العدد : ١٧٠٥٠ - الأربعاء ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥٠ - الأربعاء ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

ألسنة اللهب تتصاعد في وسط العاصمة السودانية مع احتدام المعارك

الاثنين ١٨ سبتمبر ٢٠٢٣ - 02:00

ود‭ ‬مدني‭ (‬السودان‭) - (‬وكالات‭ ‬الأ‭ ‬نباء‭): ‬هاجمت‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬لليوم‭ ‬الثاني‭ ‬على‭ ‬التوالي‭ ‬مقر‭ ‬القيادة‭ ‬العامة‭ ‬للجيش‭ ‬السوداني‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬الخرطوم‭ ‬حيث‭ ‬تصاعدت‭ ‬ألسنة‭ ‬اللهب‭ ‬من‭ ‬أبراج‭ ‬عدة‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬العاصمة،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬أفاد‭ ‬شهود‭ ‬وكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭. ‬

بينما‭ ‬تجددت الاشتباكات‭ ‬والقصف‭ ‬المدفعي‭ ‬بين‭ ‬الجيش‭ ‬السوداني‭ ‬وقوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‮ ‬بأم‭ ‬درمان،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تواصل‭ ‬الاشتباكات‭ ‬في‭ ‬القيادة‭ ‬العامة‭ ‬بالخرطوم‭ ‬وحي‭ ‬المربعات‭ ‬جنوب‭ ‬أم‭ ‬درمان،‭ ‬اشتعلت‭ ‬النيران‭ ‬في‭ ‬مبنى‭ ‬مكون‭ ‬من‭ ‬18‭ ‬طابقا‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬العاصمة‭ ‬السودانية‭.‬

وقال‭ ‬سكان‭: ‬‮«‬تدور‭ ‬اشتباكات‭ ‬حول‭ ‬مقر‭ ‬قيادة‭ ‬الجيش‭ ‬تستخدم‭ ‬فيها‭ ‬جميع‭ ‬أنواع‭ ‬الأسلحة‮»‬‭. ‬

وكان‭ ‬سكان‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬قد‭ ‬أفادوا‭ ‬السبت‭ ‬الماضي‭ ‬عن‭ ‬استئناف‭ ‬المعارك‭ ‬في‭ ‬محيط‭ ‬مقر‭ ‬القيادة‭ ‬العامة‭ ‬بعد‭ ‬هدوء‭ ‬لأسبوعين‭. ‬وأدت‭ ‬هذه‭ ‬الاشتباكات‭ ‬الى‭ ‬اشتعال‭ ‬النيران‭ ‬في‭ ‬مبانٍ‭ ‬بوسط‭ ‬الخرطوم‭. ‬

وأظهرت‭ ‬مقاطع‭ ‬فيديو‭ ‬على‭ ‬منصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ -‬تحققت‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬من‭ ‬صحتها‭- ‬ألسنة‭ ‬اللهب‭ ‬تلتهم‭ ‬مباني‭ ‬شهيرة،‭ ‬أبرزها‭ ‬البرج‭ ‬الذي‭ ‬يضم‭ ‬مقر‭ ‬ومكاتب‭ ‬شركة‭ ‬النيل،‭ ‬أكبر‭ ‬شركات‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬البلاد‭. ‬

ويعدّ‭ ‬المبنى‭ ‬ذو‭ ‬الواجهات‭ ‬الزجاجية‭ ‬والتصميم‭ ‬الهرميّ‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬معالم‭ ‬العاصمة‭. ‬وأظهرت‭ ‬المقاطع‭ ‬احتراقه‭ ‬بشكل‭ ‬شبه‭ ‬كامل‭ ‬اذ‭ ‬غطّى‭ ‬اللون‭ ‬الأسود‭ ‬طبقاته‭ ‬مع‭ ‬تواصل‭ ‬تصاعد‭ ‬الدخان‭ ‬منه‭. ‬

وغطى‭ ‬الدخان‭ ‬الأسود‭ ‬الكثيف‭ ‬سماء‭ ‬العاصمة‭ ‬السودانية‭. ‬وأظهرت‭ ‬صور‭ ‬تمّ‭ ‬تداولها‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬تهشّم‭ ‬نوافذ‭ ‬مبانٍ‭ ‬عدة‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬الخرطوم‭ ‬واختراق‭ ‬الرصاص‭ ‬لجدرانها‭.‬

وحوّل‭ ‬الصراع‭ ‬الخرطوم‭ ‬إلى‭ ‬منطقة‭ ‬حرب‭ ‬حضرية،‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخرطوم‭ ‬الكبرى،‭ ‬حيث‭ ‬استولت‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬على‭ ‬منازل‭ ‬مدنيين‭ ‬وحوّلتها‭ ‬إلى‭ ‬قواعد‭ ‬عمليات،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬ردّ‭ ‬الجيش‭ ‬بقصف‭ ‬مناطق‭ ‬سكنية،‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬تقول‭ ‬جماعات‭ ‬حقوقية‭ ‬ونشطاء‭. ‬

ومنذ‭ ‬اندلاع‭ ‬المعارك‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬بين‭ ‬الجيش‭ ‬بقيادة‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬البرهان‭ ‬وقوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬بقيادة‭ ‬محمد‭ ‬حمدان‭ ‬دقلو‭ ‬في‭ ‬15‭ ‬ابريل،‭ ‬قُتل‭ ‬نحو‭ ‬7500‭ ‬شخص،‭ ‬ومن‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الأعداد‭ ‬الفعلية‭ ‬أعلى‭ ‬بكثير،‭ ‬بينما‭ ‬اضطر‭ ‬نحو‭ ‬خمسة‭ ‬ملايين‭ ‬شخص‭ ‬إلى‭ ‬ترك‭ ‬منازلهم‭ ‬والنزوح‭ ‬داخل‭ ‬السودان‭ ‬أو‭ ‬العبور‭ ‬الى‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬وخصوصا‭ ‬مصر‭ ‬وتشاد‭. ‬

وفرّ‭ ‬نحو‭ ‬2,8‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬من‭ ‬الخرطوم‭ ‬التي‭ ‬تشهد‭ ‬قصفا‭ ‬جويا‭ ‬وبالمدفعية‭ ‬الثقيلة‭ ‬وحرب‭ ‬شوارع‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬سكنية‭. ‬

وقال‭ ‬شهود‭ ‬في‭ ‬حي‭ ‬مايو‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬الخرطوم‭ ‬إنهم‭ ‬‮«‬سمعوا‭ ‬دوي‭ ‬قصف‭ ‬مدفعي‭ ‬كثيف‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬في‭ (‬منطقة‭) ‬المدينة‭ ‬الرياضية‮»‬‭ ‬المجاورة‭. ‬وسقط‭ ‬51‭ ‬قتيلا‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬في‭ ‬قصف‭ ‬استهدف‭ ‬سوقا‭ ‬في‭ ‬حي‭ ‬مايو،‭ ‬وفق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭. ‬

وفي‭ ‬ولاية‭ ‬كردفان‭ (‬350‭ ‬كيلومترا‭ ‬غرب‭ ‬العاصمة‭)‬،‭ ‬تبادل‭ ‬الجيش‭ ‬وقوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬القصف‭ ‬المدفعي‭ ‬الأحد‭ ‬الماضي،‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬أفاد‭ ‬سكان‭. ‬

من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬في‭ ‬ميناء‭ ‬بورتسودان‭ ‬شرق‭ ‬السودان،‭ ‬سعيا‭ ‬منهم‭ ‬للفرار‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬أو‭ ‬تلقي‭ ‬عناية‭ ‬طبية‭ ‬غير‭ ‬متوافرة‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬أو‭ ‬مواصلة‭ ‬الدراسة‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬بعد‭ ‬تعطلها‭ ‬في‭ ‬البلد‭ ‬بسبب‭ ‬المعارك،‭ ‬ينتظر‭ ‬مئات‭ ‬السودانيين‭ ‬أياما‭ ‬طويلة‭ ‬أحيانا‭ ‬أمام‭ ‬مكتب‭ ‬جوازات‭ ‬السفر‭ ‬الذي‭ ‬أعيد‭ ‬فتحه‭ ‬أخيرا‭ ‬في‭ ‬بورتسودان‭. ‬

بعد‭ ‬قرابة‭ ‬خمسة‭ ‬شهور‭ ‬من‭ ‬التوقف،‭ ‬عاود‭ ‬المكتب‭ ‬العمل‭ ‬فبدأ‭ ‬الرجال‭ ‬والنساء‭ ‬والأطفال‭ ‬يتجمعون‭ ‬أمامه‭ ‬منذ‭ ‬الفجر‭ ‬في‭ ‬المدينة‭ ‬المطلة‭ ‬على‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬بشرق‭ ‬السودان‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬تمتد‭ ‬اليه‭ ‬حرب‭ ‬أدت‭ ‬منذ‭ ‬اندلاعها‭ ‬في‭ ‬الخامس‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬ابريل‭ ‬إلى‭ ‬سقوط‭ ‬آلاف‭ ‬القتلى‭ ‬ونزوح‭ ‬ولجوء‭ ‬الملايين‭. ‬

وتقول‭ ‬مروة‭ ‬عمر‭ ‬التي‭ ‬هربت‭ ‬من‭ ‬الخرطوم‭ ‬تحت‭ ‬القصف‭ ‬وتسعى‭ ‬الآن‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬جوازات‭ ‬سفر‭ ‬لأبنائها‭ ‬الأربعة‭: ‬‮«‬نريد‭ ‬السفر‭ ‬الى‭ ‬اي‭ ‬مكان،‭ ‬فهنا‭ ‬ليس‭ ‬لنا‭ ‬أي‭ ‬حق،‭ ‬ليس‭ ‬لدينا‭ ‬ما‭ ‬يكفي‭ ‬للأكل‭ ‬ولا‭ ‬لتعليم‭ ‬أولادنا‮»‬‭. ‬ومنذ‭ ‬اندلاع‭ ‬الحرب‭ ‬بين‭ ‬قائد‭ ‬الجيش‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬البرهان‭ ‬وقائد‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬محمد‭ ‬حمدان‭ ‬دقلو‭ ‬اللذين‭ ‬يتنازعان‭ ‬على‭ ‬السلطة،‭ ‬توقف‭ ‬عمل‭ ‬كل‭ ‬الادارات‭ ‬الحكومية‭ ‬في‭ ‬الخرطوم‭ ‬حيث‭ ‬تدور‭ ‬معارك‭ ‬طاحنة‭. ‬

ونفذت‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬والمليشيات‭ ‬المتحالفة‭ ‬معها‭ ‬هجمات‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬عرقي،‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭ ‬إلى‭ ‬فتح‭ ‬تحقيق‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬جرائم‭ ‬حرب‭ ‬محتملة‭. ‬

وكان‭ ‬إقليم‭ ‬دارفور‭ ‬مطلع‭ ‬القرن‭ ‬الحالي‭ ‬مسرحا‭ ‬لنزاع‭ ‬دامٍ‭ ‬أوقع‭ ‬300‭ ‬ألف‭ ‬قتيل‭ ‬وأدى‭ ‬الى‭ ‬نزوح‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬2,5‭ ‬مليون‭ ‬سوداني،‭ ‬بحسب‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا