مشكلة البطالة مشكلة عالمية تعاني منها كل دول العالم تقريبا الغنية والفقيرة على حد سواء وإن كانت نسبة البطالة في الدول الفقيرة أكثر بسبب زيادة عدد السكان وعدم قدرة سوق العمل على استيعاب الباحثين عن العمل وقلة المشاريع والإمكانيات حيث تصل نسبة البطالة في بعض البلدان إلى 30% خصوصا بين الشباب وهي نسبة كبيرة تشكل عبئا مضاعفا على الحكومات لما لها من تأثيرات وتداعيات اجتماعية وأمنية وسياسية، ولذلك تحاول الدول إيجاد حلول جادة لمشكلة البطالة من خلال العمل على توفير المزيد من فرص العمل بإقامة مشاريع مختلفة لاستيعاب الشباب حفاظا على أمن واستقرار المجتمعات.
وبالرغم من أن البطالة في مملكة البحرين في أدنى مستوياتها حسب البيانات الرسمية إلا أنه هناك محاولات واقتراحات لإيجاد حلول لمسألة البطالة سواء من جانب الأخوة نواب الشعب أو من خلال الجهود الحكومية وهي جهود مقدرة تذكر فتشكر وتؤكد حرص الجميع على التعامل مع هذه المسالة بجدية لمساعدة الباحثين عن العمل في الحصول على وظيفة تؤمن للشباب مستقبلهم وتساعدهم على مواجهة متطلبات الحياة وأعبائها وتكوين أسرة مستقرة.
ونعتقد أن الاقتراح الأخير الذي تقدم به بعض الأخوة النواب لبحرنة تعليم اللغة العربية والتربية الإسلامية في المدارس الخاصة يأتي في هذا السياق في إطار التوجهات البحرينية للحد من البطالة وخصوصا البطالة الجامعية، إلا أن الجهود الحكومية والنيابية مهما كانت لن تكون كافية إذا لم تتبعها جهود أهلية من قبل المواطنين لتتضافر الجهود في التعامل مع مسألة البطالة وهذا يتطلب اتخاذ العديد من الخطوات التي نراها مهمة للحد من البطالة ومنها:
أولا: الحد من التوجه نحو التعليم العالي وخصوصا في التخصصات التي لا يحتاجها سوق العمل وخصوصا التخصصات الأدبية والاجتماعية حتى لا يجد الخريج نفسه بعد سنوات من الدراسة والتحصيل العلمي والغربة للدارسين في الخارج وخسارة المبالغ الكبيرة للذين يدرسون على حسابهم الخاص ضمن بطالة الخريجين، وهنا قبل كل شيء يجب إقناع وتوعية أولياء الأمور والطلبة على حد سواء قبل الالتحاق بالتعليم الجامعي اختيار التخصص الذي يحتاجه سوق العمل وليس الدراسة من أجل الحصول على مؤهل جامعي فقط ومن ثم الجلوس في البيت أو على قارعة الطرق أو في المقاهي يعاني من الملل والفراغ فهناك تخصصات كثيرة لا يحتاجها سوق العمل يجب التوقف عن إدراجها حتى ولو لمدة معينة والتي منها على سبيل المثال تخصصات الحقوق حيث يعاني الكثير من الآلاف من خريجي هذا التخصص من عدم الحصول على وظيفة حسب التخصص.
2 – تشجيع الطلبة وخصوصا طلبة المرحلة الإعدادية على الالتحاق بالتعليم الفني والمهني لحاجة البحرين وسوق العمل للوظائف المهنية التي يوفرها هذا النوع من التعليم في ظل وجود آلاف الوظائف التي يحتلها الأجانب في الوقت الحاضر بسبب عدم توفر البديل البحريني فالمهارات التي يكتسبها الطالب في التعليم الفني والمهني تساعده على الحصول على وظيفة أو فتح محل خاص به يتناسب مع المهارات التي اكتسبها خلال دراسته وبذلك نكون قد ضربنا عصفورين بحجر واحد كما يقال وفرنا وظائف للشباب ووضعنا حدا للعمالة الأجنبية.
3 – إعداد البرامج والندوات التوعوية للطلبة والشباب التي تشجعهم على الالتحاق بالوظائف التي يحتلها الأجانب حاليا بسبب عزوف البحرينيين عنها وهي كثيرة والحمد لله وهنا الدور يقع على وسائل الإعلام بمختلف أشكالها وأنواعها وعلى رجال الدين وجمعيات المجتمع المدني.
4 – وضع حد للزيادة السكانية لأن سوق العمل لن يستطيع استيعاب هذه الأعداد الكبيرة من الشباب الذين يتخرجون سنويا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك