بعد الزلزال المدمر الذي ضرب مدينة أغادير المغربية في بداية ستينيات القرن الماضي وتحديدا عام 1960 والذي أدى إلى وقوع خسائر بشرية ومادية ضخمة وخلفت آلاف القتلى من البشر حوالي 15 ألف قتيل و12 ألف جريح و35 ألف مشرد وخسائر مادية بلغت 290 مليون دولار ودمرت أجزاء كبيرة من هذه المدينة المغربية الواقعة على ضفاف المحيط الأطلسي ما استدعى إعادة بناء المدينة وإعمارها من جديد بسبب ما تعرضت له من دمار استغرق عدة سنوات ، تعرضت المملكة المغربية الشقيقة من جديد إلى زلزال آخر مدمر ولكنه ضرب هذه المرة مدينة مراكش وضواحيها وكان مركزه جبال أطلس وإن كان أقل ضررا لكنه خلف آلاف القتلى والجرحى والآلاف من البشر الذين فقدوا مساكنهم وبقوا بلا مأوى وتجمعوا في خيام تم نصبها على وجه السرعة لاحتوائهم لحين توفير السكن الآمن لهم أو ترميم المنازل التي لم تتضرر بشكل كبير من الزلزال.
الخسائر التي تسبب فيها هذا الزلزال تفوق إمكانيات المغرب الشقيق ولذلك سارعت العديد من الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة إلى تقديم كل أشكال الدعم الممكنة والمساعدات الإنسانية والغذائية الطارئة والمستعجلة وإرسال فرق الإنقاذ مع الكلاب البوليسية للبحث عن ناجين من تحت الأنقاض وفرق الإنقاذ والجرافات في سباق مع الزمن لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ومساعدة المحتاجين في هذه الأوقات العصيبة التي يمر بها القطر المغربي الشقيق في إطار التضامن الإنساني رغم الصعوبات الكبيرة التي واجهوها للوصول إلى المتضررين بسبب ظروف منطقة جبال الأطلسي والمناطق السكنية النائية الواقعة في هذه المناطق.
ولا شك أن الدمار الذي تسبب فيه هذا الزلزال كبير والخسائر جسيمة وإعادة البناء باهظة ما يتطلب وقتا طويلا وميزانيات كبيرة وإمكانيات مادية ضخمة قد تفوق إمكانيات المغرب، ولذلك فإننا نعتقد إن المساعدات يجب ألا تقتصر على تقديم المساعدات المستعجلة رغم أهميتها لأنها غير كافية لتجاوز هذه المحنة الإنسانية، وعليه يجب تقديم مساعدات ما بعد الزلزال لإعادة البناء وإصلاح الدمار الذي أصاب البنية التحتية وإعادة المواطنين الذين بقوا دون مأوى إلى ديارهم وهذا يتطلب وقتا حتى لا يشعر المغرب حكومة وشعبا بأنه وحيد يواجه هذه المحنة التي ألمت به ذات ليلة والناس نيام في منازلهم وفجأة وجدوا أنفسهم من دون مأوى في العراء.
ولا شك أيضا إن وراء هذه الزلزال أسباب عديدة منها جيولوجية ترتبط بتكوين الأرض وتضاريسها وتغير المناخ ومنها أسباب سياسية مرتبطة بمصالح الدول التي تسعى لامتلاك الأسلحة النووية من خلال إقدامها على عمل التجارب النووية تحت سطح البحار وما يسببه ذلك من كوارث ومصائب للبشرية جمعاء.
أما الشقيقة ليبيا فقد تعرضت هي الأخرى لموجة فيضانات غير مسبوقة راح ضحيتها أكثر من 11 ألف شخص حسب بعض التقديرات وأصبحت مدينة درنة أكثر المناطق تأثرا بالفيضانات مدينة منكوبة يعمها الدمار والخراب واختفت ملامح المدينة بسبب إعصار «دانيال».
ومثلما قدمت الدول الدعم والمساعدة للمغرب فقد قامت العديد من الدول بتقديم المساعدة لليبيا لمواجهة هذه الكارثة الإنسانية.
دعواتنا إلى الشقيقتين المغرب وليبيا بتجاوز تداعيات هاتين الكارثتين المأساويتين اللتين حلتا بهما وإصلاح الأضرار والخراب اللذين خلفهما الزلزال والفيضان في أسرع وقت ممكن لتعود الحياة إلى طبيعتها في المدن والقرى المنكوبة وأن يتغمد الله الضحايا بواسع رحمته وأن يلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك