تحتفل المملكة العربية السعودية هذا العام في الثامن من شهر ربيع الأول/ 1445هـ، الموافق يوم 23/ سبتمبر/ 2023م، بالذكرى الثالثة والتسعين لتوحيد المملكة العربية السعودية، بعد أن أتمّ الله سبحانه وتعالى للملك الموحد المغفور له بإذن الله عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه، نعمه ونصر توحيد البلاد، ونال باستحقاق بيعة الشعب وولاءه وإخلاصه، وعرفانه بالقدرات الفذة والمميزات الرفيعة التي اتسمت بها شخصية القائد الملك الموحد، الذي أرسى قواعد العدل والأمن والاستقرار في ربوع الجزيرة العربية، وشرع في اعتماد سياسات إصلاحية مشهودة في مجالات الاقتصاد والتعليم والصحة وتنظيم إدارة الدولة، وامتدت وتطورت تلكم التوجهات التنموية إلى ملوك المملكة الذين توارثوا حكم البلاد- أبناء الملك المؤسس - وصولا إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أطال الله عمره، الذي بايعته الأسرة المالكة والشعب السعودي في الثالث من شهر ربيع الآخر سنة 1436هـ، والذي قاد المملكة إلى مرحلة جديدة من التطوير والإصلاح والتجديد، وإعادة بناء هيكل الدولة وتشريعاتها ونظمها، والحزم في مواجهة الفساد المالي والإداري والإرهاب والتطرف، وانعكست في توطيد المكانة الاقتصادية والسياسية للمملكة على الصعيدين الإقليمي والدولي، وأطلق في الخامس والعشرين من أبريل 2016 رؤية المملكة 2030 فاحتلت البلاد وباقتدار مكانتها وموقعها بين العشرين الكبار في العالم باستحقاق وبكفاءة وديناميكية سياسية وحضارية متميزة، مع تبنيها للانفتاح المتوازن على الحضارات الحديثة، والأخذ بوسائل وتقنيات التقدم والرقي والعصرنة، والعيش بسلام مع جميع دول العالم المحبة للسلام. فحققت المملكة الرفاهية لشعبها وللمقيمين في ربوعها، محولة الإيرادات النفطية التي حباها الله جل في علاه فيها، إلى أصول إنتاجية متجددة، ورأسمال بشري مؤهل وفعال، ونهضة متواصلة، ما قاد إلى تنويع قاعدة البلاد الاقتصادية وتحقيق التنمية المتوازنة، وتعزيز الأمن الاقتصادي الوطني. وأرست قواعد علمية رصينة في مجال مواكبة التطور الحضاري والتكنولوجي الذي يشهده العالم، ورسمت خططها في مجالات التعليم الراقي والتدريب والتأهيل المتميز، وبناء قواعد اقتصاد المعرفة المعززة للابتكار، والاقتصاد الرقمي، والذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا، والشمول المالي، ورأس المال البشري المؤهل، والطاقة البديلة والمتجددة، والسياحة والترفيه، وتدشين المدن الذكية، ودعم واحتضان الإبداع والابتكار، وتنمية الأفكار الخلاقة للشباب، والحرص على إرساء تقنيات أكثر ديناميكية في مجالات عديدة تتناسب مع مؤهلات واحتياجات الأجيال القادمة وغيرها من مجالات تعد مقدمات ضرورية للانتقال إلى نمط اقتصاديات المستقبل. كما أولت عمارة الحرمين الشريفين اهتماما كبيرا بما ييسر للحجاج والمعتمرين والزوار أداء مناسكهم بكل راحة وسرور. ونجحت باقتدار بامتصاص وتجاوز مختلف التحديات التي واجهتها، بما يعزز حاضر المملكة، ويرسخ مستقبلها الواعد، ويحقق أهدافها في توظيف مزاياها النسبية والتنافسية لما يخدم المواطن ويرفع من مستواه المعيشي ويعظم رفاهيته، وبما ينعكس إيجابا على إنتاجيته وعطائه لوطنه ومجتمعه، وبما يبشر بميلاد قوة اقتصادية عالمية جديدة.
وقد وطدت المملكة علاقاتها الأخوية المميزة مع دول الخليج العربي، لاسيما مع مملكة البحرين، إذ تعد العلاقات السعودية البحرينية الأنموذج الخليجي الأبرز، حيث وصفت بأنها علاقات متفردة ومتميزة وضاربة بجذورها في عمق التاريخ، واعتبر التنسيق بين قيادتيهما والتطابق في أغلب مواقفهما السياسية إزاء مختلف القضايا والانشغالات الوطنية والإقليمية والدولية انعكاسا صادقا لذلك المستوى الراقي من التكامل والتوحد، بما ينعكس إيجابًا على شعبيهما الشقيقين وشعوب دول مجلس التعاون الخليجي، وقد لخص جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين المعظم، مكانة المملكة العربية السعودية في منظور مملكة البحرين بالقول «إن الاستقرار والتضامن الخليجي يعتمد، في جميع المواقف، على الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، وإننا معها في السراء والضراء بما يحقق الاستقرار والازدهار في المنطقة»، وذلك خلال استقبال جلالته كبير مستشاري الرئيس الأمريكي في الأول من سبتمبر 2020.
تحية المحبة والعرفان والإخلاص لقيادة المملكة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ولولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وتحية للشعب العربي السعودي الوفي وكل عام والمملكة تتقدم إلى الأمام بعون الله ورعايته.
{ أكاديمي وخبير اقتصادي
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك