العدد : ١٧٠٥٠ - الأربعاء ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥٠ - الأربعاء ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

البحث عن الجثث متواصل في درنة والأمم المتحدة تخشى انتشار الأمراض

الثلاثاء ١٩ سبتمبر ٢٠٢٣ - 02:00

درنة‭ (‬ليبيا‭) (‬وكالات‭ ‬الأنباء‭): ‬أعلنت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أمس‭ ‬الإثنين‭ ‬أن‭ ‬وكالاتها‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تفادي‭ ‬انتشار‭ ‬الأمراض‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬درنة‭ ‬الليبية‭ ‬المنكوبة‭ ‬جراء‭ ‬فيضانات‭ ‬خلّفت‭ ‬آلاف‭ ‬القتلى‭ ‬وحيث‭ ‬يبحث‭ ‬المسعفون‭ ‬عن‭ ‬آلاف‭ ‬المفقودين‭ ‬الذين‭ ‬يُعتقد‭ ‬أنهم‭ ‬قضوا‭ ‬في‭ ‬الكارثة‭. ‬

في‭ ‬المدينة‭ ‬التي‭ ‬يبلغ‭ ‬عدد‭ ‬سكانها‭ ‬100‭ ‬ألف‭ ‬نسمة‭ ‬والمطلة‭ ‬على‭ ‬البحر‭ ‬الأبيض‭ ‬المتوسط‭ ‬في‭ ‬شرق‭ ‬البلاد،‭ ‬تسبّبت‭ ‬الفيضانات‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬انهيار‭ ‬سدين‭ ‬تحت‭ ‬ضغط‭ ‬الأمطار‭ ‬الغزيرة‭ ‬التي‭ ‬حملتها‭ ‬العاصفة‭ ‬دانيال‭ ‬في‭ ‬10‭ ‬سبتمبر،‭ ‬في‭ ‬وفاة‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬3300‭ ‬شخص‭ ‬وفقا‭ ‬لآخر‭ ‬حصيلة‭ ‬رسمية‭ ‬مؤقتة‭ ‬وخلفت‭ ‬مشهدًا‭ ‬يذكّر‭ ‬بساحة‭ ‬حرب‭ ‬طاحنة‭. ‬

وتوقّعت‭ ‬وكالات‭ ‬تابعة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ومسؤولون‭ ‬ليبيون‭ ‬ارتفاع‭ ‬حصيلة‭ ‬القتلى‭. ‬وقال‭ ‬الهلال‭ ‬الأحمر‭ ‬الليبي‭ ‬إنه‭ ‬أنشأ‭ ‬منصة‭ ‬لتسجيل‭ ‬المفقودين،‭ ‬داعيا‭ ‬السكان‭ ‬إلى‭ ‬تقديم‭ ‬معلومات‭ ‬عمن‭ ‬فُقد‭ ‬أثرهم‭. ‬

وقالت‭ ‬بعثة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للدعم‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬إن‭ ‬‮«‬فرقا‭ ‬من‭ ‬تسع‭ ‬وكالات‭ ‬تابعة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬انتشرت‭ ‬خلال‭ ‬الأيام‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ (‬في‭ ‬درنة‭ ‬ومدن‭ ‬أخرى‭) ‬لتقديم‭ ‬المساعدات‭ ‬والدعم‭ ‬للمتضررين‮»‬‭.  ‬وأضافت‭ ‬أن‭ ‬المسؤولين‭ ‬الليبيين‭ ‬ووكالات‭ ‬الإغاثة‭ ‬ومنظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬‮«‬يساورهم‭ ‬القلق‭ ‬بشأن‭ ‬خطر‭ ‬تفشي‭ ‬الأمراض،‭ ‬خصوصا‭ ‬بسبب‭ ‬المياه‭ ‬الملوثة‭ ‬وغياب‭ ‬مستلزمات‭ ‬النظافة‭ ‬الصحية‮»‬‭. ‬

وقالت‭ ‬البعثة‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬‮«‬يواصل‭ ‬الفريق‭ ‬العمل‭ ‬لمنع‭ ‬انتشار‭ ‬الأمراض،‭ ‬والتسبّب‭ ‬بأزمة‭ ‬ثانية‭ ‬مدمّرة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‮»‬‭. ‬

في‭ ‬ميناء‭ ‬درنة،‭ ‬كان‭ ‬فريقا‭ ‬الإغاثة‭ ‬الليبي‭ ‬والإماراتي‭ ‬ينسّقان‭ ‬جهودهما‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬انتشال‭ ‬جثث‭ ‬من‭ ‬البحر،‭ ‬وفق‭ ‬صحفية‭ ‬من‭ ‬وكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬في‭ ‬المكان‭. ‬وقال‭ ‬قائد‭ ‬الفريق‭ ‬الإماراتي‭ ‬‮«‬يُمنع‭ ‬منعًا‭ ‬باتًا‭ ‬مسك‭ ‬أي‭ ‬جثة‭ ‬أو‭ ‬فتح‭ ‬السيارات‭ ‬المغمورة‭ ‬تحت‭ ‬المياه‮»‬‭ ‬والتي‭ ‬توجد‭ ‬فيها‭ ‬جثث‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يبدو‭. ‬

وأوضح‭ ‬أن‭ ‬المهمة‭ ‬حاليا‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬الغطس‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬أجسام‭ ‬بشرية‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬بشرية‭ ‬تحت‭ ‬المياه‭ ‬وربطها‭ ‬بحبال‭ ‬من‭ ‬بعيد‭ ‬للتمكن‭ ‬من‭ ‬سحبها‭ ‬دون‭ ‬لمسها‭. ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬تعمل‭ ‬فرق‭ ‬غطس‭ ‬تركية‭ ‬وروسية‭ ‬على‭ ‬محاولة‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬جثث‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬الميناء‭ ‬حيث‭ ‬صبّت‭ ‬السيول‭ ‬الجارفة‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬حملته‭ ‬في‭ ‬طريقها‭. ‬

وبعد‭ ‬انهيار‭ ‬السدين‭ ‬ليل‭ ‬الأحد‭ ‬الاثنين‭ ‬11سبتمبر،‭ ‬جرفت‭ ‬المياه‭ ‬التي‭ ‬ارتفعت‭ ‬أمتارًا‭ ‬عدة،‭ ‬أجزاء‭ ‬من‭ ‬المدينة‭ ‬الساحلية‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬وصفه‭ ‬البعض‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬تسونامي‮»‬‭. ‬ويتم‭ ‬يوميًا‭ ‬انتشال‭ ‬عشرات‭ ‬الجثث‭ ‬المطمورة‭ ‬تحت‭ ‬أنقاض‭ ‬الأحياء‭ ‬المدمرة‭ ‬أو‭ ‬التي‭ ‬جرفها‭ ‬البحر‭ ‬ودفنها‭ ‬في‭ ‬مشهد‭ ‬مروع‭.  ‬

ويمثّل‭ ‬تنظيم‭ ‬الإغاثة‭ ‬تحديًا‭ ‬بسبب‭ ‬الفوضى‭ ‬السياسية‭ ‬السائدة‭ ‬منذ‭ ‬2011،‭ ‬إذ‭ ‬تدير‭ ‬ليبيا‭ ‬حكومتان،‭ ‬واحدة‭ ‬في‭ ‬طرابلس‭ ‬والأخرى‭ ‬في‭ ‬الشرق‭. ‬

ويبدو‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬هول‭ ‬الكارثة‭ ‬أن‭ ‬المعسكرين‭ ‬المتنافسين‭ ‬قد‭ ‬وضعا‭ ‬خلافاتهما‭ ‬جانبًا‭. ‬وتم‭ ‬إرسال‭ ‬فرق‭ ‬مساعدات‭ ‬وكميات‭ ‬إغاثية‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬طرابلس‭ ‬إلى‭ ‬المناطق‭ ‬المنكوبة‭.  ‬

كما‭ ‬أعلنت‭ ‬حكومة‭ ‬طرابلس‭ ‬الاثنين‭ ‬مباشرة‭ ‬العمل‭ ‬لبناء‭ ‬‮«‬جسر‭ ‬مؤقت‮»‬‭ ‬فوق‭ ‬الوادي‭ ‬الذي‭ ‬يعبر‭ ‬درنة،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬انقطعت‭ ‬الطرق‭ ‬بين‭ ‬ضفتي‭ ‬المدينة‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬جرفت‭ ‬الأمواج‭ ‬الجسور‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تربطهما‭.  ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا