاتصالات في وضع مقترح لوثيقة عمل جديدة لمواءمة استخدام تقنيات الاتصالات المتنقلة الدوليّة لتطبيقات إنترنت الأشياء. حيث تحرص مملكة البحرين على مواكبة التطورات التقنية المعاصرة في مجالات التكنولوجيا المالية ونظم الاتصالات وغيرها من المجالات وتتيح آفاقا واسعة أمام الشركات الوطنية والإقليمية والعالمية للاستثمار في البحرين بهذه المجالات والاستفادة من البيئة التشريعية والتنظيمية والدعم الحكومي والموارد البشرية المؤهلة المتاحة في البلاد.
{ أكاديمي وخبير اقتصادي
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك